أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - طارق حربي - بوش والزيدي : هل هذا هو واجب الصحافي في العراق الجديد!؟














المزيد.....

بوش والزيدي : هل هذا هو واجب الصحافي في العراق الجديد!؟


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2497 - 2008 / 12 / 16 - 08:01
المحور: الصحافة والاعلام
    


كلمات -227-
يقوم منتظر الزيدي مراسل قناة البغدادية الفضائية في بغداد برمي الحذاء بوجه رئيس أعظم دولة في العالم، أثناء مؤتمر صحافي عقده في بغداد مع دولة رئيس الوزراء، بعد مراسم التوقيع على اتفاقية سحب القوات، رمية حذاء فيها نفاق واضح للقناة التي يعمل فيها الزيدي، أتاحتها الديمقراطية الجديدة التي منحها بوش للعراقيين، فأساء أحدهم التصرف بها لأنه أصلا بحاجة إلى أن يتعلم المبادىء الأولية للديقراطية، بعد سنوات طويلة من الحروب والقهر والقمع والجوع، رمية حذاء أثلجت صدور أعداء العراق، فتلاقفتها الأبواق العربية ونسجت على منوال أن العراقيين يعادون الولايات المتحدة ويرفضون الاتفاقية، وها هو صحفي ومثقف يرمي الحذاء على بوش وبجانبه المالكي، ولولا بوش لما استطاع الزيدي ان يشتري هذه الثياب النظيفة والحذاء الجديد، لاأريد ان اقول أن هذه من بركات أمريكا على العراق فبلادنا أم الثروات ولها المستقبل الواعد بالخيرات، لكن لنتذكر جميعا كم كان راتب الموظف في العهد البائد وكم أصبح اليوم!؟
لاشك أنه تصرف صبياني خيب آمال شعبنا وهو يستعد للدخول في الاطار الاستراتيجي والشراكة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، ومهما يكن من أمر السياسة الأمريكية وأخطائها الجسيمة في احتلال العراق، ونقدنا لها : شعبا وحكومة وكتابا وكل ذي ضمير حي ويحب بلاده، إلا أن تصرف الصحفي كان أخرق، وينطق في خط مصر العروبي حيث تبث قناة البغدادية من القاهرة، ومع الأسف الشديد أن الولاء للعراق قليل لدى البعض ممن يحسبون أنفسهم مدافعين، وهم يزايدون على آلام الشعب العراقي ومستقبل أجياله، ولعل الصحافي وهو غرٌ قليل الخبرة توقع أن تستثمر القناة قضية اختطافه قبل فترة من قبل جهات قيل في وقتها أنها إرهابية، وتعاطف معه في محنته العراقيون في داخل الوطن وخارجه، حتى أطلق من بين أيدي الإرهابيين بعد بضعة ايام بطريقة مثيرة للجدل، لأنها تقع ضمن الحالات النادرة، يبدو أنه بفعلته المخجلة إياها أراد ان يعيد إلى الأذهان تلك القصة ويعزز رصيده للحصول على المزيد من الدعم من رؤسائه في الفضائية، وكتحصيل حاصل دعم الأنظمة العربية الدموية ومخابراتها وهم جميعا يرحبون بأي جهد مناهض يبذل ضد مصالح الشعب العراقي، وستقف الاتفاقية شوكة في عيونهم بدخولها في حيز التنفيذ في بداية العام المقبل، أقول العرب وليس العراقيين لأنهم في سوادهم الأعظم يؤيدون الاتفاقية،الأمل الأخير قبل السقوط النهائي بين يدي إيران ومخططاتها الإجرامية في العراق، لذلك فإن العراقيين يفضلونها على أي صوت نشاز من فضائية، أو مراسل ضحى بمصير شعبه من أجل سمعة قناة لن يجلب لها في عمله المشين ذاك غير استهجان شعبنا ورفضه، لأي عمل يسيء إلى الشراكة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة!
ولاشك أن الصحفيين العراقيين - وهم ذوو أدب جم وتقاليد صحفية راقية - يشجبون مثل هذا الاستهتار،و يربأون بأنفسهم عن القيام بهكذا أفعال مشينة رد عليها الرئيس بوش باستهزاء قائلا للحاضرين " إن مقاس الحذاء هو 44 إذا أردتم ذلك "، و" لقد قام بذلك من أجل لفت الانتباه اليه هذا الامر لم يقلقني ولم يزعجني، أعتقد ان هذا الشخص أراد أن يقوم بعمل يسالني الصحافيون عنه. لم أشعر باي تهديد". ونظرا لقلة وعي الصحفي المغرور وعلى ذكر المقاسات، فإن قياس رمي الرؤساء في الولايات المتحدة وأوروبا بالأحذية، ليس لها نفس القياسات في عالمنا العربي، فلو رمى مواطن عربي أو عضو برلمان الرئيس بشار الأسد بالنعال مثلا، أو ملك السعودية الأجوف أو عمر البشير المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، لأخذ الأمر صيغة عروبية أوإسلامية أو قبلية ونشبت حرب داحس والغبراء، وقامت الدنيا ولن تقعد، ولن يردوا على الرمية بابتسامة واستهزاء ولن تتردد أجهزة مخابراتهم المجرمة بقتل الجاني في الحال، وهذا حصل فعلا مع الكثير من ضحايا الرؤساء العرب حتى عن طريق الاشتباه!
إن الولايات المتحدة برئاسة جورج بوش ومهما كان رأينا بسياساتها - وكنت شخصيا انتقدتها مثل غيري من الكتاب – التقت مصالحها الاستراتيجية مع مصالح شعبنا الذي قامت بمساعدته بالتخلص من نظام دكتاتوري همجي، صحيح أن الولايات المتحدة وجدت أن نظام صدام سيسقطه العراقيون لامحالة فأسرعت إلى ذلك، ولكن ذلك جرى ضمن استراتيجياتها طويلة الأمد في الشرق الأوسط ورسم ملامحه من جديد والبداية هي العراق، ولن يوقفها رمي رئيسها بالحذاء او البيض الفاسد او الطماطم!
قال الصبي الزيدي وهو يرمي الحذاء "هذه قبلة الوداع يا كلب" وحتى قياس القبلة جاء خطا ولاينم على احترام للمرأة، فالرجل لايقبل بحذائه بل بشفتيه من تحب نفسه، أما أن تقول لرئيس اعظم دولة ياكلب فسيضحك طويلا لأن لبوش كلب أسود نظيف، أفضل بكثير من وساخات رجال المخابرات العربية وبعض من الاعلاميين العرب مدفوعي الأجر قليلي الحياء والضمير، ممن انقضوا على شعبنا بأقلامهم وفضائياتهم وصحفهم الصفراء وجرحوه ومايزالون حتى اليوم.
مطلوب من القضاء العراقي المعروف بحياديته ونزاهته إجراء محاكمة عادلة للصبي المغرور ومعاقبته، ومعرفة الجهات التي ورطته ودفعت له لكي يقوم بهذا الفعل الأخرق، لما ترك من أثر بالغ السوء على وجه الصحافة العراقية التي لاترمي أحذية على الرؤساء، بل تشحذ القلم وتكتب بشفافية عن العراق الجديد والمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق السلطة الرابعة!
مطلوب من السيد عون حسين الخشلوك إبن مدينة قلعة سكر في ذي قار وهو المالك الرسمي لمحطة البغدادية أن يحرم هذا الصبي من العمل في فضائية البغدادية لفعلته الشائنة.
مطلوب من المركز الوطني للاعلام التابع لمكتب دولة رئيس الوزراء منع الصحافيين المشكوك بولائهم لغير العراق، ممن يعملون في الدول العربية خاصة، واختيار المهنيين منهم الذين يعكسون الوجه المشرق للصحافة العراقية، ويقومون بكل حرص ومسؤولية على تغطية الأحداث السياسية الكبرى التي تمر بها البلاد.



