أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثائر دوري - إيران إلى أين ؟















المزيد.....

إيران إلى أين ؟


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 682 - 2003 / 12 / 14 - 06:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 تتزاحم الأحداث في إيران و حولها . فهذا البلد قادر على مفاجأتنا كل يوم بالكثير . في شهر واحد اعترف السيد خاتمي بمجلس الحكم الانتقالي العراقي فيما يعتبر تنازلاً هاماً للأمريكان و انصياعاً لشروطهم في الساحة العراقية ، و هذه خطوة لم تقدم عليها بشكل صريح دول حليفة ، و نضع حليفة بين قوسين كي لا نقول عميلة ، للأمريكان . ثم يتم الاجتماع التاريخي بين الرئيسين مبارك و خاتمي ، و قبلها بيوم تقدم الولايات المتحدة هدية كبيرة للنظام الإيراني ، و هي رقبة مجاهدي خلق .
بعد هذه التطورات المتسارعة يحق لنا أن نسأل إلى أين تسير إيران ؟
ما نعرفه و يعرفه الجميع أن الثورة الإيرانية ، التي لم يمض عليها سوى عقدين و نيف ، أي أن رجالاتها ما زالوا على قيد الحياة ،  قامت على أسس إيديولوجية مستمدة من قراءة جهادية للدين الإسلامي يقع في الصلب منها معاداة الكيان الصهيوني و الشيطان الأكبر ، الإمبريالية الأمريكية . كما أنها امتلكت برنامجا و نظرية سياسية للحكم و النهوض بالمسلمين و هذا حدث نادر منذ انهيار الدول العثمانية .
 واجهت الثورة الإيرانية مصاعب هائلة في بداياتها ساهمت في تراجعها و غلبة منطق الدولة على منطق الثورة ، و تخليها عن أحلام الأممية الإسلامية . لكن لم يحدث أبدا أن لاحظنا انعطافة خطيرة كالتي نشهدها اليوم و بهذه السرعة .
فعلى حد علمنا إن النظام المصري الموجود منذ بداية الثورة الإيرانية لم يتغير،  فعلاقاته بالولايات المتحدة معروفة ، هذا إذا كان يجوز لنا أن نسمي التبعية علاقة ، لا بل إن وضع هذا النظام ازداد سوءاً عما كان عليه في ذلك الوقت . فقد زاد ارتهان مصر للإرادة الأمريكية و صار وزنها السياسي و الإقليمي بوزن الريشة ، و هي المعول عليها أن تكون رافعة الوطن العربي . كما أنها لم تقطع علاقاتها بالكيان الصهيوني ، الذي تربطها به معاهدة ( سلام ) و كل ما تطمح له الآن أن تلعب دور الوسيط بين الفصائل الفلسطينية لتساعد الولايات المتحدة على تهدئة الجبهة الفلسطينية ، التي أوقعت الكيان الصهيوني في مأزق لم يعد يعرف كيف يخرج منه بعد أن جرب كل شيء من القنبلة الدخانية إلى الفانتوم و الآباتشي ضد أفراد عزل ، و لم يعد بحوزته سوى القنابل النووية ليضرب بها غزة ، إن استطاع . و كي يتفرغ العدو الأمريكي للجبهة العراقية بدون إزعاجات الجبهة الفلسطينية
ما الذي تغير إذا حتى يلتقي خاتمي ، ممثل الثورة الإيرانية ، التي قال إمامها الخميني ، رحمه الله ، في  النظام المصري  في وصيته المكتوبة و المنشورة   ما لم يقله مالك في الخمر على ما يقال في الأمثال ؟
بالتأكيد التغير لم يحدث في الجانب المصري إنه في الجانب الإيراني .
 هل هي مجرد براغماتية ؟
أحسب أن الأمر أكثر من ذلك ..............................
هل هو انحناء للعاصفة ؟
لكنها سذاجة ما بعدها سذاجة أن تنحني بهذا الشكل . لأن العدو لا يسلك سلوك العاصفة التي تمر و ينتهي الأمر . بل لديه مخططاته الثابتة و هو مقيم في المنطقة حتى يحققها ، أو يطرده أبناء المنطقة من عرب و أكراد و إيرانيين و أتراك . و قد ثبت أن المواجهة بشكل صريح أفضل و أجدى .
و كي تكتمل صورة الوضع الداخلي الإيراني ، لا بد من الإشارة إلى الجدل الداخلي الصريح ، الذي عبر عن نفسه بهذا الوضوح لأول مرة حين تقدمت إيران الشهر الماضي بطلب الانضمام إلى الجامعة العربية كمراقب . لقد  برز صوت لم نعتد على سماعه في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، التي تعتبر القضية الفلسطينية و العلاقة مع العرب من ثوابتها . سمعنا صوتا داخل دوائر صناعة القرار الإيراني يعترض على هذه الخطوة و يقول بصريح العبارة أن التقارب مع العرب ليس بصالحنا ، بل إن مصالح إيران مع الغرب و إسرائيل و بالتالي مع  الولايات المتحدة .
و كل ما سبق ، على تعقيده ، جانب واحد من الوضع الإيراني . و كي تتعقد الصورة أكثر نسمع بعد أيام من استضافة خاتمي لمجلس الحكم الانتقالي في طهران ، نسمع كلاماً للمرشد آية الله خامنئي لم يقله أي مسؤول عربي في مديح المقاومة العراقية . و بعد عدة أيام بينما كانت الخارجية الإيرانية مشغولة بإدانة مقتل مواطن إيراني في سامراء ( منطق الدولة ) . خرج المرشد بتصريح ، و هو الوحيد من فعل ذلك من مسؤولي المنطقة الرسميين ، تمثل بإدانة مجزرة سامراء ( منطق الثورة ) .
و هكذا تنشرخ ايران بين منطقين : منطق الثورة ، و منطق الدولة . منطق العداء للشيطان الأكبر و منطق المساومة معه .
إن المشكلة الأساسية لدى الحالمين بتطبيع العلاقة مع الشيطان الأكبر ، أنهم  يفعلون ذلك في هذا الوقت بالذات ، حين تتواجد قواته العسكرية على الحدود الإيرانية البرية و البحرية ، و حين يسيطر فيه على السلطة  مجموعة متصهينة لا تقبل لا بأنصاف ، و لا بأرباع حلول . و كل تنازل تقدمه ايران  تعتبره المجموعة المتصهينة دليلاً على الضعف و يجب أن يتلوه تنازل آخر . هي تريد المنطقة بكاملها بقضها و قضيضها ، بعربها و كرادها و فرسها و أتراكها ، بمائها و نفطها و معادنها .
في هذا الوقت بالذات هناك من يحلم بتسوية مع الشيطان الأكبر و يريد أن يمد يده إليه !!
 هل هو سوء تقدير ؟
ربما .  لقد دمر غورباتشوف الإتحاد السوفيتي بسوء التقدير
هل هي مطامح  إقليمية و حنين للدور الشاهنشاهي كشرطي في المنطقة ؟
ربما . لكن الولايات المتحدة لم تعد تحتاج إلى شرطي في المنطقة . لقد حضرت بقضها وقضيضها .................
هل هي مطامع صغيرة لدى نخب مرتبطة بالغرب ؟
ربما . و في سبيل مكاسب شخصية تافهة هناك من هو على استعداد لبيع الأرض و السماء . و هذا موجود في كل مكان و زمان .
لكن تبقى مشكلة إيران أنها تريد أن تذهب إلى الحج الأمريكي في حين أن مواكب العملاء تعود خائبة من الحج إلى البيت الأبيض .
خائفون على إيران من كل ما سبق : من قصيري النظر ، من ذوي الحسابات الخاطئة  ، من أصحاب المطامع التافهة الصغيرة .
لقد تعودنا خلال عقدين على وجه إيران المضيء . على احتفالات يوم القدس العالمي . على إيران نصيرة الضعفاء و المظلومين . تعودنا على إيران الثورة التي تجهر بعدائها للشيطان الأكبر .
و اليوم نخشى أن عليها أن تفقد ذاتها قدر ما نخشى أن نفقدها

