أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - لماذا المزايدات على زيارة السيد مثال الآلوسي إلى إسرائيل!؟















المزيد.....

لماذا المزايدات على زيارة السيد مثال الآلوسي إلى إسرائيل!؟


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2404 - 2008 / 9 / 14 - 07:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اثارت الزيارة الثانية التي قام بها إلى إسرائيل، عضو مجلس النواب العراقي وزعيم حزب الأمة السيد مثال الآلوسي، سلسلة من ردود الأفعال الغاضبة والمستنكرة، حتى وصل الأمر إلى مطالبة بعض البرلمانيين بتشكيل لجنة للتحقيق معه، ومحاسبته في البرلمان العراقي!
وكان الآلوسي قال في في كلمة القاها في مؤتمر نظمه «معهد السياسات ضد الإرهاب» التابع لأكاديمية هرتسليا العسكرية إلى [إقامة علاقات وطيدة بين بغداد وتل ابيب] و [ إيران اليوم مركز المصائب في المنطقة وأغلب الشعب العراقي لا يؤيد النظام في طهران وأنه ينبغي التعاون مع إسرائيل من أجل إنتاج سلاح استخباراتي مع تركيا والولايات المتحدة والكويت لضمان انتقال معلومات استخباراتية جيدة ومواجهة الإرهاب الشرق أوسطي معا.]
وطبيعي أن أول من أثار الضجة هم الأحزاب الشيعية!
فهذا النائب عن كتلة الائتلاف محمد الحيدري يقول [إن كتلته ترفض تلك التصريحات وتعتبرها مسيئة لعلاقات العراق بجيرانه]، ودعا إلى [تحرك برلماني عاجل للتحقيق مع الالوسي ومحاسبته على زيارته تل ابيب ومحاولته الاساءة الى العلاقة مع دولة جارة مهمة مثل ايران]
ولايخفى أن السيد الحيدري فضل مصلحة إيران على مصلحة شعبه وهو ممثله في برلمانه!، ونطق عن كتلته المتكونة من مجموعة أحزاب إيرانية حكمت - مع شديد الأسف - عراق مابعد التغيير، وورثت من نظام صدام خطابه القومي الشوفيني، وآليات إدارة الصراع مع إسرائيل، بغية إلهاء الشعب العراقي عن سياسات أبشع نظام، والانسجام مع النظام العربي الرسمي الذي سيتخلى عن القضية الفلسطينية بعد زيارة السادات إلى القدس سنة 1977، وما تلا ذلك من انفراط العقد العربي، لتخرج الأنظمة من علاقاتها السرية وتقيم في العلن أحسن العلاقات مع إسرائيل، مخلفة وراءها العراق باعتباره حارس البوابة الشرقية، فأغدقت عليه بالأموال طوال حربه مع إيران وصفقات الأسلحة وكان ماكان!
وبدت هذه الأحزاب الشيعية أنها لاتجيد اللعبة السياسية، لضيق أفقها وعدم تقديمها لأي مشروع وطني، إضافة إلى خضوعها لاستقطابات إقليمية وإملاءات لاتأخذ مصلحة الشعب العراقي في الأولويات، فأخذت تلعب على الصراع الايراني الإسرائيلي/الأمريكي، كأسوأ مايكون عليه اللعب، وتداخل مشروعها الطائفي مع الأجندات الايرانية في العمق، حتى أمست الظهير القوي لهذه النظام الفاشي داخل العراق، منفذة أجنداته وأوامره، والعتلة التي يرفع بها سياسيا وإعلاميا حدة الصراع لتحقيق مصالحه ونفوذه ليس في العراق حسب، بل ليمرر سياساته في لبنان وأفغانستان وجمهوريات الاتحاد السوفيتي القديم، ماجعل العراق ساحة استراتيجية للانطلاق والمبادأة، وتفرض إيران شروطها فيما بعد على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة، في ملفات الأمن في العراق ومستقبله.
نعم إن العراق بحاجة الى نوع من الموازنة بين إيران وإسرائيل، وتبادل المصالح معها بما يخدم البلدين، لاسيما المصالح الأمنية التي دعا إليها السيد الآلوسي، لما لاسرائيل من خبرة تمتد إلى نصف قرن مع الفلسطينيين، الذين تحالفوا مع صدام في السابق على ذبح العراقيين، ويرسلون اليوم إرهابييهم في عمليات داخل بلادنا.
ثم ماذا حدا مما بدا!؟
فالكثير من السياسيين العراقيين عربا وأكرادا وغيرهم، قاموا بزيارات إلى إسرائيل، سواء عندما كانوا في المعارضة أو بعد استلام الحكم!؟، وإذا مرض أحدهم عالجته مستشفيات إسرائيل والولايات المتحدة، وكان الطالباني أجرى عملية في القلب قبل أسبوعين في إحدى مستشفيات واشنطن تكللت بالنجاح، وإذا طلب سياسي كردي شركة نفط للتنقيب عن النفط في كردستان غصبا على انف الحكومة الاتحادية، زودته المكاتب الاقتصادية الاسرائيلية في كردستان بأحسن الشركات النرويجية المتحالفة مع اسرائيل، وغير ذلك كثير!
ثم أليس مضحكا ومبكيا في آن واحد، أن البرلمانيين يحاسبون الآلوسي على زيارته، إسرائيل فيما كتلهم السياسية متحالفة مع الولايات المتحدة!؟، إسرائيل والولايات المتحدة - كما لايخفى- توأمان ستراتيجيان في الميادين السياسة والأمنية والاقتصادية والنووية، ولاتفك عراها عمامة سيد ولابعثي يستثمر في هذه الآونة الأجيرة من تأريخ العراق، على حساب مستقبل الشعب والوطن!
ثم لماذا هذا التناقض في السياسة الخارجية للعراق، لماذا سوف تنصاعون إلى أوامر الولايات المتحدة، بإقامة علاقة مع إسرائيل مستقبلا، وأنتم مقبلون على أوامر من شتى الأنواع بعد توقيع الاتفاقية الأمنية، ولعل فرض إقامة العلاقة مع إسرائيل من ضمن شروط الاتفاقية السرية، ولاتقبلون بطروحات السيد الآلوسي ودعواته لعراق آمن ومتصالح مع نفسه وجيرانه وبقية الدول، وهو سياسي عراقي يهمه الاشتغال على مستقبل العراق!
