أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثائر دوري - طالبان من أفغانستان إلى باريس














المزيد.....

طالبان من أفغانستان إلى باريس


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 698 - 2003 / 12 / 30 - 04:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إن المتابع لوضع العالم السياسي و الاجتماعي  يلاحظ بسهولة  الأزمة التي يعانيها منها هذا العالم و على  كافة المستويات ، السياسية ، و الاقتصادية ، و الأخلاقية . و لعل أخطر هذه الأزمات هي أزمة الأفكار .
خرج الفكر الغربي الليبرالي مزهوا بنفسه معتداً بعد هزيمة عدوه الإيديولوجي الماركسي في الثمانينات ،  فقدمت الليبرالية الغربية طريقتها في الحياة المأخوذة  من مباديء الثورة الفرنسية ، و التي تقوم على الحرية وإعلاء دور الفرد إلى حد اعتباره مركز الكون . قدمت الليبرالية هذه الطريقة على أنها الحل الأمثل لمشاكل البشرية .
 فمن الناحية السياسية تم تقديم الاحتكام إلى صندوق الاقتراع على أنه  الحل السحري ، و الشكل الديمقراطي الوحيد الذي لا يأتيه الباطل لا من خلفه و لا من أمامه في مواجهة دكتاتورية البروليتارية المنهارة في أوربا الشرقية . لكن أحداث العامين المنصرمين المتسارعة ، لا سيما أثناء التحضير للحرب على العراق و بعد أحداث الحادي عشر من أيلول . وضعت النموذج الليبرالي في مواجهة أزمة شاملة . فانتهاك الحريات الذي قامت به الدول الغربية منذ تلك الأحداث لم تقم به أنظمة شمولية كان الغرب يعتبر نفسه نقيضها الأخلاقي و السياسي . و تراوحت هذه الانتهاكات من اعتقال على الشبهة إلى الإبقاء في السجون بدون تهم أو دون إجراء محاكمات ، إلى إصدار أحكام بالاستناد إلى أدلة سرية لا يحق للمتهم الإطلاع عليها . و صار الحساب على النوايا أمراً لا ينكره الغرب ، كما سنت الولايات المتحدة قوانين تتيح لها مراقبة خصوصيات الأفراد من بريد الكتروني و مكالمات هاتفية . .... الخ
ثم جاءت الفترة السابقة للتحضير للحرب على العراق لترسخ أزمة الديمقراطية الليبرالية ، خاصة في الدول التي تحالفت مع أمريكا و هي إسبانيا و ايطاليا و بريطانيا . لأن هذه الحكومات المنتخبة ديمقراطياً سارت في طريق الحرب ضد رغبة شعوبها ( وصلت نسبة الرأي العام المعادي للحرب في اسبانيا إلى 80- 90 % ) دون أن تستطيع الأكثرية المعادية للحرب أن تؤثر على قرار حكوماتها في قرار مصيري كهذا ، و هل هناك قرار مصيري أكبر من قرار الحرب و السلام ؟ و هذا يعني انتهاكا فاضحاً لجوهر الديمقراطية ، التي عٌرفت بأنها حكم الأكثرية للأقلية . أما هنا فقد عٌكست الآية و حكمت الأقلية الأكثرية و سارت بها إلى الحرب ضد رغبتها.  
و نشاهد هذه الأيام في فرنسا فصلاً جديدا من فصول أزمة الفكر الليبرالي . حيث خرج علينا الرئيس الفرنسي جاك شيراك ، بعد جدل طويل  بين مؤيد و معارض، خرج الرئيس الفرنسي و أعلن تأييده لسن قانون يمنع الحجاب في المدارس الرسمية . و لتغطية القرار بشكل لا يخدع أحداً أضاف إلى قرار منع الحجاب  منع القلنسوة و الصلبان الكبيرة . لكن الأمر كان غاية في الوضوح ، المستهدف هو الحجاب .
 ربما يهوّن بعض الناس من الأمر بالقول ، أمر المنع يقتصر على المدارس الرسمية و الفتيات اللواتي يرغبن بالحفاظ على حجابهن يستطعن الذهاب إلى المدارس الخاصة . لكن نحن نقول إن هذه قراءة سطحية للأمور لأن هذا القرار في حال صدوره سيشكل سابقة يبنى  عليها . فمن يضمن الآن  بعد فتح هذا الباب أن لا تثار مسالة اللحى و الحجاب في الشوارع  . و بهذا نصل إلى وضع شبيه بما كان ينتقده الغرب في أفغانستان تحت حكم طالبان . لقد قامت الدنيا و لم تقعد لأن طالبان أجبرت النساء على التحجب و الرجال على إطالة لحاهم .
في فرنسا تستطيع أي فتاة أن تكشف ما تشاء من جسدها . لكنها الآن لا يحق  لها أن تضع حجاباً . هل هذه الحرية الفردية التي قامت عليها الثورة الفرنسية ؟
إن الأنظمة الشمولية هي التي تتدخل في لباس الأفراد و أمزجتهم . فهل وصلت الليبرالية الغربية إلى وضع شبيه بهذا ؟
لقد ركز الإعلام الغربي بعد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان على أنه حرر النساء من عبودية طالبان في اللباس . قلنا هذا حسن . لكن فجأة أطل علينا شيراك بهذا القرار العجيب ........
يبدو أن موضوع لباس النساء و رمزيته ليس خاصاً ( بالأصوليين ) كما يدعي الغرب . بل إن الفكر الليبرالي متورط بهذا الأمر إلى درجة التناقض مع ليبراليته..!!
 لقد سمعت هذا السؤال العفوي من شرائح مختلفة من الناس :
- إذا كان يحق للفتاة أن تكشف ما تشاء من جسدها بلا حدود ألا يحق لها أن ترتدي الحجاب ؟!!
أي ديمقراطية و أي ليبرالية و أي حرية للفرد هذه !!
إن كل ما ذكرناه يشير إلى أزمة الفكر الليبرالي الغربي و إلى ديمقراطيته الهشة ، التي يجب أن لا تتعارض مع مصالح الاحتكارات الربوية تحت طائلة سحق الأفراد و المجتمعات . كما أن حدود الاختلاف التي يسمح بها هذا الفكر الليبرالي ضيقة جداً و تختفي تماماً في أوقات الأزمات .  
إنها أزمة تجتاح العالم من الشرق إلى الغرب : أزمة أخلاقية و سياسية و اقتصادية و أهم من كل ذلك أنها أزمة أفكار تشير إلى تصدع هذا النظام العالمي و انهياره السريع . لذلك صار البحث عن بدائل فكرية و أخلاقية و سياسية و اقتصادية مهمة على جدول أعمال التاريخ



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البطاطا و الفكر و أشياء أخرى
- إيران إلى أين ؟
- خيار البشرية اليوم : إما الهمجية أو مقاومة الإمبريالية
- عام جديد و طريق جديد
- وثيقة جنيف : كلما يأس العدو من كسرنا أعادوا له الأمل........
- ديمقراطية الفكر الإبادي التلمودي
- ثورة في جورجيا أم مجرد تغيير شكلي ؟
- ثقافة الجوع و ثقافة الشبع
- وحدة أطراف النظام الدولي
- أمريكا من انتظار القيامة إلى صنعها بالسلاح الذري
- حريق في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة
- نعم هناك إمكانية لعالم آخر بديل لعالم الربح
- تحية إلى كوبا


المزيد.....




- بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين ...
- ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب ...
- لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب ...
- جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
- مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا ...
- هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ ...
- هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
- Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
- اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثائر دوري - طالبان من أفغانستان إلى باريس