أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيروان شاكر - كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة الفكرية لها ... الجزء الخامس















المزيد.....

كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة الفكرية لها ... الجزء الخامس


سيروان شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 2369 - 2008 / 8 / 10 - 11:18
المحور: الادب والفن
    


(ان الفن يعلم الانسانية لكل البشر ويضع مدرجا جديدا في فلسفة الحرية وفلسفة الجمال)

(ماهية الفن ) القسم الرابع

الفن رموز مرسومة يصورها الفنان بمبادئ اخلاقية قيمة لاتفارق الخيال الانساني انه اعمال جمالية متصلة بالابحاث الميتافيزقية تشارك في بناء الذوق الرفيع ، انه بمثابة التغير والتطورلكل انشطة المجتمع ، وتركيز لطبيعة الحياة البشرية فيه وسجل صادق لوجدان الناس ووعيهم بصفة عامة .

هنا نسال او نتساءل عن ماهية هذا النشاط البشري الذي احتل كل هذه المكانة في مضمار الترقي البشري ، اننا نعرف بلاشك ان الفن ليس بحثا عقليا ومع ذلك فان من المؤكد ان الفن ضروري للحياة العقلية ، ان نعرف الفن انه عملية ابداع لاشكال قابلة للادراك الحسي تكون في الوقت نفسه معبرة عن الشعور البشري ولم نقل اشكال محسوسة بل اشكال قابلة للادراك الحسي، اكد عليه كل من( لانجر و وايتهد وكانت )، وكثير من الفلاسفة الاخرين وفي هذا المضماراستطاع الفنان الكوردي ان يبحث عن الحقائق الصادقة للفن ويكشف مكامن الصيغة المعبرة بهذا النشاط الانساني فدخل في اعماقه المعاني الجمالية ليبرهن على ان الفن ليس مجرد متعة او لذة كما شاهده المتذوق الكوردي من قبل؛ ليرى الان ( الفن ) انه اكتشاف لحقيقة ما في دواخل الانسانية من الناحية المنطقية في حكم الشكل والشئ والنواحي السايكلوجية لمفهوم الرمزية في التعابير المتضمنة لواقع الاحداث الذي يعيش فيه البشر ، انه دراسة للوسائل التعبيرية وطرق ترجمة الافكار و المعاني .

ان الفنان في كوردستان امتلك الخبرة ليس له بل لخدمة الفعل ومن اجل الوصول الى صياغة في رأيه باحسن شكل ممكن، فيجب عليه توصيله الى المتذوق في احسن تعابير لان عكس ذلك سيشوه نظرة المتذوق الكوردي ، لذلك نؤكد انه على الفنان الكوردي قبل ان يدخل الى عالم الفن يجب ان يكون ذا خبرة كبيرة و واسعة في مجال الفن التشكيلي والفنون الاخرى ، وذا ثقافة عالية في مفاهيم الفنون ، ليس فقط ان يمتلك خبرة في رسم الشكل بل الخبرة في تصوير الايحاءات والتعابير الصادقة ، الفن ليس تقليد ومحاكاة بل انه صورة معبرة عن الخيال الوجداني، كان للفن مضامين اخرى في كوردستان قد شوه الذوق لدى بعض المشاهدين والمتذوقين الكورد بحيث لم يستطيعوا ان يميزوا الفن المبدع عن الفن الردئ بل على العكس يفضل الفن الردئ من الفن الابداعي، ولكن في الفترة الاخيرة اصبح مهمة الفنان اكبر حيث حاول ان ينقل المشاعر المعينة والصادقة الى المتذوق بشكل من الجدية لغرض فهم الفن وتصويرها في اشكال رمزية منطقية فنيا نابعة عن الجوهر الحقيقي للمجتمع الكوردي مضيفا عليها اللمسات الابداعية ، فليس بدعا ان يكون الفن هو الرمز الطبيعي لحياتنا الوجدانية وهذا السبب في اننا نستطيع ان نتصور معنى الحياة ودلالة الوجدان من خلال الاعمال التشكيلية وشتى الفنون الاخرى ...الخ.

