هل تلغي الأحداث الأخيرة ملف الخدمات؟!

صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2436 - 2008 / 10 / 16 - 08:15
المحور: حقوق الانسان
    

يمر العراق حاليا ً بمجموعة من التطورات والتعقيدات التي ترافقت مع عدم التوصل الى حسم الكثير من الملفات ومنها المتعلقة بالاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأميركية وكذلك عدم التصديق على قانون النفط والغاز يضاف الى ذلك التفجيرات في بغداد والتي عادت الى الظهور مرة أخرى ناهيك عن العملية الغريبة في استهداف المسيحيين العراقيين التي انبثقت فجأة تزامنا مع إلغاء محتوى المادة 50 من الدستور وما أعقبه من تظاهرات لمسيحيي الموصل ضد إلغائها تلك التظاهرات التي شهدت حشودا ً كبيرة ربما دفعت البعض الى محاولة (تصفية الحساب) مع المسيحيين بعد أن ظهرت قوتهم خصوصا ً في الموصل.
نقول في ظل تلك الإرهاصات وغيرها التي حاقت بالوضع العراقي في المدة الأخيرة وجدنا انزواء ملفات رئيسة لن يستقيم الأمر من دونها ولن يكتب للعراق الجديد النجاح من دون حلها ونعني بها موضوع الخدمات إذ شهدنا التغاضي عن المطالب باستدعاء بعض الوزراء الفاشلين في إدارة مؤسساتهم بل يمكن القول انه تم تناسي أمر الاستدعاء بعد انشغال الساحة بأخبار التفجيرات اليومية وتصفية المسيحيين والتوترات التي بدأت تشهدها بعض المناطق في العاصمة بغداد و العتاد المتطور الجديد الذي يتم العثور عليه في أكداس كبيرة بصورة شبه يومية.. وهنا يحق للمواطن العراقي التساؤل؛ هل سيجري في ظل هذا الوضع التضحية بحقوقه وراحته بل وبحياة أبنائه ليظل نهبا ً للمواد التالفة والمسرطنة وانعدام المياه الصافية وغياب الكهرباء لكي تفترسه (الكوليرات) و (الجمرات الخبيثة) ويفتك السرطان بأبنائه إذ تشير المصادر الرسمية الأولية الى إصابة 37 مواطناً من مواطني حي الأنصار وحده في النجف بأمراض سرطانية خصوصا سرطان المعدة وسرطان الدم وسرطان الرئة ومات اَخرون بالمرض نفسه في منطقة تضم 170 منزلا ً هذا اذا تناسينا امر تصريح محافظ البصرة محمد مصبح الوائلي الذي قدر فيه عدد المصابين بالسرطان في البصرة بنحو 1600 مصاب. و تشير تقارير طبية في النجف الى ان عدد المصابين والمتوفين بالسرطان في الحي المذكور أكبر بكثير والشيء الأغرب هو ما صرح به عبد الحسين الموسوي رئيس مجلس محافظة النجف من ان المنطقة التي انتشر فيها السرطان منطقة سكنية لا توجد فيها مصانع أو مراكز إشعاع, وهذا يعني ان هناك أسبابا ً حياتية للإصابات السرطانية تتعلق بالخدمات والمواد الغذائية ونحن نخشى من ان يكون الخبر الذي بثه راديو نوا قبل أيام صحيحا ًوالذي تضمن تصريحا ً لممثل منظمة الاغذية والزراعة الدولية (الفاو) في السليمانية والذي اشار فيه الى ان اغلب المواد الغذائية الداخلة الى العراق هي خطرة وبضمنها المواد الداخلة ضمن مفردات الحصة التموينية والتي يستعملها المواطن بنسبة 85 بالمائة. فهل أصبح العراق ومواطنوه حقلا ً للتجارب التي تنفذ؟. وبغض النظر عن كون الإصابات بالسرطان هي من تأثير الأسلحة الملوثة او سوء الخدمات خصوصا في المناطق البعيدة عن جبهات المعارك السابقة فان الأمر برمته يستدعي التحرك العاجل وتفعيل ملف الخدمات مرة أخرى وجعله ملفا ً دائما ً لا تؤثر فيه الأحداث والأهواء فان صحة العراق و جميع مشكلاته متعلقة بالخدمات .. الخدمات وحدها.

#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل