أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الحسن - العجب في نجاة من نجا














المزيد.....

العجب في نجاة من نجا


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2547 - 2009 / 2 / 4 - 08:08
المحور: الادب والفن
    



-
المشهد الثقافي العراقي في حالة صدمة تكاد ان تكون اعراضه الغيبوبة في اقصى درجاتها واقلها الازدواجية بين رؤية مثالية متعالية وسلوك يضع المثقف نفسه اولا بانتهازية مفضوحة نادما على مافاته من عطايا في زمن المكارم والمغانم! وهو بذلك يفصح عن ذات مأزومة لا ترفض الظلم لذاته بل لوقعه عليها تحديدا.
- هذا الواقع بسبب اتساعه قد اضفى نوعاً من الشرعية على السلوك العام و كرس صورة نمطية مقبولة في الاوساط الثقافية والاديية والسياسية حتى اصبحت الشخصية الفهلوية هي السائدة، ساعية الى فرض وجودها متمنطقة بعدة ثقافية جاهزة مستمدة من تراث حافل بروح التكسب، يتسيده وعاظ وشعراء السلطان، ومن لا يجاريهم في طريقهم هذا بانه مغفل ولا يعرف من اين تؤكل الكتف.
-
عندما المت ببغداد احدى الكوارث وما اكثرها وصف هذا الحال الفقيه الحسن البصري بالقول: ليس العجب في هلاك من هلك، ولكن العجب في نجاة من نجا. ولو حاولنا اجراء بعض التعديلات على تلك المقولة، لفهم ما يحدث في المشهد الثقافي فانها سوف تكون كالأتي: ليس العجب في طرق باب المسؤول... بل العجب في الأمتناع عن ذلك! ما نراه في المجالس الخاصة للمثقفين من جدل ونقاش ليس في رفض الجوائز والعطايا التي تقدم لهم، بل عن المستحقين وللامستحقين لها اي انها اصبحت من الحقوق المكتسبة التي لا يمكن رفضها الا عبر المقترح الذي تقدم به الزميل احمد عبدالحسين الذي يدعو الى تكوين (جمعية اللامثقفين) ومن شروطها ان يكون العضو قد طلب شيئا من مسؤول في الماضي، وان يتعهد بعدم طلب شيء من ذلك في المستقبل، وان يرضى ان يقال عنه غير مثقف. اعتقد ان النصاب القانوني لن يكتمل لهذه الجمعية، وعليها ان تسير بذات الطريق الذي سارت عليه قمة الدوحة التي عقدت مؤخرا في قطر، حين استدعت دول غير عريية، لكي تكمل العدد، وذات الشيء يقال عن الندوات التي تستعين بما يسمى (فوج طوارئ الثقافة) لكي تكمل النصاب القانوني للندوات او الجلسات الادبية والثقافية التي لا تقدم ولائم. من الطريف ان احد التجمعات الثقافية التي اعلن عن ولادته بعد التغيير، وهو ذو توجه مدني، وبعد تشكيل هيكله الاداري ونظامه الداخلي الذي يسمح بتداول منصب الرئاسة فيه لفترة محدودة، استأثر احدهم به واعلن عن رئاسته الابدية للمنصب، وهدد باللجوء الى حكم العشيرة، في حالة اقالته او تنحيته عن المنصب الذي البسته الديمقراطية اياه، يبدو ان الاستحواذ والغنيمة هو شعار السياسي اليوم وفتاته من حصة المثقف الذي مابات يشعر بالكبرياء اوالحرج من هذا الانحدار، بل ان مسؤول كبير في وزارة الثقافة، كان قد صرح في لقاء مع احدى القنوات الفضائية، بان على المثقف ان يأخذ بالشعار الشهير(ما أخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة) وهو يريد القول (وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا) ولو أخذ بهذه الافكار المثقف فانه سوف ينفي نفسه وينافس السياسي الذي فشل اصلا في استعادة الاراضي السليبة ولم يحصل على سيناء الا من خلال المفاوضات السلمية، اما اذ كان المراد هنا هو الاستيلاء على السلطة، فالانقلابات التي شهدها العراق هي التي تتحدث عن ذلك.
- بل ان زج المثقف في الصراعات والتجاذبات السياسية سوف يعرضه الى ذات الموقف الذي عاشه المثقف في دولة رومانيا، حين خرج عمال المناجم في مظاهرة، بحثا عن المثقفين وهم يلوحون بأياديهم الغاضبة وترتسم على وجوههم الغاضبة امارات الاحباط والانتقام، بسبب اعتقادهم ان المثقف يتحمل مسؤولية تعاستهم ومصائبهم ولذلك صبوا جام غضبهم على كل من يحمل حقيبة او كتاباً او نظارات طبية.
ولقد تخلى المثقف عن تلك المظاهر في لحظة المناسبة.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية التوافقية
- الانتخابات محك الحقيقة بين الناخب والمرشح
- مشكلتنا.. استسهال الاشياء
- الحكومة والإعلام
- الأقتصاد اولا في قمة الكويت
- لا جديد في البيت الابيض
- غاندي وستراتيجية اللا عنف الإيجابي
- خرافة المستبد العادل
- سياسة الأرض المحروقة
- دولة القانون... طوق النجاة للجميع
- الفوضى بين الخلق و الدمار
- جدلية الدولة والقبيلة
- أموال العراق السائبة.. وفرص العمران الغائبة
- الاغتيال المعنوي يهدر دم الآخر
- التعايش مع الازمات
- الدولة بين الأخلاق والميكافللية
- لكن وأخواتها
- العراق في مفترق طرق
- الانتقال من العدو الى الذات
- الاصلاح في الشرق الاوسط... والخوف من الحرية


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الحسن - العجب في نجاة من نجا