أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طارق حربي - فتاوى شرعية في محطة كهرباء الناصرية!














المزيد.....

فتاوى شرعية في محطة كهرباء الناصرية!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2445 - 2008 / 10 / 25 - 09:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كلمات
-219-
طارق حربي
فتاوى شرعية في محطة كهرباء الناصرية!

اعتصام وتظاهرة في الناصرية خلال أسبوع واحد لفتا انتباهي، إعتصام لمنتسبي اتصالات وبريد ذي قار أمام مبنى دائرتهم، مايزال مستمرا لحد كتابة هذه السطور، جاء بعد شعورهم بالغبن والتمييز بين موظفي الدولة الواحدة، حسبما جاء في بيانهم : (حرموا من فروقات رواتبهم الجديدة للاشهر من كانون الثاني وحتى ايار لسنة 2008 وكانت الحجة الممله للسادة المسؤولين بان هذه الدوائر تمويل ذاتي رغم ان معظم دوائر التمويل الذاتي قد استلمت فروقاتها لهذا الاشهر الا هذه الدوائر المنكوبة. ثم جاء القرار الحكيم بارجاع الرواتب الى السلم القديم ولكن تم استثناء دوائر التمويل الذاتي وفعلا تم صرف رواتب الكثير من الدوائر ومنها المصارف ودوائر وزارة التجارة على السلم الجديد بينما تم اعداد رواتب البريد على السلم القديم)، وكان هؤلاء المنتسبون تظاهروا في الشهر السادس ثم في منتصف الشهر العاشر من هذه السنة دون أن يجدوا أذنا صاغية لمطاليبهم العادلة.

محطة الناصرية التي شيدتها شركة روسية أواسط السبعينات من القرن الماضي، بطاقة تصميمية قدرها 400 ميجا واط، وأثر انخفاض مناسيب مياه الفرات على طاقتها الانتاجية، ماكان له تداعيات سلبية على حياة المواطنين في الناصرية، وعانت المحطة من هجومات صاروخية من فدائيي صدام المتدربين في إيران، وامتدت إليها يد السرقة في (23/8/2008) بناء على تصريحات أطلقها رئيس لجنة الطاقة في مجلس محافظة ذي قار، كشف خلالهاعن سرقة ثلاث مضخات للوقود في 23/8/2008 من مولدات القدرة الداخلية، قام منتسبوا هذه المحطة أول من أمس بتظاهرة، أججتها فتوى لامسؤولة (أصدرتها!!) نقابة المهن الهندسية (طالبت فيها بقطع مستحقات الساعات الإضافية بحجة أن الأموال محرمة شرعا!!، ماجعل النقابة تبلغ مدير عام الطاقة الحرارية في الناصرية بان هناك فتوى شرعية تحرم أخذ تلك المبالغ حسبما صرحوا بذلك!)

لاأفهم كيف تقوم نقابة مهنية بإصدار فتاوى شرعية بقطع مستحقات الساعات الاضافية، أو غيرها من مستحقات العمال، دون النقابة التي تنظم أجورهم وعطلهم وإجازاتهم المرضية، لاأفهم ذلك إلا من باب طمس الحدود بين الدين والشريعة، في أفق الأحزاب الدينية في الناصرية، والتدخل السافر من طرف ممثلي الأحزاب عبر آلية الإعتداء على أرزاق العمال، خلال فتاوى لاشرعية ضالة من جهة، وبين القوانين التي تنظم مستحقات العمال وإجازاتهم وغيرها من جهة ثانية، ولدينا قانون العمل رقم 72 لسنة 1936، واضح وصريح لكن يبدو أنه مثل الدستور مركون على الرف، إن هذا التداخل المؤسف بما تمخض عنه من اجتهادات شخصية لايقبل بها الله الذي يعبدون ولاالقوانين الوضعية، يؤشر حالة من الفوضى ووراء كل فوضى تعديل وترتيب.