اننا نكرس صفحات طويلة في خدمة الانسانية من خلال الفن حتى نكشف عن المضامين الخفية للشعور الانساني والدلالات التعبيرية التي يملكه الشخص العادي ليصبح مشتركا في العمليات الحسية والفنية ويعبر عن الحياة بصورتها الجميلة ، فالشخص الكوردي شارك في اظهار الحقائق المخفية عن التعابير المرسومة النابعة من الاحاسيس الصادقة ليصبح بذلك فنانا حقيقيا يعبر عنه بواسطة فن حقيقي وليس فن زائف ، خير نموذج للفن في كوردستان ذلك انه وصل الى الجوهر لمعنى الفنون الخالصة وخصوصا لبعض الفنانين الجدد حيث كانت اعمالهم معبرة عن خيالهم الابداعي مناهضا للفكر المتطور في الفن المعاصر .

بيد ان بعض الفنانين قد رفض اصلا فكرة الفن المعاصر ذلك انهم لايملكون الحس الكامل او أي دلالة تعبيرية سوى انهم ارادو ان يرسموا صيغة تقليدية للواقع واصحاب هذا الرأي انهم يعتقدون ان الفن يجب ان يكون مرتبطا بالواقع بشكل مباشر في حين ان الفن الحقيقي يجب ان يكون مستقلا ذاتيا عالما خاصا يعبر عن الواقع وليس كالفنون الاشتراكية التي تخدم ايدلوجية محددة ، وحتى المدرسة التحليلية عندما جعلت من الفن ذا طبيعة مادية في التعامل مع الشئ ، اذأ عندما يدخل الجانب المادي في الفن بشكل كبير فيختفي او يضعف الجانب الانساني للفن بذلك لاتتفاعل الماديات بشكل كبير هذا ما نود توضيحه لبعض المدارس التي فسرت الفن باشكال متنوعة ، لقد تنوعت ماهية الفن في كوردستان باشكال كثيرة بعضها غير محددة المعاني للجوانب الفنية و الانٍسانية ، علما ان البعض قد تضمنت المعاني الصحيحة والبعض الاخر لم يصل الى الحد البسيط لاشكال الفن الخالص فخلق بذلك طابعا موضوعيا غريبا من الحساسية والوعي الذاتي والرغبة والشعور بالشئ والشكل ، وحاول البعض الاخر ان يبرهن على ان الفن ليس كما صور البعض : انها عمليات ادراكية ومعرفة كاملة عن الشكل نابعة عن الاحاسيس الصادقة ليتفاعل اللون مع الشكل بصورة ايحائية وليضع شكلا رمزيا ابداعيا معبرا عن افكار واضحة ومتميزة .

ولو شئنا الان ان نلقي نظرة سريعة على اعمال الفنانين الكورد لاتضح لنا ان نقول ان هذه التعابير في الاعمال الفنية مختلفة والسبب التسلسل التاريخي للاحداث الذي مر به الفنان الكوردي فمنها تكون الساذجة أي ( الاعمال الفنية ) خالية من المعاني ومنها تكون معبرة ابداعية قد يجعل من المشاهد او المتذوق الفني ان يمتلك او يعبر باراء مختلفة ولكن علينا تصحيح بعض هذه الافكار ليتمكن المتذوق ان يشاهد الصورة في اطارها الصحيح ، والغرض من هذا بناء مجتمع صحيح ذا نظرية ابداعية ليس مجرد تكرار الي للواقع او مجرد نسخة اخرى من الحقيقة الخارجية ، هذا على الفنان الكوردي ان يلعب دورا كبيرا في انتاجه الفني وتوصيل الفكرة ( الفكرة الفنية ) الى الواقع الاجتماعي وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى البعض الاخر حول ماهية الفن في النظرية التقليدية السائدة للواقع ، حيث على ( الفنان الكوردي) تصحيح هذا الواقع او الطبيعة الى مظاهر تكون اجمل من الوجود الطبيعي في الشكل والمضمون بدلا من التقليد المباشر .

