أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ييلماز جاويد - حزبُ الطبقة العاملة














المزيد.....

حزبُ الطبقة العاملة


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 2194 - 2008 / 2 / 17 - 09:18
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لا القادة ولا الأحزاب يصنعون تاريخ الأمة ، بل الأمة تصنع تاريخها بنفسها . عجلة التاريخ تسير دائماً إلى الأمام ، ولكن سرعة سير العجلة هذه تعتمد على البُنى التحتية في كل مجتمع ومدى تطورها . إنّ مدى تطوّر البنى التحتية في كل مجتمع تحدد مستويات الوعي الفكري لدى أبناء الشعب ، وتؤدي إلى تصنيفهم إلى طبقات إجتماعية متمايزة بتمايز مصالحها الإقتصادية وبذلك تحدد الوعي الفكري لدى أبناء الطبقة وتشير إلى توجهاتها لتكوين تجمعات للدفاع عن مصالحها ، وهذه التجمعات قد تكون مهنية ( نقابات ) أو سياسية ( أحزاب ) .

في العقود العديدة الماضية ولحد الآن بلغ مستوى التطور الإجتماعي في العراق حدّاً يسمح بوجود طبقة الإقطاعيين وملاك الأراضي من شيوخ العشائر ، ووجود طبقة برجوازية بتعدد شرائحها ، وظهور طبقة العمال ولكن ليس بالصفات التي تميزها كطبقة لا تملك شيئاً غير تأجير قوتها الإنتاجية مقابل الأجر .

في هذا المجتمع يكون الوعي الفكري السياسي متدنياً بصورة عامة ، لأنّ الفلاح مقطوعٌ عن الحضارة المتطورة في العالم ويستخدم الآلات والأدوات المتخلفة ، ويعاني من الأمية ويقتات على ما يتفضل به عليه الإقطاعي من كفاف المعيشة ، أما الإقطاعي فهمّهُ زيادة إنتاج أراضيه ، فارضاً سيطرته الأبوية على أفراد عشيرته وله السطوة الكاملة عليهم كأنهم جزءٌ من ما يملك ، والعامل يعمل في مصانع صغيرة ولساعات طويلة و لا يختلف عن ما هو عليه الفلاح من ناحية كفاف العيش والأمية والحرمان من وسائل تطوير ذاته . أما البرجوازيون فيختلفون فيما بينهم بدرجات غناهم وطريقة تشابك رؤوس أموالهم في مجالات الإستثمار المختلفة ، فالمراتب العليا من البرجوازية ( الكومبرادور) تكون إستثماراتها متشابكة مع الإستثمارات الأجنبية ولذلك فإنها تميل إلى التجارة وخصوصاً التجارة الخارجية ( الإستيراد والتصدير ) ، والبرجوازية المتوسطة والتي تسمى عادة بالبرجوازية الوطنية فتميل إلى الإستثمار الصناعي والعقاري والتجارة الداخلية والحرف الصغيرة ، وكل شريحة بما يتناسب مع إمكانياتها المادية للإستثمار .

إن الفرد كعضو في المجتمع وإنتمائه إلى واحدة من الطبقات تدفعه مصالحه الطبقية وتوجه ذهنه إلى الأساليب التي بواسطتها يدافع عن مصالحه ، وبهذا يتحدد إنتماؤه إلى الحزب السياسي الذي يكون الأصلح بالنسبة له ( كلّ ذلك يعتمد على نسبية صحة تصورّه بالإعتماد على مستوى وعيه الطبقي ) ، ولهذا السبب نرى تعدد تشكيل الأحزاب في العراق بما يقارب المائة حزب أو يزيد .

لم نألف في التاريخ تشكيل أحزاب بالمعنى المتعارف عليه للأحزاب لطبقة الإقطاعيين ، إلاّ أن قلة عدد الإقطاعيين في البلد وتشابه مصالحهم الطبقية تجمعهم دائماً للدفاع عن تلك المصالح ضد الطبقات الأخرى التي تتصارع معهم بغضّ النظر عن ما يحدث بين العشائر من عداوات وصراعات . أما البرجوازية فبسبب تعدد شرائحها فهي تتشرذم وتكوّن أحزاباً مختلفة متعددة تتصارع فيما بينها إلى حدّ تصفية بعضها البعض أحياناً . أما حزب الطبقة العاملة فيكون الحزب الوحيد الذي يمتلك النظرية العلمية التي تحدد رؤاه وسبل تحركه لتحقيق مصالح الطبقة العاملة ، وقد درجت أحزاب الطبقة العاملة أن تتبنّى مصالح طبقة الفلاحين ( وعلى الخصوص المعدمين والذين يعملون كعمال زراعيين مقابل أجر ) خروجاً على ما تفرضه مبادئهم التي تحددها نظريتهم .

