أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طارق حربي - الحل في البرلمان وليس في الفاتيكان!














المزيد.....

الحل في البرلمان وليس في الفاتيكان!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2420 - 2008 / 9 / 30 - 09:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كلمات
-216-
يطلب السفير العراقي في الفاتيكان موعدا عاجلا مع قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر بابا الفاتيكان، لإطلاعه على قرار البرلمان بالتصويت، على المادة 24 من قانون انتخاب مجالس المحافظات، بما تضمنه من غمط لحقوق الأقليات بإلغاء المادة 50 من الدستور!، بعد أشهر من التجاذبات السياسية والنقاشات بين الشيعة والأكراد، ومعروف أن المادة الملغية تنص على إعطاء الأقليات القومية والدينية المسيحية والمندائيين والأيزيديين والشبك، وكلهم من سكان وادي الرافدين الأصليين، تمثيلا في مجالس المحافظات والأقضية والنواحي!

إذا كان البابا يمثل الرمز الروحي لأكثر من مليار مسيحي كاثوليكي في العالم، فهو فيما يتعلق بالسياسة الدولية تقف وراءه إمكانات مؤسسات دولته والمستشارون، ولاشك أنه درس الاسلام والشرق جيدا، ومطلع بمافيه الكفاية على تأريخ السياسة العراقية العاصف ومؤامراتها وأزمتها الراهنة، كيف اضطهد العثمانيون والصفويون والأنظمة الاسلامية والقومية والفاشية، الأقليات العراقية قتلا وتهجيرا وتهميشا، هاهو الإرهاب يهجر مئات الآلاف من المسيحيين العراقيين بعد الفوضى التي أعقبت التغيير، وكان عددهم مليونا ومائتا ألف قبل دخول الاحتلال فأصبح اليوم ستمائة ألف نسمة!
فماذا سيقول ويبرر سيادة السفير العراقي لبابا الفاتيكان!؟
وفيما أخفق البرلمان عن التصويت سابقا، على جملة قرارات حيوية تهم مستقبل العراق، وتدفع بالسلام الأهلي جنبا لجنب مع روح التهدئة المنشودة وحملة الإعمار والبناء، تبين أن مبدأ المحاصصة الطائفية والقومية الذي تشكل على أساسه نظام الحكم المشوه في العراق، لن يمنح الفرصة للأقليات في التمثيل السياسي والإداري، ما يجعلها تابعة لحكم الأكثرية فتطيح بها في البرلمان والحياة السياسية، كيف لا وقد أصبح كل شيء في يد اللاعبين الكبار في كتلتي الإئتلاف والتحالف الكردستاني، ناهيك بالدستور الذي أصبح حبرا على ورق، وكنا استبشرنا بتأكيده على المساواتية بين العراقيين بغض النظر عن الدين والطائفة والعرق!
قيادي في الإئتلاف يبرر قرار الإلغاء بأنه ترافق مع التصويت على تأجيل الانتخابات في كركوك وكردستان، دائما التبريرات جاهزة ولاأحد يريد الإقرار بتلاقي مصالح الكتلتين الكبيرتين المتحالفتين في البرلمان، الإخوة الأعداء الذين سيضيعون العراق ومستقبله، فيما يدعي رئيس الوزراء في رسالة إلى البرلمان ومفوضية الانتخابات، بأنه مع تمثيل الأقليات في الحياة السياسية والادارية، ويعرف الجميع أن حزبه (الدعوة) الذي يشكل مع المجلس الأعلى أكبر نسبة في كتلة الإئتلاف، أول من صوت على إلغاء المادة 50!!
إذا دخلت إيران من شباك البرلمان طردت الأقليات من باب العراق الجديد!
إن أحزاب الاسلام السياسي الحاكمة والأكراد، مازالوا يعيشون في الماضي ولايرغبون بفهم المتغيرات التأريخية، أن بعد نهاية الامبراطوريات الكبرى الحروب الكونية، ظهرت الحاجة في الدساتير والشرعة الدولية لمنح الأقليات حق ممارسة الحياة السياسية والثقافية، إن أحزاب الاسلام السياسي على سبيل المثال ماتزال تحمل إرثا تأريخيا ولغويا من تراكم حكم الدولة الاسلامية والاضطهاد الهوياتي للأقليات، ويتردد في تثقيفها لقواعدها وكوادرها وكتابات منظريها أن الأقلية المسيحية واليهودية هم أهل ذمة، في فهم قروسطي ممالاينسجم مع روح الدستور والمواثيق الدولية!

