أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثائر دوري - تحية إلى كوبا














المزيد.....

تحية إلى كوبا


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 623 - 2003 / 10 / 16 - 03:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                
د. ثائر دوري – كاتب عربي سوري
تثبت كوبا يوماً بعد يوم إن الهيمنة الأمريكية ليست قدراً و أن المقاومة ممكنة و بشروط مادية بسيطة إن امتلك الإنسان الإرادة . فعلى مدار أربعين عاماً و يزيد ظلت كوبا عصية على محاولات التركيع و التدجين و التخريب ، فالولايات المتحدة الأمريكية لم تترك وسيلة لم تجربها لإسقاط النموذج الكوبي من الاجتياح العسكري إلى التخريب الاقتصادي إلى الحصار الذي لا يرحم إلى استنزاف الكفاءات البشرية إلى الغزو الإعلامي  بواسطة الإذاعات و المحطات الموجهة التي تبث سمومها على مدار الساعة . رغم كل ذلك بقيت كوبا شامخة تتحدى الغطرسة الأمريكية .
أين يكمن سر الصمود الكوبي ؟
 كوبا لمن لا يعرفها ليست دولة نفطية غنية الموارد ، حتى نقول أنها صمدت بفضل مواردها . بل هي بلد فقير اقتصادياً يعتمد على قصب السكر  و الزراعة وبعض السياحة . و كوبا لمن لا يعرفها ليست بلداً ضخم الجغرافيا كألمانيا أو روسيا حتى نقول أن الجغرافيا تحميها . بل هي جزيرة صغيرة . و كوبا ليست هائلة بعدد  السكان كالصين أو فيتنام حتى نقول أن عدد سكانها الضخم يجعل الولايات المتحدة تتهيب منها . بل هي عشرة ملايين من البشر فقط . و كوبا ليست في ركن منعزل من العالم حتى نقول أن الأساطيل الأمريكية و حاملات الطائرات لا تصل إليها . بل هي على بعد تسعين ميلاً من شاطئ فلوريدا . أي أنها تنام في فم الوحش و مع ذلك تبقى عصية على الابتلاع .
أين يكمن سر الصمود الكوبي إذاً ؟
قبل أكثر من أربعين عاما قرر أهل هذه الجزيرة الصغيرة الفقيرة أن يحصلوا على حريتهم من الدكتاتور ، الذي تدعمه الولايات المتحدة في منطقة هي الأقرب إليها ، حيث كانت كوبا عبارة عن ماخور كبير لتقديم المتعة لأصحاب المال الأمريكان و كان سكانه يموتون من الجوع و المرض و الأمية . قرر هذا الشعب الفقير الصغير أن يحصل على حريته و أن لا يفرط بها أبدا فاندلعت الثورة الكوبية و طردت الدكتاتور و بدأت بتطبيق برنامج القضاء على الأمية و المرض و الجهل . و لم يخف هذا الشعب لأنه يقارع القوة العظمى في العالم و أنه على مرمى حجر منها . و لم يضطرب هذا الشعب عندما شاهد تلك الدولة العظمى ، الاتحاد السوفيتي ، تنهار تحت الضغط الأمريكي . بل أعلن أنه سيستمر في اختيار طريقته في الحياة و لا يقبل أن يملي عليه أحد ما يجب أن يفعله . و في التسعينات عندما كان كل الناس في العالم.  ينتظرون ساعة إعلان سقوط الجزيرة . كان للشعب الكوبي رأي آخر فأعاد بناء اقتصاده و مدارسه و مصانعه و حافظ على قراره المستقل و لم يكفه أنه صمد في وجه الوحش الأمريكي . بل أثبت أن مقاومة هذا الوحش الضاري أقل كلفة من الناحية البشرية فوفيات الأطفال معدومة ، و الشعب الكوبي كله متعلم . و ليس هاك أمي واحد في كوبا . و عدد الأطفال في الفصول الدراسية يبلغ ثمانية عشر طالباً و هو الأقل في العالم . و في كوبا كل فصل دراسي مجهز بفيديو لاستخدامه في العملية التعليمية و في كل مدرسة طبق لاقط لالتقاط المحطات التلفزيونية التعليمية . و قد قيّمت اليونسكو الطلاب الكوبيين على أنهم الأفضل مستوى عالمياً في الرياضيات و اللغات . و في كوبا أفضل رعاية صحية يحصل عليها الفرد في العالم ، و كل ما سبق بشهادة المنظمات الدولية  .
فعلت كوبا كل ذلك رغم الحصار و محاولات الاجتياح و التخريب السياسي و العسكري الأمريكية و رغم أنها ليست دولة نفطية و لا غنية الموارد . كل ذلك لأنها امتلكت إرادة المقاومة و ثقة بني البشر بإرادتهم و انهم قادرون على بناء عالم آخر  يقدس الحياة البشرية .
بينما المتخاذلون من أبناء أمتنا العريقة ، الغنية بمواردها النفطية و المعدنية و البشرية ، ذات الجغرافيا الهائلة مساحة و موقعاً و ذات الديموغرافيا الضخمة و التي تملك كل المؤهلات لتكون أمة عظمى في هذا العالم يلحون علينا صباح مساء بضرورة الاستسلام للعدو . إذ يقولون أنه لا فائدة من المقاومة لأن ميزان القوى غير متكافيء !! و أنه علينا أن نقبل بعبوديتنا علّنا نحسن شروط هذه العبودية قليلاً ……..
تصوروا كوبا الصغيرة الفقيرة المحاصرة منذ أكثر من أربعين عاماً تقاوم و تصمد . و يريدون من أمتنا الضخمة ديموغرافياً و بشرياً و جغرافياً أن تستسلم .............!!!



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الدوما يصوت لميشوستين رئيسا للوزراء
- تضاعف معدل سرقة الأسلحة من السيارات ثلاث مرات في الولايات ال ...
- حديقة حيوانات صينية تُواجه انتقادات واسعة بعد عرض كلاب مصبوغ ...
- شرق سوريا.. -أيادٍ إيرانية- تحرك -عباءة العشائر- على ضفتي ال ...
- تكالة في بلا قيود: اعتراف عقيلة بحكومة حمّاد مناكفة سياسية
- الجزائر وفرنسا: سيوف الأمير عبد القادر تعيد جدل الذاكرة من ...
- هل يمكن تخيل السكين السويسرية من دون شفرة؟
- هل تتأثر إسرائيل بسبب وقف نقل صواريخ أمريكية؟
- ألمانيا - الشرطة تغلق طريقا رئيسياً مرتين لمرور عائلة إوز
- إثر الخلاف بينه وبين وزير المالية.. وزير الدفاع الإسرائيلي ي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثائر دوري - تحية إلى كوبا