أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - اليوم والبارحة














المزيد.....

اليوم والبارحة


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1871 - 2007 / 3 / 31 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مفارقات الحياة غريبةٌ عند مقارنة الحالة النفسية للشعب في هذه الأيام مع مثيلاتها قبل أربعة سنين . كانت قوات الإحتلال تدوس على الأرض المقدّسة ليس ببساطيل جنودها فحسب بل بعجلات دباباتها ومصفحاتها المزمجرة التي دخلت الحدود الجنوبية وأخذت تتقدم مع حركة عقارب الساعة بدقائقها وساعاتها تحسب الأيام القليلة التي إستغرقتها للوصول إلى بغداد العزيزة . طائرات قوات الإحتلال تقصف قصور الطاغية والمواقع العسكرية بدون رحمة ولا من مجيب من قوات الطاغية المسلّحة التي كان قد أعدها على ما بدا ليس لمحاربة هذا العدو بل لمحاربة الشعب والجيران . الغريب في الأمر أن الشعب الغيور على كرامته ووطنه وحريته كان متفائلاً من تقدّم قوات الإحتلال بإعتبارها الوسيلة الأوحد للخلاص من حكم الطاغية وظلمه . وما المظاهرات الشعبية العفوية التي ملأت شوارع المدن والقصبات وحتى الريف عند سقوط الصنم إلاّ التعبير البليغ عن فرحة الشعب بما حدث في التاسع من نيسان 2003 .

مرّت أربعةُ أعوام على ذلك الحدث ، فما هي الحالة النفسية للشعب الآن ؟ أربعة أعوام وقادتنا النجباء من كل الطوائف والإتجاهات والتيارات السياسية تعمل في إتجاه واحد هو البحث عن مصالحها الذاتية ، فبدل أن تطرح قضية المصالحة الوطنية في الأيام الأولى للتغيير الذي حصل فقد عمل كلّ بطريقته الخاصة لتقوية مركزه والإستحواذ على المكاسب الفئوية ، سواء بإستخدام السلطة التي إعتلاها البعض من دون حق أو المقاومة المسلّحة المدعومة من القوى الدولية ودول الجوار من قبل البعض الآخر ، وقد تفشّت الجرائم في أنحاء البلد من كل الأنواع فالقتل والذبح والإختطاف والإغتصاب والتهجير والسرقات والإختلاسات والتفجيرات بالمفخخات أو العمليات الإنتحارية وتدمير البنية التحتية كلها أصبحت من مفردات حياة هذا الشعب المبتلى ، يدفعُ وحده هذه الخسائر والقيادات السياسية تتصارعُ فيما بينها في حلبة أخرى ليس لمصالح الشعب فيها نصيب .

هل كتب علينا أن نبقى في تفكيرنا في مستوى عصر الجاهلية نعبدُ الأصنام ؟ لقد مرّ خمسة عشرة مرّة من مئات السنين ، والعالم يتقدّم ونحنُ باقون .

فينا من يفخر أن أباهُ رفض إستلام راتبه من قوات الإحتلال البريطاني عند إحتلالها العراق في الحرب العالمية الأولى بحجة أنها جاءت لإزاحة سلطة السلطان العثماني المسلم عن العراق ، كما اليوم يعتبر البعض إزاحة الطاغية من قبل قوات غازية أمراً مستهجناً والتسليم له عمالة .

في العهد الملكي البائد كانت جماهير الفلاحين تساق كالأغنام في مظاهرات لتأييد نوري السعيد ، وكانت نفس هذه الجماهير ترفع سيارة عبد الكريم قاسم عن الأرض عند مروره بشارع الرشيد ، وصفّقت وهللت لعبد السلام عارف وأحمد حسن البكر ، وقد فاقت المظاهرات التي كان ينظمها حزب البعث سواء لتحية الطاغية في المناسبات أو عمليات المبايعة على تجديد بقائه رئيساً للبلاد كلّ المظاهرات في العهود السابقة ، وعجبي على المظاهرات التي كانت تنظم في مدينة البصرة لتحية علي حسن المجيد بينما خرجت نفس الجماهير تتظاهر مبدية فرحتها بعودة المرحوم السيد محمد باقر الحكيم من إيران ، واليوم تتظاهر في كل مدينة من مدن العراق تأييداً لقائد سياسي معيّن . تُرى هل كتب علينا أن نظلّ نعبد القيادات السياسية بدون شروط .

لو كان لقادتنا السياسيين خطابات سياسية واضحة وصريحة ومعلنة لأصبح من اليسير الوصول إلى الحد الأدنى المشترك بين الخطابات السياسية المعلنة ، ولكن سياسيينا يعلنون النزر اليسير ويطبّلون له ويضمرون الكثير ، ولقاءاتهم التوافقية بعيدة عن رقابة الشعب لأنهم جميعاً يخافون حساب الشعب ولكنهم ينسون أن الشعب باق ويوم الحساب آت لا ريب فيه مهما طال الزمن ، فإن هذا الشعب لا يبني آماله على ظهور نبيّ كإبراهيم ( عليه السلام ) ليُحطم الأصنام بل أن الشعب سيعي يوماً حقه ويسترده و إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداءان
- لتعش ذكرى الحادي عشر من آذار
- نمور ورقية
- ! ! . . . مبدأ التوافق
- مبادئُ الإنسانيةِ أوّلاً
- الكَذب .. والإفلاسُ السياسي
- الأسوَدُ والأبيضُ فَحَسب
- صدّامٌ ... أشهر شخصية في العالم
- البحثُ عن الشرعيّة
- عودةٌ لقراءة أورول
- عَودةٌ اقراءة أورول
- بطلٌ شهيدٌ
- نحنُ نفرّقُ أنفسَنا
- حوارٌ في القضيّة العراقيّة
- وجهتا نظر
- أمريكا والمزمار السحري
- ليس دفاعاً عن بوش
- الشّعب
- الظلمُ ليس أبيضاً في أيّ حال
- الظلمُ ليس أبيضاً بأيّ حال


المزيد.....




- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح
- الجامعات الأميركية تنحاز لفلسطين.. بين الاحتجاج والتمرد والن ...
- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - اليوم والبارحة