ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 2250 - 2008 / 4 / 13 - 11:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
القوانين الإجتماعية تُرتّب آثارها بصورة منطقية وبترابط جدلي لا يقبل العكس . الأحزابُ والحركاتُ القومية التي أخذت شوطاُ شاسعا من حيز التاريخ سقطت لكونها لا تستندُ إلى نظرية علمية في بناء فكرها وبالتالي فمسيرتها كانت مشوّشة ومتناقضة في حلقاتها وغير متجانسة مع طموحات الشعوب . فقد كان من المألوف أن تتصارع تياراتٌ قومية فيما بينها بينما ترفع شعارات قومية متشابهة في النضال من أجل الوحدة والحرية والإشتراكية . سقطت هذه الشعارات لإنكشاف الأمر إلى الشعوب أن حاملي هذه الرايات إنّما يحملونها لأغراض غير ما تؤمن بها الشعوب . بل أن قادة الحركات القومية كانت لهم أغراضٌ خاصة وشخصية تمثّلت في البروز السياسي من جهة وخدمة لمصالح الدول الأخرى كما كشفت الوقائع .
سقط الفكر القومي على المستوى الشعبي ، رغم وجود بعض المخدوعين المطبلين على أوتار الحركة القومية في الساحة السياسية في الدول العربية ، دون أن يشعروا بإنعزالهم عن الشعب .
لقد تمّ إسقاط الفكر القومي جراء تنفيذ مخطط دقيق وُضعت تفاصيله في الدوائر الغربية وتمّ تكليف بيادق من لحمة التيار القومي لتنفيذ الخطة ، وها نحن نجدُ آثارها التي حرفت الحركة القومية من مسارها التحرري ورهنته بالصراعات الداخلية التي أفقدتها هيبتها .
لقد كان للحركات الدينية جزءاً من صفات السير في التيار التحرّري العام ، وذلك بالإستناد إلى أن المفروض في الحركات الدينية تكريسها لعلاقة الفرد بالخالق ، ولكن بمناسبة تسييس الدين في الحقبة الأخيرة فقد تأسست أحزابٌ وحركات دينيةٌ سياسية ، إلاّ أنها لكونها ، هي الأخرى ، لا تمتلك و لا تستند إلى نظرية علمية ، بل لاهوتية غيبية ، فإن مسيرتها هي ايضاً مشوّشة غير متجانسة ولا تلبّي حاجات المجتمع . إنّ الفكر الديني المسيّس لا بد أن يسقط في التطبيق العملي في المستوى السياسي وإدارة الدولة . إن المخطط الذي كان قد وضع في الدوائر الغربية لإسقاط الفكر القومي هو نفسه الذي يتمّ تنفيذه لإسقاط الفكر الديني المسيّس ، ويتمّ ذلك فعلاً على يد حركات وأحزاب دينية قادتها يملأون الدنيا بأنهم يعملون من أجل الدين و في الحقيقة هم يُسقطون الدين كأداة سياسية . إن من له عقلٌ يتدبّر من أولاء فليرجع إلى صوت الشعب فيرى كم من الكراهية يكنها الشارع العراقي ، لأهل العمائم ، وبذلك فقط يعرف مدى خدمته للأجنبي من جهة وإضراره بالدين الحنيف .
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