لعل رؤية الفنان الكوردي اصبحت اكثر وضوحا من ذي قبل بعد دراسته للعمل الفني من ناحية المضمون والاخذ به ليس فقط الشكل فقد ساعده على توضيح معالم الجمال الفني لهذا الاثر وهو المضمون الابداعي الذي توصل اليه بوصفه صورة رمزية للفكر الاجتماعي في كوردستان ، حيث في الفترة الاخيرة اكد بعض الفنانين على الفكر الجمالي الابداعي في جوهرية الاعمال الفنية ومحوريته بالنسبة للفترة الماضية .

ان الفن هو فلسفة خاصة بالمجتمع يمكن ان يبنى عليها حضارة بشرية متطورة وليس فقط لذة او مجرد اشكال جميلة كما فسرها البعض ، فاهمية الفن كبيرة وهي شبكة معقدة من الاشكال والصور التي تعبر عن مشاعر الانسان واهواله وانفعالاته واماله ومعتقداته ..الخ .

وتبعا لذك فان ( كاسيرر ) يرى ان فطرة الانسان اوسع في دائرة ( العقل الخالص ) وان مكانة الفن في مضمار الحضارة البشرية انما ترجع الى كونه لغة من اللغات الرمزية العديدة الذي حاول الانسان اصطناعها في مهمة للعالم .

على الرغم من منهجية بعض الافكار الفنية والمتذوقة للفن الا انه يجب تغير مسار الفكر الموجود لدى الشخص الكوردي من منطلقات ( الفن محاكاة للواقع ) او رسم المظاهر الموضوعية وتحويلها الى صور خيالية وتبين لنا على ان ماهية الافكار الخفية هي التي تنطوي عليها أي عمل فني ، ويشرح لنا لماذا يكون بهذا الشكل او بطريقة سحرية يستجيب لها المتذوق الحقيقي ، فعلى الفنان الكوردي التفرقة بين العمل الفني الجيد والعمل الفني الردئ، وان اهمية العمل الفني في كوردستان يجب ان يمتاز بملامح ترجع اليها قيمة العمل الفني الرائع ذاته والذي فهم هذه القيمة الحقيقية بمنظور اكثر عمقا وتميزه عن الفنان العادي في كوردستان ، وقد اعترف احد زعماء المدرسة الفرويدية وهو ( فيلهم اشتيكل ) بهذه الحقيقة حينما قال بصراحة ( انه ليستوي في نظرنا ان يكون الشخص الذي تتحدث عنه شخصا عظيما شهد له المتذوقون جميعا بالعبقرية او مجرد شخص ضئيل الشأن )، لانه ما يعنينا في بحثنا انما هو على وجه التحديد الحافز الذي يدفع بالناس الى الخلق والابداع في الحقيقة ان مايعنينا من هذا كله هو البحث عن المضمون الخفي او ماهية الجمال فيها فعليه ( الفنان الكوردي) الادراك الكامل في تقييم ( الكمال الحقيقي) للعمل الفني والبحث اكثر عن الموضوعات الغامضة فيما تمثله الصورة المبدعة او توحي به ، وان ثمة سوء فهم لبعض الفنانين والمتذوقين في كوردستان قد جعل من الحركة الفنية التشكيلية في سابق عهدها او في صورتها الكلاسيكية من حيث الشكل والمضمون ، فعلى الفنان الكوردي الوصول الى التركيبة المتناغمة الصحيحة في موضوع الفن من خلال الدراسة الخاصة بها والوصول الى جوهر معنى الفن الخالص ويكرس جزء من حياته الخاصة لدراسة الفن وليس العمل الفني فقط ، بهذا يصل الى غاياته في وضع اسلوب جديد لعالم الفن في كوردستان ، فالفن هو وسيلة لتحقيق غايات شخص الفنان يحاول من خلاله ايصال فكرة معبرة في ذاته للوصول الى حقيقة ثابته وترسيخ هذه الفكرة لدى عدد كبير من الناس للوصول الى حقيقة اكثر ثباتا من خلال تجاربه ، والفن هو تحقيق دوافع مكبوتة من خلال تجارب مر بها من قبل ( ذاتية او عامة ) وتحويله الى صورة معبرة رمزيا .بيد ان بعض الفنانين الكورد قد رفض فكرة الرمزية في الفن او مناهج فكر الفن المعاصر ذلك ان الفن يجب ان يمر بمراحل عديدة حسب تصورهم غير ان الفن هو تعبير صادق عن مكنونات الانسان دون تدخل الافكار الثابتة حيث انه لغة وجدانية فعليهم فهم هذه الحقيقة ليبنوا لكوردستان طرازا جديدا لعالم الفن والخروج عن العجز الفكري ولعل السبب يعود الى العهود السابقة في فهم الفن والدائرة المغلقة التي عاشوا فيها ، ليس هناك ثمة تفسير واضح لهذه الاسباب ولعل هذا ايضا كان عائقا في تغيير مناهج الاسس الفنية لمضمون الواقع الفني ، فالفن يجب ان يكون ظاهرة انسانية وايضا ظاهرة تاريخية واجتماعية تحدد فيها ملامح واقع التطور الانساني في نماذج الحضارة التي تطرح القيم الاخلاقية وتخلق واقعا ذا دوافع تحريضية على انهاء التقليد والايدلوجية في الفن .

