أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق الازرقي - مؤسسة شفق أنموذج الإدارة الناجحة














المزيد.....

مؤسسة شفق أنموذج الإدارة الناجحة


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2471 - 2008 / 11 / 20 - 01:18
المحور: المجتمع المدني
    


بعد سقوط النظام المباد وانفتاح الوضع السياسي والشعبي على أفق جديد من الحرية غير المسبوقة في عراق ابتلي بالأنظمة الدكتاتورية والقمعية وسيادة الفكر الواحد برزت الى الوجود العشرات بل قل المئات من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في تطور ايجابي ألهب الساحة وأثار الكثير من الجدالات والنقاشات كان لها ان تتواصل وتتفاعل وتتلاقح لولا النكوص غير الطبيعي الذي حصل ونعني به سيادة الأعمال الإرهابية والعنف المسلح والصراع الطائفي ومحاولة فرض الآراء السياسية والدينية على المجتمع والمواطن بالقوة.
لقد شهدت الساحة الإعلامية العراقية بروز الكثير من المؤسسات والصحف ومحطات التلفاز والإذاعات ونحن لا نريد ان نتناول هذه المرحلة وتلك النشاطات إذ ان الامر يحتاج الى دراسة خاصة موسعة وربما نترك ذلك للمؤرخين في مراحل لاحقة ولكننا نريد ان ندخل الى الموضوع مباشرة ونشير الى مؤسسة صغيرة ببنائها كبيرة بعطائها قليلة بعدد منتسبيها قياسا الى مؤسسات ضخمة تغدق عليها الدولة بأموالها من دون ان تصل الى ما تقدمه (مؤسسة شفق للثقافة والإعلام للكورد الفيليين) إذ تصدر تلك المؤسسة المجلات الشهرية وتنظم الندوات التي يحضرها جمهور واسع لن تفلح الكثير من المؤسسات بربع عدده .. مجلات شهرية راقية وإذاعة متطورة لها شعبيتها الطاغية وصحيفة كانت تصدر باسم (الشفق) ومن المجلات (آراء) الشهرية القيمة التي يأبى صاحبها ورئيس تحريرها إلا ان يحافظ على جديتها وقيمتها ويأبى ان يثير غرائز القراء بنشر صور (مهند ونور) مثلما تفعل الكثير من المجلات التي تملك ميزانيات لا حدود لها. انه يراهن على الاختيار القيم والموضوعات الحساسة والآنية التي تهم المجتمع والتي تمتاز بحيويتها وعلى ان يجعلها موسوعية شاملة تعطي القاريء زادا ً دسما ً ينتفع به ويكون عونا له على التمعن بحياته والأمل بمستقبل مشرق. ومثل ذلك تفعله مجلة فيلي باللغة العربية الصادرة عن المؤسسة ايضا ً والتي امتزجت سمتها (الفيلية) مع لغة الضاد امتزاجا حلوا لأنها صادرة عن هذا الشعب الطيب الذي تعرض الى ظلم كبير في ظل النظام المباد حين اضطر الى ترك دياره والرحيل بالقوة الى ارض اخرى بعيدا عن وطنه العراق هذا الشعب الكردي الفيلي الذي ظل ممزقا بين رفض ايران منحه الحقوق اللائقة بالبشر وبين تجريده من جنسيته العراقية ذلك الشعب الذي يتمسك افراده وحتى الذين ولدوا منهم في ايران ايام المهجر بمواطنتهم العراقية بقوة ولا يريدون التخلي عنها بل انهم يفوقون بوطنيتهم الكثير من مدعي الوطنية وما اكثرهم هذه الايام!.. واضافة الى الإصدارات العربية هناك الإصدارات باللغة الكردية وهي كثيرة كما ان منظمة البيت الكردي التابعة للمؤسسة تمارس نشاطاتها النافعة التي يحضرها مختصون وجمهور واسع وتتنوع ندواتها التي تحمل عنوان (عظماؤنا خالدون في ضمائرنا) بتنوع مشارب الناس وتوجهاتهم واهتماماتهم فتعقد ندوات للمؤرخين والمثقفين ومنها الندوة الخاصة بالكاتب والمؤرخ الراحل نجم سلمان الفيلي وغيره وكذلك الندوات الخاصة بالفنانيين والموسيقيين ومنها ندوة استذكارية عن الموسيقار العراقي المبدع الراحل سلمان شكر وهي متواصلة بعقد الندوات.
