القاعدة

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

الحوار المتمدن-العدد: 2150 - 2008 / 1 / 4 - 05:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

لكلمة القاعدة معان كثيرة ، ولسنا في مجال بحث لغويّ لنستفيض في سرد معاني الكلمة من ناحيتها اللغويّة . المعنى المتعارف عليه على المستويات الأولية في البحث السياسي أن القاعدة تُمثل المكان الذي تُخزن فيه المعدات العسكرية ، ثقيلها أو الخفيف منها ، ويتم تدريب الجُند فيه للإنطلاق منه لتنفيذ عمل عسكري . فالقواعد العسكرية هي الصورة التي تتمثل في فهم الشعوب التي أبتليت بالخضوع إلى قوى أجنبية تتخذ لها قواعد مجهزة للدفاع عن مصالح الدولة الأجنبية ضد مصلحة ذلك الشعب .

عندما قام الإتحاد السوفييتي بغزو أفغانستان ، لجأت الولايات المتحدة الأمريكية ، وبمساعدة دول إسلامية إلى خلق بؤرة للكفاح ضدّ الإحتلال السوفييتي بذريعة الدين والوطنية ، وتمّ تمويل وتسليح المقاومة الأفغانية من خلال أسامة بن لادن ، إلى أن إضطر السوفييت للإنسحاب وآل الحكمُ إلى طالبان ؛ التيار الديني الأكثر تصلّباً ، وأصبح بن لادن الحاكم بأمره خلف واجهة من رجال أفغان بقيادة الملاّ عمر .

بعد خسارة السوفييت في الحرب الباردة وإنحلال الإتحاد السوفييتي ومآل ميزان القوى الدولي إلى قطب واحد ، أعلنت الولايات المتحدة مبادئ النظام العالمي الجديد ، والتجارة الدولية الحرة والعولمة . إن هذه المبادئ رغم أنها أعلنت من قبل الرئيس الأمريكي كلنتن ( وهو من الحزب الديمقراطي ) فإنها بالفعل تمثل إعلاناً لنوع جديد من الإستعمار، إستعمارٌ يختلف عن أنواع الإستعمار السابقات ، إستعمارٌ يخدم مصالح الرأسمالية الأمريكية سواء من رأسماليي الحزبُ الديمقراطي أو الحزب الجمهوري .

لم يتسنّ للرئيس الأمريكي من الحزب الديمقراطي الوقت ليُقدِم على وضع تلك المبادئ التي أعلنها موضع التنفيذ ، وما أن إستلم الرئيس الأمريكي من الحزب الجمهوري موقعه في البيت الأبيض حتى وجد الدراسات والخطط الكاملة جاهزة لإتخاذ القرارت اللازمة بشأنها والمباشرة بالتنفيذ .

بغرض تنفيذ المبادئ المذكورة يتطلّب إجراء تحطيم البنى التحتية للإقتصاد في الدول النامية ، بِدأً بالغنية منها ، وتغيير أنظمة الحكم فيها بتسليمها إلى بيادق موالين للولايات المتحدة ، مما يخلق الأسباب الموجبة لإعادة الإعمار وبالتالي إيجاد مجالات عمل للشركات الأمريكية المؤهلة تقنياً وكوادرها المتخصصة ، وبذلك يتم النهب الإستعماري للبلد .

إن ما تقوم به ( القاعدة ) في العراق هو الجزءُ الأول من المخطط ، فلا ينفع التذرّع بالدين وتأجيج الطائفية الوهابية غطاءً لستر ما وراء هذه العصابة المتبنّاة من الولايات المتحدة ، وهي لا زالت مطيتها في تنفيذ مخططها الرهيب لإستعمار العالم بشكل جديد .

وكم من المطايا إبتلينا بها يعزفون أنغاماً متنوعة ولكنها جميعاً للحن واحد فحسب ( Made in USA ) .

#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات