أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - طارق حربي - التكليف الشرعي انتهاك صارخ لحقوق الطفل العراقي!















المزيد.....

التكليف الشرعي انتهاك صارخ لحقوق الطفل العراقي!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 10:27
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


كلمات
-2001-
طارق حربي
التكليف الشرعي انتهاك صارخ لحقوق الطفل العراقي!
يكبل فقه التقليد لدى الشيعة الإثناعشرية العقل العراقي، وهو - أي التقليد - وصل إلينا من الإمام جعفر الصادق، فيما يرى البعض أن التقليد بدأ بعد غيبة الإمام المهدي سنة 329 هجرية، ويرسل المقلد عقله في إجازة ليفكر له الإمام أو المرجع، فيبسط الأخير تعاليمه المستندة إلى فقه الطائفة، وليس إلى فقه الواقع ومتطلباته وتقدم العلوم، وتأتي قضية التكليف الشرعي للأطفال – في المعلن- لتلقي الأوامر والنواهي الربانية وتأدية الفرائض، لكن في المخفي هو يرمي إلى تنظيم الأطفال في الحياة الجنسية وفق منظور أناني ضيق وسراني، أرى أنه عبث بآدمية الطفل العراقي الذي سيصبح مواطنا عاقلا منفتحا متحررا في العراق الجديد، ناهيك بالتدخل في تحديد وتوجيه مسارات حياته الفردية إلى النسق الطائفي، واغتصاب حريته وسلب إرادته وتكييفها لصالح الطائفيين والمتسترين بعباءة الدين.
عراقيا وفي ظل عدم احترام حقوق الطفل المنصوص عليها في قرار الجمعية العامة للامم المتحدة لسنة 1989 ، وعدم سن قانون في البرلمان العراقي لحماية الأطفال من العنف، واستغلالهم دينيا وطائفيا ولاأخلاقيا، وفي ظل التدهور الأمني والسياسي وانعكاسه سلبيا على الوضع التعليمي، لجهة تسرب الطلاب من المدارس على سبيل المثال لاالحصر، أضف إلى ذلك فقدان الآلاف من الأطفال لعوائلهم، ومشاهد تناثر الجثث بالمفخخات وغيرها من أعمال العنف، وماأنتج من مظاهر التسول أو عمل الأطفال في المهن الرثة او سلوكهم المنحرف، زائدا إحصائيات مذهلة عن وجود أكثر من 5 ملايين طفل يتيم و900 الف طفل معاق، وكل هذه القسوة ولاللاأبالية تجاه الطفولة تمر بموشور الحياة العراقية خلال عقود طويلة من حصار وجوع وانتشار مظاهرالعسكرة التي طبعت حياة الأطفال، بالنظر لكل هذا وذاك يبقى أطفالنا هم الضحايا الصامتون في العراق الجديد، حيث يسهل على أي شخص أو فئة أو حزب استغلالهم وتوجيههم التوجيه، الذي يشبع رغبات أيديولوجية أو طائفية أو فئوية أو مناطقية، وتأتي رعاية عمار الحكيم لاحتفال ديني في النجف الاسبوع الماضي، بمناسبة بلوغ عدد من الفتيات سن التكليف الشرعي، في هذا السياق!