مؤسسة شفق للثقافة والإعلام للكورد الفيليين تعمل بصمت ودونما إدعاء ولكنها تنتج الكثير.. مؤسسة صغيرة منسجمة تعرف اهدافها بوعي وتفسح المجال الرحب لحرية الكلمة في الوقت الذي أسهمت (مؤسسات) أخرى تدعي المهنية والحيادية في إذكاء النعرات الضيقة والطرق على وتر الخلافات بالشكل الذي ادى الى التغيير المتواصل لمديريها ما ان يخفق واحد منهم في مهمته ويسمح للمنتفعين والبطانات التي تلتف حوله فيضرب بعرض الحائط بآمال الشباب عن طريق ايهامهم بوجود اختبارات للتعيين ثم سرعان ما يتبين ان ذلك لم يكن سوى وهم الغرض منه رفد تلك المؤسسات المريضة بزمر من المتخلفين وأنصاف الأميين. لم تفعل مؤسسة شفق مثل ذلك إذ رأينا رئيس مجلس إدارتها الشاب ومسؤوليها يحرصون على انتقاء الاقلام الكفوءة للتواصل معها بالشكل الذي أدى الى ان تكون مؤسسة بعيدة عن الأمراض التي تحفل بها مؤسسات عدة أبتلي َ بها العراق الجديد تلك المؤسسات التي تنخر ونخرت فيها العلل والأمراض ذاتها التي يعاني منها الكثير من دوائر الدولة التي عصف بها الفساد الاداري والمالي ونخرها العفن المعاصر والتخلف المضاعف كما اننا رأينا ان رئيس مجلس إدارة مؤسسة شفق يحرص على التخلص من الفئوية وضيق الأفق فوجدنا مؤسسته والعاملين فيها عبارة عن تشكيل جميل من التلاوين العراقية وهو لم يلتفت الى قومية او ديانة المنتسب الى شفق او المتواصل معها بالعمل وذلك الأمر يحيلنا الى الأسس الانسانية التي بنت عليها الدول المتحضرة مؤسساتها ودولها وذلك هو العامل الحاسم الذي جعل مجتمعاتها تتجاوز ألوان الناس وانتماءاتهم القبلية والدينية وتوجهاتهم السياسية وتبني دولا ً متماسكة السيادة أصبح فيها الإنسان ومغزى عمله وما يحققه للآخرين من حرية وكرامة هو الهدف الأسمى. ومثل ذلك الأمر نعتقد ان مؤسسة شفق ستسعى اليه وتحققه مع عدد من المؤسسات الخيّرة التي يحفل بها واقعنا العراقي الجديد خدمة للإنسان بغض النظر عن جنسه وقوميته ودينه وانتمائه.
فهنيئا لشفق على تميزها وتحية إكبار لرئيس مجلس إدارتها وللعاملين فيها من دون استثناء.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناشدة النفط وإنصاف الكهرباء!
- الفائدة من تقليص الوظائف ..!!
- اختفاء الفئآت الصغيرة من العملة العراقية
- خُفّض الانتاج أم رُفع ....
- الجوانب الاقتصادية من الاتفاقية العراقية الأميركية
- مشاريع الاسكان
- هل يفلح البشير في النأي عن مصيره المفزع؟!
- هل تلغي الأحداث الأخيرة ملف الخدمات؟!
- إدارة الأزمة أم الإدارة بالأزمات؟
- تساؤلات انتخابية!
- هل ثمة مخاوف من زيارة أبي الغيط الى العراق؟!
- الخلافات بشأن مدينة ألعاب الرصافة تفسد فرحة أطفال بغداد بالع ...
- الانقلاب العسكري
- عودة التفجيرات الى بغداد ..
- أخلاق الفرسان .. ومقتل كامل شياع
- لماذا يصر بعض المسؤولين على الاحتفاظ بجنسياتهم الأجنبية؟!
- الموت المؤلم لتوائم الناصرية؟!
- تراجع اهتمام المواطن العراقي بالانتخابات المقبلة
- خلاف يطالب العراق بإطلاع الجامعة العربية على اتفاقه مع أميرك ...
- صندوق النقد الدولي يعطل زيادات الرواتب !


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق الازرقي - مؤسسة شفق أنموذج الإدارة الناجحة