أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ييلماز جاويد - الفكرُللبيع ! !














المزيد.....

الفكرُللبيع ! !


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 2082 - 2007 / 10 / 28 - 11:21
المحور: كتابات ساخرة
    


في حالة تسودُ فيها القيم الماديّة وتضيعُ القيمُ الأخلاقية والمهنية الإنسانية والعقائدية يصبحُ لكلّ شيئ ثمن في سوق تبادل السلع . في مثل هذه الحالة لا يكون الفكرُ إستثناءً ، بل تجدُ عروضاً للفكر للشراء والبيع مقابل أسعار متفاوتة تتدنّى أحياناً إلى حدّ اللاشيء ، وما السوق الذي تمّ إنشاؤه في عمان بإسم ( المجلس العراقي للثقافة ) ، ومحاولة إنشاء فروع له في أنحاء العالم إلاً مظهرٌ واحدٌ لهذه الحالة .

كانت لا تزال في وسائل الإعلام فسحة تستخدم من قبل حملة الفكر النيّر كمنبر وأداة لخدمة الأهداف التقدمية بنشر العلم والثقافة والفنون والآداب . ورغم أن وسائل الإعلام كوسيلة للنشر تخضع لقوانين التجارة في الربح والخسارة ، إلاّ أنها كانت ولآماد طويلة ملتزمة بالآداب والمثُل المهنية والأخلاقية التي لا تُضحّي بالحقيقة من أجل الربح المادّي . ولا يمكن جزمُ هذا القول وتعميمه على جميع الحالات ، إلاّ أنه بالتأكيد كان كذلك عند الملتزمة بعقيدة تقدّميّة .

في الظروف الراهنة التي مال فيها ميزان القوى لجانب الفكر البرجوازي ( الرأسمالي ) ودخول الفكر التقدمي أزمته بعد سقوط الإتحاد السوفييتي ، فقد إشتدت الهجمة المنظمة على وسائل الإعلام التقدمية سواءً بالخصخصة في الدول التي كانت تسمّى بالإشتراكية سابقاً أو بشرائها في الدول النامية الأخرى وتوجيهها لخدمة الأفكار والأهداف المخطط لها من قبل الشركات العملاقة متعددة الجنسيات ، ولم تقتصرالهجمة على وسائل الإعلام المادية من وسائل الإعداد والطبع والبث والنشر والتسويق بل صارت تتناول الأقلام التي كانت لها يوماً مكانة مرموقة في حس الجماهير الواسعة لإستغلال هذه الطاقات لخداعها وصرف أفكارها إلى غير ما يؤدي إلى النضال من أجل حياة أفضل .

إنّ السوق الذي تمّ إنشاؤه في عمان بإسم ( المجلس العراقي للثقافة ) وجه واحدٌ من هذه العملية ، المقصود منه سلب الشعب طاقات مفكّريه الذين يُعوّل على أقلامهم لإعادة بناء الفكر التقدمي بعد ما أصابه من إختزال في عهد الطاغية وخلّف أبناء جيلين يعانون من حصر الفكر في بوتقة القومية العنصرية خالياً من الإحساس بالأسباب الحقيقية وراء معاناة الشعب .

لقد إنزلق بعض من مفكرينا وكتابنا ومثقفينا ، مع الأسف ، في المنزلق الذي نصب في عمان ، ويقال أن غلطة الكبير كبيرة ، ولكن كبر هؤلاء يجب أن يكون الدافع لهم للإعتراف بالخطأ والرجوع عنه . وإننا إذ نلاحظ تصدّع هذا المجلس بإنسحاب بعض أعضاء الأمانة العامة ، وتوقّف الإنتماء إليه والفشل في تأسيس فروع له في الدول الأخرى ، بفعل حملة التوعية التي قادها الغيارى من مثقفينا ، فإننا نأمل أن يعود الآخرون من أعضاء الأمانة العامة إلى رشدهم ويعترفوا بالأسباب التي جعلتهم الإشتراك فيه من البداية ، ويعلنوا إستقالاتهم .

إنّه نداءُ المخلصين إلى زملائهم أصحاب النخوة أن يدفنوا هذا المجلس بالسرعة اللازمة ليكون عبرة لأي مشروع جديد يُقصدُ منه إخلاء العراق من منائر الفكر.



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لُعبةٌ سياسيةٌ قذِرة
- حذارِ من هذا المجلس
- التخبّط ثمّ الإستحواذ
- التخبّط
- تأسيس فرع المجلس العراقي للثقافة في كندا
- آفةُ الخُنوع
- إلى أينَ ؟
- ألغازُ نِفطِ العراق
- خَبَرٌ وتَعليق
- إلى قادة حزب الدعوة
- رسالةٌ على المكشوف
- آخرُ الدواءِ الكيّ
- دورُ الحركات الدينية بعد الحركات القومية
- الإستعمار بين الديمقراطي والجمهوري
- عقوبةُ الإعدام
- رثاءٌ وعزاءٌ
- كُحلة لعيونكم
- الذكرى الرابعة
- اليوم والبارحة
- نداءان


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ييلماز جاويد - الفكرُللبيع ! !