أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثائر دوري - أمريكا من انتظار القيامة إلى صنعها بالسلاح الذري















المزيد.....

أمريكا من انتظار القيامة إلى صنعها بالسلاح الذري


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 628 - 2003 / 10 / 21 - 04:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 
نشر الباحث منير العكش دراسة جديدة بعنوان ( القيامة الآن ) يعالج بها الفكر الأصولي المسيطر على الولايات المتحدة الأمريكية و يفكك هذا الخطاب الحاكم في أمريكا ، الذي يبدو عن بعد أحياناً غير مفهوم ، بل و مستغرباً ، فما معنى أن يصرح رئيس دولة عظمى بأن يقول إن الله امرني بتحرير العراق ؟ هل نحن أمام نبي يتخاطب مع الله ، لكن عصر الأنبياء انتهى . إذا نحن أمام مخبول !!  لكنه رئيس أقوى دولة في العالم . إذاً نحن أمام بنية ثقافية معقدة تحتاج إلى إدراك و تحليل و هذا ما فعله و يفعله السيد منير العكش في دراساته ، السابقة و الحالية .
رؤساء يتحدثون مع الله
لم يكن الرئيس بوش أول رئيس أمريكي يتحدث مع الله فقبله تحدث الرئيس الأمريكي الخامس و العشرين ( وليم مكنلي ) ، تحدث مع الله في ردهات البيت الأبيض و طلب منه ، الله طلب من الرئيس ، أن يحرر الفيلبين و يضمها إلى الولايات المتحدة .
يقول السيد العكش :
(( إن منطق بوش الذي يقول إن الله كلمه هو أيضاً و أمره بتحرير العراق يتماهى مع ما يسمى المسيائية الأمريكية ))
و يكشف أحد الكتاب الأمريكيين في دراسة له عن صورة بوش عن نفسه أنه على قناعة تامة انه موسى العصر الذي كلمه الله و أمره بإنقاذ شعبه الأمريكي كما أنقذ موسى شعب إسرائيل من فرعون . فهو  يرى أن أمريكا هي إسرائيل الجديدة التي أرادها الله أن تكون شعبه المختار ، و أن تكون صاحبة الرسالة على العالم .
و يتحدث الرئيس بوش بنفسه عن تأثير شخصية موسى عليه و كيف تركت أثرا كبيراً في قناعا ته الدينية و قيادته السياسية ، و كيف جاءه نداء الله في أوستن و هو يستمع إلى الواعظ مارك كريغ فأحس بأنه يخاطب قلبه و عقله ، و يعده بالمعجزات و من آيات ذلك أن (( الشمس انكشفت له من وراء السحب بينما كان يؤدي اليمين لتولي حاكمية تكساس ، تعبيراً عن مباركة السماء )) .
ما سبق ليس استنتاجات أو تقولات إنما كلام كتبه السيد بوش بنفسه و عن نفسه . و هذه النظرة عن نفسه تجد نفسها في كتابات المستعمرين الأوائل ، حيث كان المستعمرون الإنكليز يعتقدون أنهم إسرائيليون و يؤمنون بأن غزو العالم الجديد هو غزو لأرض كنعان و تطهير لها من أهلها ،  الكنعانيون / الهنود .
و بعد ظهور الرأسمالية تم تطويع هذا الخطاب الديني و تحويله إلى خدمة المصالح المالية لبيوتات المال و الشركات الكبرى . و صار المضارب الأكبر في الوول ستريت هو الرب الأعلى في المعبد الأمريكي . كما يقول العكش .
و ما بين تحرير الفيلبين و تحرير العراق ، بالمصطلح الأمريكي ، مر قرنان من الزمان و تحول الفكر الأمريكي من انتظار ظهور المسيح و ظهور القيامة إلى صناعة القيامة بفضل امتلاك هذا المجتمع وسائل الإبادة النووية .
من انتظار القيامة إلى صناعتها :
منذ ظهور البروتستانتية و تحولها لأداة أيديولوجية بيد الرأسمالية . صارت صورة المسيح الدجال الذي يسبق ظهور المسيح و قيام القيامة و نهاية التاريخ  تطلق على الأعداء ، أعداء الدين و أعداء التوسع الإمبراطوري و أعداء الاحتكارات الصناعية و المالية . في البداية احتلت روما مكان بابل التي لا تقوم القيامة إلا بتدميرها و صار بابا روما هو  المسيح الدجال ، و فيما بعد احتل العرب و المسلمون مكان روما .
و حتى الحرب العالية كان المؤمنون ينتظرون القيامة . لكن بعد ضرب هيروشما و ناغازاكي بالقنبلة الذرية و قيام دولة إسرائيل تحول هذا الفكر من انتظار القيامة إلى صنعها . فنهاية العالم و إعادة اليهود لبلادهم و تدمير بابل لم يعد بحاجة إلى ملائكة الله ، بل يمكن أن يصنعه حكام البيت الأبيض و ضباط البنتاغون . و اصبح نشوء إسرائيل الشرط الأول لظهور المسيح و هي التي ستطلق شرارة حرب مجدو التي تحدث بين الخير المطلق و الشر المطلق و تعلن نهاية التاريخ . و صار هم حكام البيت الأبيض التحضير لحرب مجدو التي يجب أن تقع في منطقتنا العربية الغنية بالنفط و مواردها البشرية و المادية كي يكون لها معنى يشجع الشركات و بيوتات المال على تمويلها ، كما أن أرض العراق تضم بابل الحقيقية و حكامها و سكانها من العرب المسلمين الدجالين ، حسب ما يقول هذا الفكر .
و هكذا صار للقيامة معنى دنيوي بالفكر الأمريكي و صارت على الأرض العربية و امتلك الأمريكان أدوات تحقيقها ، أي السلاح النووي . . و الهدف هو نشر رسالة أمريكا التحضيرية في لعالم . و أما الشعوب المنحطة ، مثل العرب و الزنوج و الآسيويين ، فمنذ بداية الإمبراطورية الأمريكية هناك خلاف على مصيرهم بين من دعا لإبادتهم كي لا تتلوث الأعراق الطيبة و بين من دعا لاستعبادهم فقط .
غن الأمريكيين ينظرون لأنفسهم على أنهم شعب الله المختار ، على أنهم يهود الروح الذين حلوا مكان يهود الدم و اللحم ، الذين خانوا رسالتهم التبشيرية للعالم . و ما على شعب الله المختار إلا أن ينشر رسالة الله بشتى الوسائل . ولأن الشعوب المنحطة تعارض نشر رسالة الله فيجب استخدام العنف معها . هذا هو موقع العنف في الحياة الأمريكية المعاصر ( الحرب هي الجنة و السلام هو الجحيم )
فكرة إسرائيل و فكرة أمريكا :
كما ذكرنا سابقاً ، أمريكا في نظر المستعمرين الأوائل هي إسرائيل ،  و الهنود الحمر هم الكنعانيون . و هؤلاء المهاجرون هم شعب الله المختار الذي جاء لنشر رسالة الله . لقد تلبست فكرة إسرائيل تاريخ أمريكا . و تتضمن المهام التي ألقاها ناشرو رسالة الرب ثلاث مهام :
1- احتلال بلاد الآخرين .
2- استبدال سكانها بالغرباء
3- استبدال ثقافتها و تاريخها بثقافة و تاريخ المحتلين .
و هنا سر العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية التي لا يفهمها الكثير من العرب متملقي أمريكا ، أو يدعون أنهم لا يفهمونها . فإذا أضيف لهذا السند الإيديولوجي الدافع المادي ، لأن إسرائيل هي المدافع الأول عن مصالح الغرب في المنطقة ، تصبح العلاقة علاقة  انصهار لا يمكن فكه لا بالحديد و لا بالنار بين إسرائيل و أمريكا . و تصبح شعارات الوسيط العادل و النزيه . و الشريك و الحكم في عملية السلام ، و البحث عن دور أمريكي لحل المشاكل التي تعترض عملية السلام . تصبح شعارات تنم إما عن جهل أو عن تجاهل مقصود . 



