أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق حربي - في مزاد كريستي العالمي : مسؤولون عراقيون متهمون ببيع آثار عراقية!














المزيد.....

في مزاد كريستي العالمي : مسؤولون عراقيون متهمون ببيع آثار عراقية!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2490 - 2008 / 12 / 9 - 05:33
المحور: كتابات ساخرة
    


كلمات
-226-
تردد الصحافة الأمريكية هذه الأيام قضية اتهام مسؤولين عراقيين ببيع أقراط آشورية منهوبة، يرجع عمرها إلى نحو 10000 سنة، وهي معروضة حتى الآن في دليل مزاد كريستي العالمي في نيويورك، وكانت هيئة حكومية عراقية مسؤولة عن آثار وموروثات العصور القديمة طالبت باستردادها، هذا غيض من فيض عشرات الآلاف من القطع الأثرية : سومرية وبابلية وآشورية، نهبت أو فقدت أو حطمت، سواء من متاحف العراق بعد الاحتلال سنة 2003، وتقدر المنهوبات بنحو (15000) قطعة أثرية، أو من المناطق الأثرية المنتشرة في العراق، حيث تبدو الأرض حسب صور الأقمار الصناعية كما يقول أحد الخبراء، محفورة في أماكن مختلفة وتشبه رقعة الشطرنج، وفي ناحية الفجر التابعة لمحافظة ذي قار لوحدها يوجد نحو ستين منزلا للمهربين وتجار الآثار، حيث تكثر في تلك المنطقة آثار سومرية من دويلات كيش ولكش ولارسا.
في الواقع إن الآثار نهبت قبل هذا التاريخ على يد مافيا تهريب الآثار، بقيادة الهارب أرشد ياسين رأس حماية المقبور صدام، وكان طريق مرور المافيا هي العاصمة الأردنية، وكنت التقيت بسيدة في إحدى العواصم الأوروبية أرتني ختمين إسطوانيين، قالت إنها ابتاعتهما من عمان قبل سنوات بعشرين دينارا، وفُتحت أسواق في عدد من العواصم الأوروبية لبيع الآثار العراقية المسروقة، وكذا في الولايات المتحدة واشهرها شارع ماديسون في مدينة نيوروك.
لكن الصحافة الأمريكية لم تكشف النقاب عن أسماء المسؤولين العراقيين، ممن اتهمتهم بتهريب الآثار، لكي يكونوا تحت طائلة القانون فيدانون، مثلما أدين الكاتب الأميركي (جوزيف برود) الذي أوقف في مطار JFK وهو يهرب أختاماً حجرية عمرها 4,000 سنة من العراق، وهو الشخص الوحيد الذي حوكم وأدين من قبل محكمة نيويورك، دون العشرات من الجنود الأمريكيين أنفسهم، هذا عدا الخبراء الدينيين الذي جاؤوا مع الاحتلال، وفي كل حملة احتلال وغزو في التاريخ يأتي الجغرافيون والمؤرخون والباحثون والاختصاصيون في شؤون العباد والبلاد، ومايزال منهم اليوم في مدينة أور الأثرية التي يقال أن متعددة الجنسية ستسلمها إلى الجهات المختصة في غضون أربعة اشهر، ويعلم الله اية آثار نفيسة سرقت من المقابر الملكية في أور منذ الاحتلال حتى اليوم، وماذا درسوا فيها وقرروا وخططوا!؟
العثور على الأقراط الآشورية المدهشة (في تنقيبات سنة 1989 في واحد من 4 قبور في منطقة النمرود، التي تعد واحدة من أهم مناطق التنقيب الآثاري، منذ التنقيب في قبر الملك توت عنخ أمون في مصر)، وتدلل على التقنيات العالية للعراقيين القدامى في الصناعات الذهبية، هذه الأقراط لاشك تسيل لعاب جامعي التحف والآثار، وتباع بثمن بخس حسب دوني جورج مدير متحف بغداد : (الارباح في هذا القطاع هائلة والقطعة التي تباع بخمسين دولارا في بغداد من قبل احد المزارعين، يمكن ان تصل قيمتها الى 200 او 300 الف دولار في نيويورك)
ليست هذه هي الأولى ولن تكون الأخيرة، في تداعيات استباحة بلد أول الحرف وأعرق الحضارات، ومازالت الصور التي بثتها (تلفزيونات) العالم بعد الاحتلال من داخل المتحف العراقي، وبكاء السيدة مديرة المتحف العراقي بعد نهبه وتحطيم تماثيل آلهة وملوك لم يقدر اللصوص على حملها، هذه الصور ماتزال تثير في نفوسنا جميعا الكثير من الحزن والأسى، وما زاد الطين بلة أن الأحزاب الدينية الحاكمة في العراق اليوم، لاتعنيها كثيرا آثار العراق كما لاتعنيها ثقافته المعطلة، ففيما أهملت النشاطات الثقافية في البلاد وخفض دعم وزارة الثقافة العراقية، حسب آخر تصريح لوزيرها : ( السبب الأساسي الذي يحول دون إحياء النشاطات الثقافية في العراق كما كان سابقا هو ضعف التخصيصات المالية وليست الصعوبات الأمنية)، شهدت السنوات الخمس الماضية دعما متواصلا من الحكومة إلى مؤسسة شهيد المحراب بميزانيات فلكية، لاستمرار سياسة تجهيل العراقيين التي بدأها نظام صدام البائد، وأكملت فصولها إيران وأحزابها الحاكمة في العراق اليوم.
يوجد في الناصرية 800 موقع أثري من أصل 12 الف موقع في عموم العراق، وأسمع صدى صرخة الصديق الأستاذ عبد الأمير الحمداني مفتش آثار محافظة ذي قار وهو يقول «لم أعد عالم آثار.. بل صرت شرطيا»، من كثرة مانهب من الآثار السومرية في الجنوب، حتى أن الرجل كلف أحد الذين شاركوا بمهمة النهب قبل أن يصبح مخبرا، للتعرف على الآثار المسروقة وتحديد مساكن المتاجرين بها، لتقوم عناصر من الشرطة الايطالية العاملة في الناصرية سنة 2005 التنكر بزي البدو ومداهمة تلك المساكن واسترداد عدد من الآثار المسروقة!
وهذا هو ستيث ريتشاردسون من المعهد الشرقي في شيكاغو يقول إن (المسروقات لم تظهر بعد، والسارقون لم يقرروا بعد الاتجار بها وعلينا ان ننتظر على الارجح أربع أو خمس سنوات حتى تظهر هذه القطع، وهي قد تظهر في أي مكان في لندن أو نيويورك أو جنيف أو طوكيو)، هذا عدا مايباع من الآثار عبر الشبكة الدولية (الانترنت)، الحمداني عالم عراقي وريتشاردسون أمريكي حذرا من أخطار النهب المتواصل للآثار العراقية، التي تشكل جزءا من أهم مكونات الهوية الوطنية العراقية، فماذا تقول الحكومة في زوج الأقراط الثمينة التي تحمل الرقم (215) من المنهوبات العراقية وسواها، وماذا فعلت من أجل استرداد ماسرق من إرث العراق التاريخي، وتعقب اللصوص والمتاجرين بثروات الشعب العراقي !؟
8/12/2008
[email protected]
http://summereon.net



