أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحسن - سياسة الأرض المحروقة














المزيد.....

سياسة الأرض المحروقة


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2532 - 2009 / 1 / 20 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في فترة الحرب الباردة وظهور حركات التحرر الوطني والاحزاب الثورية وبعض الحركات السياسية المتطرفة لم يصل بها الامر الى حد ان يكون القتل هو غايتها او احتجاز الرهائن لغرض تصفيتهم على اساس الدين او الهوية ولم يتفاخروا يوما بالقتل والذبح والتفخيخ حتى لاعدائهم بل كانت ثمة خطوط ومحرمات وروادع اخلاقية وقيمية تجعلهم ينأون عن اعمال دنيئة وخسيسة كهذه لاتنتسب الى البشر او الاديان او القوانين ولذا حاز اولئك الاشخاص على حب وتعاطف الناس واخذت ذاكرتهم تحفظ صورهم كابطال ومحررين وقادة يذكرهم التاريخ باجلال وتقدير

انهم يحملون احلام وامال الناس في الحرية والانعتاق والعدالة والرغبة في خلق عالم افضل انهم ينتسبون الى البشرية جمعاء واصبحت صورهم وافكارهم المضيئة تنتشر في الادب والثقافة والتاريخ، نعم انهم كانوا حقاً معادلا موضوعياً لقبح العالم وقسوته، التي انتهكها تجار الحروب والموت والاستغلال ولكنهم كانوا نبلاء وفرسانا لايعرفون الطعن من الخلف او الغدر او الانتهازية فأين الثرى من الثريا؟

اين اولئك الابطال من هؤلاء المجرمين الذين لايتورعون عن استباحة الحرمات من مراقد ومساجد ومستشفيات ومدارس انها عدمية انها سياسة الارض المحروقة وماذا بعد حرق الزرع والضرع والنسل: هل هو الوطن الذي تشيده الجماجم والدم؟

وماذا يخلف وطن كهذا غير التعاسات البشرية والخراب والنساء الثكالى والايتام والروح المعطوبة التي لن تداويها الايام بسهولة.
عندما حدثت جرائم (11 ايلول) كان العقل الاستخباراتي الاميركي في حالة صدمة فلم يحدث ان قام احد بمثل هكذا اعمال، وحتى من يقوم بخطف الطائرات يحاول استثمار ذلك سياسياًَ وليس قتل الجميع على طريقة( علي وعلى اعدائي ) ولذلك تم استحداث شعبة خاصة عليها مهمة تخيل الجرائم التي من الممكن ان يقدم عليها هؤلاء الارهابيون
.
وحتى عملية قتل ( شاه مسعود) احد القادة المعارضين لنظام طالبان، تمت بطريقة غير مسبوقة من قبل اشخاص ادعو انهم صحفيون، وظهر فيما بعد انهم ينتمون الى تنظيم القاعدة الارهابي.

والجرائم المروعة التي تحدث في العراق الان، من هذا النوع فعملية تفخيخ الحيوانات والاطفال والمتخلفين عقلياً، كل هذه الاعمال وغيرها سلوكيات شاذة تدل على مخيلة موغلة في الجريمة والقتل وارتكاب احط الافعال المشينة والفاحشة.

ان هذه الحركات تنتمي الى عالم ما قبل السياسة بمعناها الحديث والنظامي وهو عالم تسود فيه لغة الثأر والانتقام الجماعي من الاغنياء واصحاب الهويات المخالفة لمعتقداتهم دون ان تكون هنالك رؤية واضحة للبناء او اقامة نظام بديل وفي احوال كثيرة تكون الدعوة السائدة هي الحنين الى الماضي (النوستالوجيا)
.
انها حالة نكوص تصيب الجماعات اللاتاريخية نتيجة عدم استيعابها دروس التاريخ والحياة فترتد الى الماضي يقتاد بها وتقتاد عليه وهي بذلك تحكم على ذاتها بالموت التدريجي.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة القانون... طوق النجاة للجميع
- الفوضى بين الخلق و الدمار
- جدلية الدولة والقبيلة
- أموال العراق السائبة.. وفرص العمران الغائبة
- الاغتيال المعنوي يهدر دم الآخر
- التعايش مع الازمات
- الدولة بين الأخلاق والميكافللية
- لكن وأخواتها
- العراق في مفترق طرق
- الانتقال من العدو الى الذات
- الاصلاح في الشرق الاوسط... والخوف من الحرية
- الأحزاب السياسية ومستقبل الديمقراطية في العراق
- الإرهاب و غسيل الواقع
- الإمارة الطالبانية ومنع طائرات الأطفال الورقية!
- المرأة في البرلمان
- استثمار الاجساد المفخخة
- منظمات المجتمع المدني.. قوة توازن بين الدولة والمجتمع
- الدولة و المنظمة السرية
- مجتمع مدني أكثر و دولة أكثر
- الطفولة المسلحة في عهد الدكتاتورية


المزيد.....




- ستيفي نيكس تؤجل حفلاتها بعد إصابتها بكسر في كتفها
- من هو المستوطن الإسرائيلي المتهم بإطلاق النار على الفلسطيني ...
- الحكومة الإسرائيلية تصوت بالإجماع على إقالة النائب العام غال ...
- مقتل الطالب السعودي محمد القاسم طعنا في مدينة كامبردج البريط ...
- -اليد الميتة-.. ما هو سلاح روسيا النووي الانتقامي الذي حرك ل ...
- التين الشوكي -كنز غذائي- ربما لا يعرفه كثيرون
- غزة: تسجيل مقتل 94 شخصا اليوم وتأكيدات بأن المساعدات الملقاه ...
- في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت: عون يؤكد أن القانون سي ...
- قطاع غزة: مقتل عشرات الفلسطينيين قرب مراكز لتوزيع المساعدات ...
- ماذا نعرف عن متلازمة غيلان باريه المتفشية بين الأطفال في قطا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحسن - سياسة الأرض المحروقة