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مزاد كريستي العالمي : مسؤولون عراقيون متهمون ببيع آثار عر ...
- مطاليب صدام من قبره تؤجل التوقيع على الاتفاقية الأمنية!
- موسم الهجرة إلى العشائر!
- اليوم الموعود لنهاية كل الأحزاب والتيارات الدينية والطائفية ...
- جمهورية رفحاء : تغلق أبوابها بعد 17 عاماً.. بوداع آخر 77 لاج ...
- الشاي في الناصرية : سيلاني إيراني شكل تاني!
- أوباما والعراق!
- إنزال جوي في شارع الحبوبي.. ومقتل قائد القوة المهاجمة على يد ...
- فتاوى شرعية في محطة كهرباء الناصرية!
- مايزال زعماء الشيعة والأكراد يبددون ثرواتنا الوطنية!
- اليعقوبي مرجع ديني أم سياسي أم نفطي!؟
- الحل في البرلمان وليس في الفاتيكان!
- كلمات -215- لا لتأسيس مجلس الإسناد في محافظة ذي قار!
- لماذا تلجأ إيران -الاسلام- إلى تفخيخ وسائط النقل في الناصرية ...
- بعض من علل السياسة الخارجية العراقية!؟
- لماذا المزايدات على زيارة السيد مثال الآلوسي إلى إسرائيل!؟
- صحوة عراقية ضد الارهاب الجديد : وباء الكوليرا!
- مطلوب توسيع عمل كتلة (22 تموز) في البرلمان العراقي
- أمام أنظار دولة رئيس الوزراء : إنقذوا حياة الشاعر حيدر عبد ا ...
- كلمات -2008- الأحزاب الاسلامية والمسيرات المليونية ويوميه هر ...


المزيد.....




- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل
- جهود عربية لوقف حرب إسرائيل على غزة
- -عشر دقائق فقط، لو تأخرت لما تمكنت من إخباركم قصتي اليوم- مر ...
- شاهد.. سيارة طائرة تنفذ أول رحلة ركاب لها
- -حماس-: لم نصدر أي تصريح لا باسمنا ولا منسوبٍ لمصادر في الحر ...
- متحف -مرآب المهام الخاصة- يعرض سيارات قادة روسيا في مختلف مر ...
- البيت الأبيض: رصيف غزة العائم سيكون جاهزا خلال 3 أسابيع
- مباحثات قطرية أميركية بشأن إنهاء حرب غزة وتعزيز استقرار أفغا ...
- قصف إسرائيلي يدمر منزلا شرقي رفح ويحيله إلى كومة ركام
- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - طارق حربي - بوش والزيدي : هل هذا هو واجب الصحافي في العراق الجديد!؟