ان الظاهرة الاساسية لدى العديد من المتذوقين في الفن هنا عدم القدرة على التميز الصحيح لخصوصية الفن حيث انهم مازالوا متمسكين بمبدأ الفن نابع من احداث ماضية دون اثر صور ابداعية لها فاقتصرت تفكيرهم على مشاهد اجساد واقعية مباشرة او في خدمة بعض الاهداف الايدلوجية ، فنرى بذلك ان الفن قد لاق حضورا غائما فكريا لعالم لا تفوح منه رائحة الفن الصادق .

على المتذوق الكوردي فهم مرجعية الاسس الفنية وكيف استندت على نظريات فنية سابقا والى الان وان يضع نفسه في محاور كثيرة ومتعددة الجوانب الفنية لغرض الحصول على نظرة جديدة في هذا العالم ( عالم مقدس) ترى فيها المواضيع بروحية جديدة وصادقة لايمكن الخلاف مع ذات الانسانية هذا من الجانب المعنوي والعلمي والثقافي ، اما في الجانب الاخر وهو الجانب المادي والمقصود ليس الدعم المباشر للفن وانما اعطاء القيمة الحقيقة لهذا الفن لاغراض التقدم بعد الاهتمام فيها بشكل مباشر وايضا فتح افاق جديدة للحوار على الفن التشكيلي مؤخوذا المواضيع في صلب الفكر الاجتماعي الواقعي ولكن بطريقة خاصة تنسجم مع واقع الفن الحديث والمعاصر ،نحن لانريد ان نفصل القضية الاجتماعية عن الفن ولكن نريد طرحه بشكل مستجيب للتعاطف الانساني والفكر الابداعي المعاصر من خلال اعمال الفنان الكوردي ولو كان هذا في اطار التحقيق فيمكن بذلك وضع لمسات نوعية لعالم الفن التشكيلي ، ان الفن ليس تقليد للحياة او محاكاة للواقع بشكل مباشر بل انه صورة لهذا الشئ وقابلة للادراك الحسي وتعبر عن الحياة الباطنية ،انه طريق للخبرة المباشرة والحياة كما يشعر بها الانسان ذو الاحساس الصادق .

اذا فهم الفنان الكوردي هذه المبادئ والقيم فيمكن باستطاعته خلق اجواء جديدة في كوردستان بطريقة العمل الفني والتوسيع من الدائرة المحيطة به في صورة التعبير التصويري والصورة المنطقية للاحساس والمشاعر والانفعالات حيث ان الفن تعبير انفعالي ايضا والعمل الفني تجسيد لهذه الانفعالات ،فمن خلال فنه يمكن ان يميز العالم المنطقي عن العالم اللامنطقي في تحديد المنهجية الصحيحة للواقع الاجتماعي وايضا تحديد الفكر الابداعي عن التقليدي كل هذا يظهر من نتائج الفن .