إن فتوى نهب الساعات الإضافية في محطة كهرباء الناصرية، التي دفعت بالعمال إلى التظاهر في ميدان عملهم، ظاهرة صحية في العراق الجديد، وحراك عمالي إضرابي يطالب بحقوقه المسلوبة، وكنت ذكرت غير مرة أن العراق لاينهض إلا باخضرار أرضه ودوران عجلات مصانعه، هذه هي البداية الصحيحة لكل حراك اقتصادي : علاقات إنتاج ومطالبة بالحقوق وإضرابات إلى آخره..
لكن تشير نتائج إصدار مثل هكذا فتاوى جائرة إلى استحالة الهيمنة على الطبقة العاملة سواء في الناصرية، أو في أي مكان من العراق، قمعها ونهب حقوقها وإسكات صوتها المطالب،لاسيما إذا كانت مرتبطة بالنقابات وليس المرجعيات، ولايمكن بأي حال فصل عملية الاستحواذ على أجور العمال والساعات الإضافية، عبر فتاوى ماأنزل الله بها من سلطان، تتصل بسياقات على بابا التي فُتحت قريحتها على المال السايب الذي يعلّم على السرقة، فالدوائر الرسمية التي تقاسمتها أحزاب الإسلام السياسي في الناصرية، تشهد عليها تجارب أكثر من خمس سنوات بعد التغيير، حيث رفعت بلاوي الفساد الإداري إلى مصاف قوانين المافيا في أوروبا الشرقية وروسيا وغيرها.

ماأشبه اليوم بالبارحة!؟
إن الطبقة العاملة العراقية التي تشكلت في نهاية القرن التاسع عشر، قبل تشكيل الطبقة البرجوازية الوطنية والدولة العراقية نفسها، لطالما شهدت مثل هذا الغبن في تأريخها، ففي مطلع الأربعينات من القرن الماضي، عندما كانت التيارات النازية والرجعية منتشرة، في سياق مشروع تدميري كوني هو الحرب العالمية الثانية، التي انعكست آثارها السلبية على العراق وطبقته العاملة، كان إضراب لعمال المطابع سنة 1942 بسبب طول ساعات العمل والأجر الزهيد الذي كانوا يتقاضونه، فطالبوا - كما يطالب العمال في بريد الناصرية وطاقتها الكهربائية اليوم – بحقوقهم وزيادة أجورهم بنسبة 25 % وشمولهم بالعطل الرسمية، وعدم حرمانهم من ممارسة نشاطهم السياسي والاجتماعي، ولم يتو قف الاضراب حينذاك حتى لبيت كل مطاليب العمال.
مطلوب من العمال الاستمرار في اعتصامهم حتى نيل كامل حقوقهم المشروعة
من الحكومة المحلية دعمهم وحمايتهم
من وسائل الإعلام نشر فعالياتهم
من القضاء سماع شكاواهم
من الجهات الأمنية إجراء التحقيق العادل والشفاف لقضية الفتاوى الضالة، وإبطالها بالقوانين التي نص عليها الدستور، حتى لايتجرأ أحد أو جهة حزبية أو رسمية أو دينية أو عشائرية، وتنهب مستحقات العمال قبل أن يجف عرق جبينهم
24.10.2008
[email protected]
http://summereon.net






#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مايزال زعماء الشيعة والأكراد يبددون ثرواتنا الوطنية!
- اليعقوبي مرجع ديني أم سياسي أم نفطي!؟
- الحل في البرلمان وليس في الفاتيكان!
- كلمات -215- لا لتأسيس مجلس الإسناد في محافظة ذي قار!
- لماذا تلجأ إيران -الاسلام- إلى تفخيخ وسائط النقل في الناصرية ...
- بعض من علل السياسة الخارجية العراقية!؟
- لماذا المزايدات على زيارة السيد مثال الآلوسي إلى إسرائيل!؟
- صحوة عراقية ضد الارهاب الجديد : وباء الكوليرا!
- مطلوب توسيع عمل كتلة (22 تموز) في البرلمان العراقي
- أمام أنظار دولة رئيس الوزراء : إنقذوا حياة الشاعر حيدر عبد ا ...
- كلمات -2008- الأحزاب الاسلامية والمسيرات المليونية ويوميه هر ...
- كركوك مدينة التعايش والسلام العراقية
- الهزيمة الاستراتيجية للقاعدة في العراق !
- ماالفرق بين عدي وعمار الحكيم في حفلات الزواج الجماعي!؟
- دعوة لإنشاء مطار الناصرية الدولي!
- أدين الاعتداء الآثم وعلى متعددة الجنسية الاعتذار الرسمي من أ ...
- صوت الشعب العراقي هو الأقوى في الانتخابات القادمة
- التكليف الشرعي انتهاك صارخ لحقوق الطفل العراقي!
- مدينة المليون عريف هل حقا ستصبح مدينة المليون نخلة!؟
- أهمية منع استخدام الرموز الدينية في الانتخابات القادمة!


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طارق حربي - فتاوى شرعية في محطة كهرباء الناصرية!