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حريق في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة
- نعم هناك إمكانية لعالم آخر بديل لعالم الربح
- تحية إلى كوبا


المزيد.....




- صور صادمة من غابات الأمازون إلى مناجم تشيلي توثق حجم الجمال ...
- من -سارق الأرز- إلى نقانق الدم.. اكتشف ألذ أطباق كوريا الجنو ...
- السعودية تُعلق على اتفاق وقف إطلاق النار بين -طرفي التصعيد- ...
- وزير دفاع إسرائيل: سنرد بقوة على انتهاك إيران لوقف إطلاق الن ...
- الجيش الإسرائيلي: صواريخ أُطلقت من إيران بعد وقف إطلاق النار ...
- ألمانيا ـ قطاع صناعة الأسلحة يطالب حلف الناتو بضمانات سريعة ...
- هجوم إيراني على قاعدة العديد الأمريكية في قطر: إدانات دولية ...
- إيران تستهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر والدوحة تعتبر اله ...
- -هنيئا للجميع-... ترامب يعلن نهاية الحرب بين إيران وإسرائيل ...
- ست موجات جديدة من الصواريخ الإيرانية على إسرائيل خلال ساعتين ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثائر دوري - أمريكا من انتظار القيامة إلى صنعها بالسلاح الذري