صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 2418 - 2008 / 9 / 28 - 09:34
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في أوائل أيلول الجاري أعرب نائب الرئيس السيد عادل عبد المهدى عن خشيته من وقوع انقلاب عسكرى فى العراق وبرر خوفه من وقوع الانقلاب قائلا " يوجد فى العراق نوع من العسكرة خاصة فى ظل محاربته للإرهاب والميليشيات المسلحة التى غلب فيها الجانب العسكرى والاستخبارات". من جهته حذر رئيس إقليم كردستان العراق السيد مسعود بارزاني من إمكانية وقوع انقلاب عسكري في البلاد وأضاف في مقابلة مع قناة الجزيرة إن الانقلاب العسكري وارد إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه الآن مستبعدا ً أن يحدث ذلك في ظل وجود الأميركيين في العراق على وفق قوله.
فأين الحقيقة في قضية الانقلاب العسكري وهل ثمة مبررات لوقوعه وما هو رأي الشارع العراقي في ذلك؟
تشير استطلاعات الرأي واللقاءات الإعلامية إلى أن الأغلبية الساحقة من المواطنين العراقيين قد برموا من الوضع القائم وانهم يريدون خلاصا ً من نوع ما ! ويتحدث الناس علنا عن ضرورة وجود حكومة قوية بشرط ان تكون عادلة ويقول الكثير من المواطنين ان الفوضى التي تضرب أطنابها في المجتمع وسوء الخدمات وانتشار الفساد الإداري والمالي يوجب الإسراع في معالجة الأمور بشكل جذري وإحداث التغيير المطلوب بسرعة أيا كان نوع هذا التغيير؛ نقول هذا بصراحة من خلال معايشتنا للناس واطلاعنا اليومي على آرائهم بل يمكن القول ان كثيرا ً من المواطنين ذهبوا ابعد من ذلك بمحاولة المقارنة بين الوضع الحالي والوضع الذي كان سائدا ً في عهد النظام المباد!!. وبالتأكيد فلا يمكن إهمال الرأي العام والذي تعول عليه الدراسات السياسية والنفسية في فهم مسار الأمور.
من المعلوم ان تجربة الانقلابات العسكرية أثبتت بان التغيرات المرتبطة بها لم تأت من فراغ فلقد أعلن المجلس العسكري الحاكم في موريتانيا مثلا ً والذي أسقط الحكومة المنتخبة قبل مدة انه قام بذلك بفعل انتشار الفساد في مفاصل تلك الحكومة وقد أيدت قطاعات واسعة من الشعب الموريتاني تسلم الجيش للسلطة كما ان الجنرال الباكستاني برويز مشرف قام بانقلابه المعروف على حكومة نواز شريف على خلفية جملة أسباب من بينها الفساد الذي كانت تغرق فيه الحكومات التي سبقته ومثل ذلك حدث في العراق في التغيير الذي قام به الجيش العراقي بقيادة عبد الكريم قاسم ضد الحكم الملكي الذي كان مكروها ً من الشعب العراقي.
وأخشى ما نخشاه في العراق ان يصل تدهور الأمور وسوء الخدمات وانعدام العدالة في توزيع الثروة وعجز مجلس النواب وعدم فاعليته وكذلك العجز عن إقالة الوزراء الفاشلين الى إفشال العملية السياسية وتفضيل العلاج (بالكي) كما يقول المثل من خلا ل التصور بان الضبط العسكري واقتران ذلك بتوفر حاكم عسكري عادل كفيل بتقويم الأمور وتحقيق العدالة المغيبة وإذا كان الكابح للتفكير بالانقلاب العسكري الآن هو وجود القوات الأميركية في العراق فكيف الحال حين اكتساب السيادة الكاملة وانسحاب تلك القوات !!.. تساؤل ليس إلا.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