إن على النخب السياسية العراقية وفعاليات المجتمع المدني ونخب الأقليات والمثقفين العراقيين، المطالبة بعدم تمرير هذا القانون، وإعادة التصويت عليه بما ينسجم ومصالح الأقليات العراقية، سكان العراق الأصليين المنصوص عليها في الدستور!، ذلك أن التنوع الديني والعرقي والمذهبي في العراق فرض آلياته على الدستور وانعكس فيه، ونهضت منه استحقاقات الأقليات في مفاصل الحراك الوطني وبناء المؤسسات الديمقراطية، في موشور التكاملية المنشودة للمواطنة العراقية، لقد بدأ الخلل في واقع الأمر منذ قيام مجلس الحكم البريمري، بتعيين مرشح واحد عن أقلية التركمان مثلا وهي السيدة صن جول جابوك، ولم يحظ الصابئة والأيزيديون باي تمثيل في المجلس المذكور، ومن كان أساسه خطئأ يكون بناؤه غير قويم، وأن الدولة التي تحترم مواطنيها، وواجباتها تجاههم وعهودها ومواثيقها لهم، لاترسل سفراءها الى الدول الأجنبية والشخصيات والمنظمات تطلب حلا وتقدم تبريرا، بل تحل مشاكل مواطنيها بهدي من الدستور ومناقشة مستفيضة لدولة الحقوق، وبروح من المسؤولية والمساواتية وستجد الحلول لهذه المشكلة بل وجميع مشاكلها في البرلمان وليس لدى بابا الفاتيكان!



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات -215- لا لتأسيس مجلس الإسناد في محافظة ذي قار!
- لماذا تلجأ إيران -الاسلام- إلى تفخيخ وسائط النقل في الناصرية ...
- بعض من علل السياسة الخارجية العراقية!؟
- لماذا المزايدات على زيارة السيد مثال الآلوسي إلى إسرائيل!؟
- صحوة عراقية ضد الارهاب الجديد : وباء الكوليرا!
- مطلوب توسيع عمل كتلة (22 تموز) في البرلمان العراقي
- أمام أنظار دولة رئيس الوزراء : إنقذوا حياة الشاعر حيدر عبد ا ...
- كلمات -2008- الأحزاب الاسلامية والمسيرات المليونية ويوميه هر ...
- كركوك مدينة التعايش والسلام العراقية
- الهزيمة الاستراتيجية للقاعدة في العراق !
- ماالفرق بين عدي وعمار الحكيم في حفلات الزواج الجماعي!؟
- دعوة لإنشاء مطار الناصرية الدولي!
- أدين الاعتداء الآثم وعلى متعددة الجنسية الاعتذار الرسمي من أ ...
- صوت الشعب العراقي هو الأقوى في الانتخابات القادمة
- التكليف الشرعي انتهاك صارخ لحقوق الطفل العراقي!
- مدينة المليون عريف هل حقا ستصبح مدينة المليون نخلة!؟
- أهمية منع استخدام الرموز الدينية في الانتخابات القادمة!
- كلمات -198- إطردوا اطلاعات ومجاهدي خلق من بلادنا!
- هل نحن عبيد لايران وأولنا رئيس الوزراء نوري المالكي .. أم ما ...
- حملة إيمانية بمناسبة الانتخابات في الناصرية!


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طارق حربي - الحل في البرلمان وليس في الفاتيكان!