لاشك أن أعظم بلد ديمقراطي في الشرق الأوسط اليوم، ليس سوريا أو الأردن او مصر التي يتباكى عليها الرفاق في التوافق العراقية بل هي إسرائيل، أعظم اقتصاد وأكثر من مئتي رأس نووي، رؤساء دول عربية وأفريقية يقبلون يد أولمرت ويتمنون معانقة باراك في المؤتمرات الدولية ويستجدون دعم إسرائيل والولايات المتحدة، إسرائيل قوة هائلة في الشرق الأوسط لو فهم الدرس سياسيو العراق الجديد ووازنوا بها السياسة الإيرانية العدوانية لتصب في مصلحة الشعب العراقي، ذلك أن متاجرة إيران بأرواح العراقيين في أجنداتها، لاتحتاج إلى مهادنتها بتصريحات ضد مصلحة العراق، بل إلى القوة والعين الحمرا حتى تخرج من بلادنا، والعراق اليوم أحوج مايكون إلى التحالفات الاقتصادية والشراكة الأمنية ودعوة السيد الآلوسي تصب في هذا المجال!
لكن من يقود السياسة الخارجية اليوم في العراق الجديد!؟
وزير الخارجية هوشيار زيباري الذي جعل حتى الذي يبيع (الطاطلي!) بباب السفارات العراقية كرديا، أم علي الأديب عضو البرلمان عن الإئتلاف الذي اعتبر كلام أحد أعضاء البرلمان الكويتي بشان توقيع عقد اسلحة تدخلا سافرا في الشأن العراقي الداخلي وهي قولة حق، لكننا لم نسمع من الأديب ردا مناسبا على التدخل الايراني بل أنه برر ذلك بقوله : إنها تقاتل الولايات المتحدة داخل العراق!؟
لماذا لايكون السياسيون العراقيون متوازنين في تصريحاتهم فيما يتعلق بالمحتل الأمريكي والايراني على حد سواء!؟، ويقولوا للاثنين بشكل متوازن وصريح دعوا العراق للعراقيين واخرجوا من بلادنا !؟
إن الذي فجر نفسه في العراق وذبح الآلاف في الأسواق والجامعات والشوارع ليس إسرائيليا، بل عربي من السعودية وشمال أفريقيا وسوريا ومصر العروبة، التي يدافع عنها السيد أسامة النجيفي عضو البرلمان عن القائمة «العراقية» ويستنكر على السيد الآلوسي زيارته إلى إسرائيل بوصفها [تجاوزاً لكل الحدود والخطوط الحمر واستفزازاً لمشاعر العراقيين والعرب]. و[إن زيارة الألوسي تمثل انتهاكاً دستورياً وقانونياً خطيراً لأن القانون الذي يعرف اسرائيل كدولة عدوة ويجرم التعامل معها ما زال ساريا ولم يتم تبديله او الغاؤه]
أي خطوط حمر أيها السيد لجهة إقامة حلف مع دولة والعالم كله تكتلات وتحالفات!؟، وهل بقيت حدود معقولة في العراق الجديد بعدما أطيح بكل شيء!؟،، ثم أي قانون يعرف إسرائيل كدولة عدوة ويجرم التعامل معها غير قانون البعث، وهو ماورثته الأحزاب الإيرانية الحاكمة في العراق الجديد من الحزب المحظور في خطابه القومي الشوفيني، وكذلك الأحزاب سليلة البعث ووريثة الآليات والخطاب والممارسة الضارة بالشعب العراقي، الذي هو أحوج مايكون اليوم وهو في أشد حالات الضعف إلى منظومة أمنية ولوجستيات تبعد عنه شرور التدخل الإيراني السافر في الشأن العراقي.
إن الكثير من الدول العربية تقيم اليوم أحسن العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية مع إسرائيل، فعدا مصر وهي أكبر دولة عربية وثقل سياسي وبشري ولها معاهدة سلام، ثمة الدول الغنية في الخليج التي رفهت شعوبها وبنت بلدانها بنفطها وعقلانيتها وعلاقاتها الخارجية المتوازنة، لابالمزايدات والخطب النارية والتصريحات غير المسؤولة، ألا تشبه الدعوة إلى محاسبة قانونية برلمانية للسيد الآلوسي إلى حد ما دعوة الشيعة إلى إقامة الحد على كل من لايقيم الصلاة والشعائر!؟
وأرى في تصريح محمودد عثمان [فاعتبر المطالبة بإقامة علاقات مع اسرائيل «امراً غير مناسب وغير صحيح ويعقد مشاكل العراق لانه في حاجة الى تأييد الدول العربية والإسلامية] قمة النفاق السياسي لأن الأكراد أنفسهم أقاموا أفضل العلاقات مع إسرائيل منذ الستينات ولحد اليوم، ومحمود عثمان متهم شخصيا بزيارة إسرائيل مرات عديدة، وكثيرا ماتثار قضايا في الصحافة العراقية والعربية عن وجود مكاتب للموساد وأخرى اقتصادية في كردستان العراق، وعثمان نفسه دعا قبل أسبوعين إلى إضعاف العراق لأنه بقوته سيخسر الأكراد قوتهم التي يفرضون بها إرادتهم وإملاءاتهم على حكومة بغداد الضعيفة، وكان آخر ماتطاولوا به عليها فرض نوع الأسلحة التي تنوي الحكومة شراءها ويجب إخبار عصابات الاحزاب القومية الكردية بتفاصيلها!؟
فلماذا هذه المزايدة على الشعب العراقي ولماذا تحللون لأنفسكم تحالفا تحرمونه على الشعب العراقي!؟
إذا مااستثنينا مزايدات الحيدري والنجيفي وعثمان ونصير العيساوي وهم يمثلون كتل الإئتلاف والعراقية والتحالف الكردستاني والكتلة الصدرية فنرى أنهم جميعا ينطقون في خط المحاصصة الطائفية والعرقية ويعملون لمصلحة أحزابهم وطوائفهم وفي هذا المنظور يبدو السيد الآلوسي أفضلهم وأكثرهم عقلانية في التعاطي السياسي والأمني الوطني وذو بعد نظر استراتيجي يتفوق على الطائفيين والقوميين ولديه فهم جيد للمصلحة الوطنية العراقية فأعطوه الفرصة من أجل بناء عراق متحضر يسوده الأمن والأمان من الجيران وبقية الطامعين والمجرمين.
12/9/2008
[email protected]
http://summereon.net