في صفوف منتظمة طويلة، فتيات بريئات بعمر الزهور، يجلسن في قاعة أشبه ماتكون بإحدى قاعات النظام البائد، أكثر ماتذكّر بقاعات المقبور عدي واجتماعات اللجنة الأولمبية، أو قاعة في إحدى أكثر عواصم الأنظمة الشمولية استبدادا في عالمنا، وتتعامل مع شعوبها بنظرية القطيع : كوريا الشمالية مثلا، فتيات متلفعات بالطرحة البيضاء، كأنها أكفان نجفية صنعت خصيصا للعهد الجديد.
يجلس في الصف الأول معممون وأفندية يقوم بينهم عمار الحكيم خطيبا، في مسرح غابت عنه منظمات رعاية الطفولة العراقية والشهود : الحكومة وممثلو القوى والأحزاب الوطنية، يلقي عمار بأطفالنا خطبة عصماء حول التكليف الشرعي، وتلقي الأوامر الربانية للبنات البالغات أحدى عشر سنة من عمرهن، وهو سن التكليف أي سن البلوغ وليس الرشد حسب مراجع التقليد واختلاف الاجتهاد، الذي لابد من ركنه جانبا وترك تقليد المراجع، إذا أردنا بناء الانسان العراقي الجديد، الذي ترعاه المؤسسات الحكومية وليس المؤسسات النجفية!
بعدما قضيّ على الطبقة الوسطى العراقية قضاءا يكاد يكون مبرما، وفي إطار الدولة الدينية السائدة اليوم مع شديد الاسف، فإن الثقافة الرجعية في العراق الجديد تأتي من النجف، والبازار السياسي نجفي، والعراق فيه اليوم أعظم استثمار سياسي لمن يطلبه، والثقافة نجفية تخرج من بين يدي عمار الحكيم ومن والاه، والبنات البريئات صار لديهن قطع نفسي ومعنوي مع الحياة، يمكن في المستقبل البعيد أن تتشوه فيه النفوس البريئة.
فبدلا من توزيع دفاتر الرسم وعلب الألوان على الفتيات، لانطلاق روح الطفل وعالي الكركرات فيهن وتعابير الحياة والحب وأجواء المدرسة، بدلا من العاب الطفولة، تعلم الموسيقى والكومبيوتر وتنسيق الزهور والرياضة بأنواعها والفن بأنواعه، تلقي دروس في كيفية إعادة بناء العراق الجديد، والتمتع بهذه الفترة الحلوة من الطفولة، تجير المئات من الفتيات من أصل (نصف مليون طفل وطفلة عراقية)* لصالح أجندات عمار الحكيم الطائفية، وفي نهاية هذه الدورات التكليفية ومحاضرات غسل الدماغ، لن تجد هؤلاء الفتيات المغرر بهنَّ أنفسهن إلا في خدمة آل الحكيم لرد المعروف : ملايات وقارئات حسينيات وقارئات كف وضاربات ودع ومكففات ومحنكات ومحجبات، وربما تتطرف بعضهن في حب آل البيت والحكيم فيعملن مخبرات!، فيما يُختار قسم منهن للعمل في فضائية الفرات، ودائرة شؤون المرأة في مؤسسة شهيد المحراب، وأعمال أخرى من شأنها تثبيت آل الحكيم ومصالحهم ورؤوس اموالهم، في الحكم وقريبا منه إلى امد طويل يمتد إلى أولاد أولادهم.
أما بالنسبة للفتيان العراقيين ممن سيمرون في قاعة اللجنة الأولمبية والمراكز الطائفية والحسينيات، (لافرق بين هذه القاعة وسجون الاحتلال فهناك تغتصب الأجساد وهنا العقول!) ونظرا للبطالة التي لم تجد الحكومة لها حلا حتى الآن، فإنهم سيعملون رواديد وحمله دارية وكيشوانية وعناصر أمن لمؤسسة شهيد المحراب وحماية لطبقات السادة في ولاية الفقيه وأعضاء في منظمة بدر، ويتوسع تيار عمار الحكيم ليشمل نصف مليون طفل وطفلة إضافي كل عام، طالما أن سياسة التجهيل الايراني للشعب العراقي في الوسط والجنوب لم تتوقف، وسيكون هنالك ميليشيا مدنية رهن إشارة الحكيم لو تهددت مصالح العائلة، أي عندما ينتهي (أكسباير) الدولة الدينية، وتنمو الطبقة الوسطى وتعود الروح للهوية الوطنية العراقية.
من فوَّضَ عمار الحكيم أمر الطفولة العراقية!؟
إن التكليف الشرعي للفتيات في سن الحادية عشرة وللفتيان في سن الثانية عشرة، وأقل بسنة أو اثنتين أو أكثر حسب التقليد والاجتهاد، لهو انتهاك صارخ لحقوق الطفل العراقي!؟، فأين هي منظمات الطفولة العراقية والمجتمع المدني والحكومة والبرلمان والكتاب والمثقفون والأحزاب والقوى الوطنية، ولماذا هم صامتون ولايدينوا هذه الظاهرة اللاإنسانية ويبطلوها في العراق الجديد!!؟
[email protected]
http://summereon.net
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) ذلك ماذكره الدكتور علاء الزهيري في رده على مقالنا (أفتونا مأجورين ماعلاقة عمار الحكيم بمعمل نسيج الناصرية) ...
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=118951

[ ...الاخ الحربي اعلم انه لو كان في السيد عمار كل معايب الدنيا- وهو بالطبع غير معصوم ولكن ليس فيه ما ذكرت- لكفاه هذا الدور الهائل لذي لم يقم به أحد قبله وهو تربية أكثر من نصف مليون طفل سنويا بفكر واخلاق اهل البيت عن طريق المؤسسة التبليغية التي يقودها والتي ترعى دورات دينية في اغلب المساجد في الجنوب والوسط .عمار الحكيم يربي جيلا ضخما سيبرز ان شاء الله بعد عشر سنوات... الدكتور علاء الزهيري]
http://summereon.net/articles_sommereon_sorttitle_userhgfhgyrtesedum_newscat.php?sid=1275






#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة المليون عريف هل حقا ستصبح مدينة المليون نخلة!؟
- أهمية منع استخدام الرموز الدينية في الانتخابات القادمة!
- كلمات -198- إطردوا اطلاعات ومجاهدي خلق من بلادنا!
- هل نحن عبيد لايران وأولنا رئيس الوزراء نوري المالكي .. أم ما ...
- حملة إيمانية بمناسبة الانتخابات في الناصرية!
- القوى السياسية والمرجعيات الدينية : بوادر إجهاض الاتفاقية ال ...
- النفط مقابل السفير !
- أقراص -مكين- المنومة أربع سنوات أخرى!
- صورة النخلة المقلوبة على رأسها في الناصرية !
- وزارة زيباري تطالب بإعادة الجزر العربية الثلاث!
- مجزرة الشرطة في سوق الشيوخ (2008).. تذكر بمجزرة كيمياوي سنة ...
- رسالة إلى مقتدى الصدر
- شكثر بيك فلوس ياعراق..وشكثر حراميه !!؟
- تيتي تيتي الفضائية العراقية مثل مارحتي إجيتي !!
- عراق الصحوات والصولات !
- مخابرات دول الخليج وإيران..والبصرة الذبيحة!
- أهلا وسهلا : رئيس الجمهورية لايقبل بأقل من الوزارات السيادية ...
- أوقفوا تسليم الإرهابيين السعوديين إلى الرياض فورا!
- (مكرمة) محافظ النجف بتخصيص مقبرة للصحفيين العراقيين!
- نجاد..لاأهلا ولامرحبا بك في بغداد!


المزيد.....




- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - طارق حربي - التكليف الشرعي انتهاك صارخ لحقوق الطفل العراقي!