اذا ما اهمية او لماذا كل تلك الاهمية للفن ولكن هل فهم المجتمع الكوردي كل الافكار المتحررة في الفن ام مازال مصورا في ذهنه نمط معين في التعبير عن الانماط الفنية ، ان اهمية الفن لايحدده لا الزمان ولا المكان بل يحدده الفكر الابداعي المؤيد للنظريات التحررية وفي البحث عن الحقائق الجديدة لهذا العالم ، انه يعلم الانسانية لكل البشر ويضع مدرجا جديدا في ( فلسفة الحرية ) و ( فلسفة الجمال ) الشيئين الذي يحلم به الانسانية في اطار العالم الجديد وبناء كوردستان جديد .

ومن ناحية اخرى قد يكونوا بعض الفنانين الكورد المؤيدين للنظرية الواقعية الفعالة التي توجه شتى الاعمال الفنية والذي يجعل من كل اثر فني متحقق دحضا عمليا للمثالية على حد تعبير المفكر الفرنسي ( ريمون بايير ) ولكن يجب عدم الموافقة في بعض الاحيان على معظم النظريات التي لا تساهم في تطوير المجتمع ،وانما تحاول تفسيره كنظريات متقدمة مثل نظرية كروتشه في الفن لارتباطه بالمذهب المثالي وايضا نظرية برجسون في الفن لارتباطه بالمذهب الميتافيزيقي العام في الحدس والديمومة والتطور الابداعي ، اذن على الفنان الكوردي مواكبة التطور الابداعي في الفن وبالاخص الحديث والمعاصر دون التقييد بافكار محددة لفترة كانت لها اثرها الكبير ولكن يتغير الشئ بتغير الزمن كما يقول ماركس .

ان كوردستان اليوم يجب ان تمر بحالة تستوجب التاكيد على القيمة الابداعية سواء في مجال الفن التشكيلي او مجال لفن بشكل عام وحتى جميع الانشطة الانسانية المتعلقة وغير المتعلقة بمجال الفن ، فالابداع هو اكثر حالة يستوجب التوقف عليها وبالاخص في الفنون لانه هو فلسفة التعامل مع الحالات الاجتماعية بطريقة جميلة وناضجة في حكم الطبيعة الجمالية وهي طاقة خلاقة تسهم في تطوير الانسان والانسانية والتعميق في مفاهيم الحياة عبر الفن ، والفنان الكوردي يجب ان يكون الحالة او الطريق الذي يوصل المجتمع الى النقاط الاساسية في سعيها للبحث داخل المجتمع الكوردي عن القيم الجميلة بظاهرة تاريخية وحضارية ومستقبلية تحدد الطريق نحو السلام الابيض في عالم الفن .

ان الفن في كوردستان يحتاج الى بعض من الشفافية الفكرية بحيث يثير اهتمام الفنان والمتذوق ويسيطر على افكارهم المشاعر الصادقة ويجب ان يمتلكوا ( الفنانين الكورد) وعي خاص مدرك من الاحاسيس يقدم باداء جميل للمتذوقين وفي صميم الحياة الاجتماعية ويجب ان يكون الفن في كوردستان منطلقا لتحرير الانسان من الفكر ذات المميزات المشروطة لواقع العمل الفني والوقوف مع دائرة الوعي والحرية ، واننا حين ندرس تاريخ الفن العالمي فاننا بذلك ندرس تاريخ حلقات من الانسانية حاولت ان تضع عالما مملوءة بالتعابير الموضوعية الجميلة بمقتضاه نضع عالما غريبا وسعيدا على هذا الارض، قد نقول او نتحدث عن الحركة الفنية هنا في كوردستان ولكن هذا مثال ينطبق على جميع الاماكن والمناطق و المدن وليس كوردستان فقط على وجه التحديد، وقد اتينا بكوردستان لانه المنطقة التي يجب ان تتركز عليها كل الافكار في خدمة النشاط الفني ولتكون منطقة مثالية في مجال الفن حسب ما تقتضيه الفكر الابداعي ، ولتكون مثالا حيا لمعظم المناطق التي تحتاج الى الفن المعاصر والانساني الذي ينبغي ان يصدر من اراء جديدة تفوح منها رائحة الاحاسيس الصادقة ، ولا ان تستجيب لقدر انتظار الانسانية بل يجب ان نصنعه في امال وامنيات جديدة ونوقظ مشاعر الغير تجاه الانسانية ، وفي كل فرد منا ، وان ناخذ بنظرية ارسطو في التطهر فنراه يقرر ان للفن مضمونا اخلاقيا يتمثل في التسامي بارواحنا ، ومساعدتنا على مقاومة اهوائنا ومعنى هذا ان للفن صيغة تطهرية تجعل منه اداة فعالة لتنظيم البدن وتصفية الاهواء، وتنقية الانفعالات وكما يقول ( الان ) ان من شأن الفن ان يساعد على الشعور بذواتنا والتعرف على حقيقة مشاعرنا فهي اشبه ما تكون بمرأة حقيقة للنفس ، تنعكس على صفحتها كل اهوائنا وعواطفنا وانفعالاتنا وافكارنا ....الخ .