 



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيار البشرية اليوم : إما الهمجية أو مقاومة الإمبريالية
- عام جديد و طريق جديد
- وثيقة جنيف : كلما يأس العدو من كسرنا أعادوا له الأمل........
- ديمقراطية الفكر الإبادي التلمودي
- ثورة في جورجيا أم مجرد تغيير شكلي ؟
- ثقافة الجوع و ثقافة الشبع
- وحدة أطراف النظام الدولي
- أمريكا من انتظار القيامة إلى صنعها بالسلاح الذري
- حريق في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة
- نعم هناك إمكانية لعالم آخر بديل لعالم الربح
- تحية إلى كوبا


المزيد.....




- حمزة يوسف.. الوزير الأول بإسكتلندا يعلن أنه سيستقيل من منصبه ...
- مصادر لـCNN: حماس تناقش مقترحًا مصريًا جديدًا لإطلاق سراح ال ...
- رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: -لن أسكت بعد الآن-
- لا يحق للسياسيين الضغط على الجامعات لقمع الاحتجاجات المناصرة ...
- باسم خندقجي: الروائي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العر ...
- بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة ...
- ظاهرة غريبة تثير الذعر في تايوان.. رصد أسراب من حشرات -أم أر ...
- مصري ينتقم من مقر عمله بعد فصله منه
- لردع الهجمات الإلكترونية.. حكومة المملكة المتحدة تحظر استخدا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك والقضاء على 975 جن ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثائر دوري - إيران إلى أين ؟