تحدد النظرية العلمية لحزب الطبقة العاملة مقاييس علمية ( كموازين أو أدوات قياس ) لتحليل طبقات المجتمع بصورة مستمرّة مما يؤهل الحزب أن يصنّف طبقات المجتمع وعلى الخصوص طبقة البرجوازية على مستوى شرائحها المتميّزة إلى صنفين في كل مرحلة ( قد تصل المرحلة الواحدة إلى أسابيع أو أشهر) يحدّد فيه الحزب أي من هذه الطبقات هي في جانب مصالح الشعب ( والمقصود أكثرية الشعب تعداداً ) وأي منها ضد مصالح الشعب ، ومن هذا التحديد الدقيق يحدد حزب الطبقة العاملة موقفه في التحالف مع جبهة المدافعين عن مصالح الشعب ضد العاملين في غير مصلحة الشعب . إن حزب الطبقة العاملة يجب أن يحدّد موقفه بصراحة مبدأية ويعلنها ويثقف كوادره بها دون وجل أو مجاملة لطرف أو آخر لأسباب إنتهازية كالمحافظة على علنية نشاط الحزب أو إجازة إصدار جريدته وما إلى ذلك من الأسباب ، لأن المفروض أن حزب الطبقة العاملة يتمتع بشرعيته بتمسكه بمبدأ الدفاع عن مصلحة الطبقة مهما كانت هذه الطبقة صغيرة الحجم آنيّاً ولكن ثبات الحزب على مبدأيته يكسبه شرعية وإحتراماً لدى أوسع جماهير الشعب .

إن حزب الطبقة العاملة بتأييده لنظام سياسي متخلف يدعو إلى إعادة العراق أكثر من عشرة قرون إلى الوراء ويعمل على إحياء نفوذ شيوخ العشائر ، لا يستدلّ منه وجود الأهلية لديه في تحليل طبقات المجتمع بصورة صحيحة ولا يعني أن الحزب قادرٌ أن يبني يوماً جبهة وطنية ديمقراطية على أسس رصينة للنضال من أجل عراق جديد .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواعيدُ عُرقوب
- عرب ويين و ... ؟
- حجّة الخُداع
- لُغةُ الرّوزخزنيّة
- القاعدة
- وين كُنت يوم 14 تمّوز
- كانونٌ مُتَمَيّزٌ
- تسطيحُ الفكر
- وأدُ مَجلِس الثقافةِ
- حبلُ الكذب قصير
- التظاهر بالوطنية
- مِكياجٌ مُستَورَد
- الفكرُللبيع ! !
- لُعبةٌ سياسيةٌ قذِرة
- حذارِ من هذا المجلس
- التخبّط ثمّ الإستحواذ
- التخبّط
- تأسيس فرع المجلس العراقي للثقافة في كندا
- آفةُ الخُنوع
- إلى أينَ ؟


المزيد.....




- حكومة الحيتان تحاصر المستأجرين لتمرير قانون الطرد بالقوة
- هل يحلق صائد الطائرات الصيني في سماوات إيران قريبا؟
- مقالات الاخبار..اراء فيما حصل وما يحدث، كتاب جديد للدكتور كا ...
- مشاركة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ...
- بيان مشترك من منظمات مستقلة في إيران: معارضة للحرب وللسياسات ...
- تنسيقية الهيئات الغابوية تحذر بشدة من التماطل أو التراجع عن ...
- نداء حزب التقدم والاشتراكية للمشاركة المكثفة في المسيرة الشع ...
- فرنسا تؤجل قرار الإفراج عن اللبناني جورج عبد الله أقدم سجين ...
- بعد أربعة عقود في السجن... محكمة باريس تحسم مصير جورج عبد ال ...
- بالعاصمة بيكين: نبيل بنعبد الله يلتقي مسؤولين رفيعي المستوى ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ييلماز جاويد - حزبُ الطبقة العاملة