والواقع اذا كانت هناك علاقة وثيقة بين الفن والاخلاق فما ذلك الا لان الفنون الجميلة تطهر اهوائنا وتنقي انفعالاتنا وتحقق ضربا من التوافق بين احاسيسنا وافكارنا وبين غاياتنا و( الان ) هما يساير( كانت ) فيقرر اننا نشعر بضرب من السعادة العميقة حينما نرى الشئ الجميل لاننا نستشعر عندئذ توافقا عجيبا هو الذي ينتزع من نفوسنا كل احساس بالصراع او التفوق ، وكان الاحساس بالجمال يقترب في نفوسنا باحساس اخلاقي هو الشعور بالسلم او الطمانينة او التوافق النفسي .

يبين لنا ان الفن في كوردستان يجب ان يكون فنا ساميا واخلاقيا دون التزيف او اظهار التعابير الردئية او الدمج في المفاهيم الفكرية لها ، بهذا يجب ان يكون له الاستقلالية الكاملة في التعبير عن مكنونات الانسانية وان يكون موفقا للمستوى الجمالي والابداعي، وان نضع اسسا علمية لها نتحقق بها او نقلص الفارق الكبير بين التفكير التقليدي والتفكير الناضج والمتفتح لعالم التطور والذاتي في مجال الفن ، وعلى كل حال فاننا نمر ببعض التفكير الابتكاري في مجال الفن لنصور عملا جديدا رغم سيطرة بعض الافكار التي لا تنبع من العناصر الفنية القائمة على ( النشاط الفني الانساني ) ويحاولون اقناع المشاهد بهذه المناظر الاصطناعية والغير نابعة من الوجدان .

ان الفنان الكوردي يجب ان يلتزم بفرديته في اطار( الفن و وظيفة المجتمع الاساسية ) وله الدور التاريخي في صناعة العبقرية الفكرية وان يلتزم الفنان الكوردي بالعالم الجمالي الخاص في البحث عنها وعن مضمونها الحقيقي وان يكشف لنا ظاهرة الشكل وما يحتويه في داخله ، والهدف خلق عالم جمالي في جوهره وتأمل الحياة بصورتها العاطفية .





#سيروان_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهرجان الفني في دهوك
- كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة ...
- كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة ...
- مسرحية(( الزنوج البيض))
- مهرجان معهد الفنون الجميلة في دهوك
- كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة ...
- كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة ...
- مسرحية اللحّاد
- كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد و اهمية الحركة ...
- كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة ...
- كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة ...
- كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة ...
- كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة ...
- كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة ...
- كوردستان بين الانطلاقة الفنية فى العهد الجديد واهمية الحركة ...
- كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد و اهمية الحركة ...
- كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد و اهمية الحركة ...


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيروان شاكر - كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة الفكرية لها ... الجزء الخامس