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطاليب صدام من قبره تؤجل التوقيع على الاتفاقية الأمنية!
- موسم الهجرة إلى العشائر!
- اليوم الموعود لنهاية كل الأحزاب والتيارات الدينية والطائفية ...
- جمهورية رفحاء : تغلق أبوابها بعد 17 عاماً.. بوداع آخر 77 لاج ...
- الشاي في الناصرية : سيلاني إيراني شكل تاني!
- أوباما والعراق!
- إنزال جوي في شارع الحبوبي.. ومقتل قائد القوة المهاجمة على يد ...
- فتاوى شرعية في محطة كهرباء الناصرية!
- مايزال زعماء الشيعة والأكراد يبددون ثرواتنا الوطنية!
- اليعقوبي مرجع ديني أم سياسي أم نفطي!؟
- الحل في البرلمان وليس في الفاتيكان!
- كلمات -215- لا لتأسيس مجلس الإسناد في محافظة ذي قار!
- لماذا تلجأ إيران -الاسلام- إلى تفخيخ وسائط النقل في الناصرية ...
- بعض من علل السياسة الخارجية العراقية!؟
- لماذا المزايدات على زيارة السيد مثال الآلوسي إلى إسرائيل!؟
- صحوة عراقية ضد الارهاب الجديد : وباء الكوليرا!
- مطلوب توسيع عمل كتلة (22 تموز) في البرلمان العراقي
- أمام أنظار دولة رئيس الوزراء : إنقذوا حياة الشاعر حيدر عبد ا ...
- كلمات -2008- الأحزاب الاسلامية والمسيرات المليونية ويوميه هر ...
- كركوك مدينة التعايش والسلام العراقية


المزيد.....




- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق حربي - في مزاد كريستي العالمي : مسؤولون عراقيون متهمون ببيع آثار عراقية!