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحوة عراقية ضد الارهاب الجديد : وباء الكوليرا!
- مطلوب توسيع عمل كتلة (22 تموز) في البرلمان العراقي
- أمام أنظار دولة رئيس الوزراء : إنقذوا حياة الشاعر حيدر عبد ا ...
- كلمات -2008- الأحزاب الاسلامية والمسيرات المليونية ويوميه هر ...
- كركوك مدينة التعايش والسلام العراقية
- الهزيمة الاستراتيجية للقاعدة في العراق !
- ماالفرق بين عدي وعمار الحكيم في حفلات الزواج الجماعي!؟
- دعوة لإنشاء مطار الناصرية الدولي!
- أدين الاعتداء الآثم وعلى متعددة الجنسية الاعتذار الرسمي من أ ...
- صوت الشعب العراقي هو الأقوى في الانتخابات القادمة
- التكليف الشرعي انتهاك صارخ لحقوق الطفل العراقي!
- مدينة المليون عريف هل حقا ستصبح مدينة المليون نخلة!؟
- أهمية منع استخدام الرموز الدينية في الانتخابات القادمة!
- كلمات -198- إطردوا اطلاعات ومجاهدي خلق من بلادنا!
- هل نحن عبيد لايران وأولنا رئيس الوزراء نوري المالكي .. أم ما ...
- حملة إيمانية بمناسبة الانتخابات في الناصرية!
- القوى السياسية والمرجعيات الدينية : بوادر إجهاض الاتفاقية ال ...
- النفط مقابل السفير !
- أقراص -مكين- المنومة أربع سنوات أخرى!
- صورة النخلة المقلوبة على رأسها في الناصرية !


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - لماذا المزايدات على زيارة السيد مثال الآلوسي إلى إسرائيل!؟