أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ييلماز جاويد - الشّعب














المزيد.....

الشّعب


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1656 - 2006 / 8 / 28 - 10:18
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الشعب ، كلمة ٌ سامية ٌُ بمعناها ودلالتها ، ومقدّسة ٌ لدى الذين يتشرّفون بالإنتماء إليه . أما المعنى الدارج والمتعارف عليه للكلمة بأنها تمثل الناس كلّهم فذلك تعريف ٌ سطحيّ ٌ ويتسمّ بعمومية مفرطة بحيث يجعل الذهن مشوّشاً ، ولذلك تطلّب حصر تعريف الشعب بربطه بآماله وطموحاته وتطلّعاته . ولما كانت الشعوب تطمحُ إلى الخير والتطوّر والحياة الأفضل والسلام فإنّ تعريف الشعب لا بد أن يشمل فقط الشرائح الإجتماعية من الناس العاملة لتحقيق تلك الغايات وليس الشرائح الإجتماعية التي تجهد لإيقاف عجلة التقدّم أو إعادتها إلى الوراء . ومن هنا أتت التعابير في تسمية الشرائح الإجتماعية بالتقدّمية والمحافظة والرجعيّة .

العمل السياسي نشاط يتمثلُ بالعمل بين الناس لقيادتهم وتوجيه طاقاتهم لتحقيق أهداف مرسومة . ولما كانت آمال وطموحات وتطلّعات الشعب واسعة تتراوح بين القريبة والبعيدة المدى فإن الشرائح الإجتماعية المذكورة تضع خطاباتها السياسية بحيث تتلاءم مع مايناسب مصالحها وتُرتب الأهداف التي تدعو إليها بشعارات تستهوي الناس أو تجعلهم ينضوون تحت قيادتها . فالرجعيّون الذين تهمّهم فقط مصالحهم الذاتية أو الفئويّة أو الطائفية لا تجمعهم مع مصالح الشعب أية رابطة فلذلك نرى خطاباتهم السياسية مليئة بالوعود البرّاقة الكاذبة وهم لا يقصدون تطبيقها في حال تسلّمهم السلطة . أما المحافظون فإنّ خطاباتهم السياسية تصاغ بأسلوب تظهر تواصلها مع القوى التقدّمية والدعوة إلى تحقيق آمال الشعب ولكنها لا تقطع الوصل بالقوى الرجعية للإبقاء على خط الرجعة والتوافق معها عندما تستوجب الظروف ، ولذلك فإنّ الشرائح الإجتماعية المحافظة رغم أنها تمثل عمليّاً الكتلة الأكبر من الناس ولكن هذه الكتلة تتصف عموماً بالسلبية والخمول واللا أبالية . أما الشرائح الإجتماعية التقدّمية فتكون خطاباتها السياسية ممثلة لآمال الناس بصورة عامة وتكون مسيرتها دائماً متصاعدة لتحقيقها .

وبالإستناد إلى طبيعة الشرائح الإجتماعية فإن الأسلوب الذي تسلُكُهُ كلّ شريحة سواء في الوصول إلى السلطة أو إدارتها يكون مختلفاً ، فالرجعيّون ميّالون إلى الإنقلابات أو تزوير الإنتخابات لإستلام السلطة وإلى الدكتاتورية في إدارتها ، بينما المحافظون ميّالون للتلوّن وإسناد القويّ في أي مرحلة من مراحل الصّراع ، أما التقدّميون فميّالون إلى إستلام السلطة إما بثورة شعبية أو إنتخابات نزيهة بكسب ثقة الشعب الطّوعيّة والدعوة إلى وحدة الشعب كأسلوب للبناء وتحقيق الآمال الطموحة .

لا أقصد من ما ورد أعلاه وجود جدران مبنية بين الشرائح الإجتماعية ولكن الخطابات السياسية التي يتقدّم بها السياسيون والشعارات المطروحة تضع تحقيق آمال الشعب في سلسلة من الحلقات المتتالية يعتمد تحقيق أيّة واحدة منها على التي سبقتها وهي أشبه ما تكون بمحطّات سير القطار فالمحطات الأولى تمثل الأهداف القريبة كتحقيق الأمن والسلامة وضمانات العيش والعمل والحقوق المدنية والحريات الشخصية ، بينما تمثل المحطات البعيدة الآمال المستقبلية في تحوّل البلاد إلى المستوى الحضاري الراقي للإنسانية وتحقيق الرفاه الإجتماعي للشعب .

إنّ العمل السياسي في إدارة نضال الشعب لتحقيق آماله صراعٌ شديدٌ ويجب أن يكون عنيداً في الإصرار على التصاعد ، لأنّ الشرائح الإجتماعية المذكورة مضافاً إليها العوامل الخارجية التي تتدخل للتأثير على توجّه كل شريحة إنّما تتصارع لتحقيق ما تصبوا إليه . فالرجعيّون يريدون العجلة تسير إلى الخلف والتقدميّون يريدونها سائرة إلى الأمام والمحافظون يتأرجحون بين بين ، ومن هنا يمكننا التوصّل إلى تعريف دقيق للشعب ، فالشعب هو الكتلة من الناس التي تدفع عجلة التاريخ خطوة إلى الأمام في المرحلة التاريخية المعينة ، وفي تلك اللحظة التاريخية فإنّ الكتلة من الناس العاملة على إيقاف العجلة أو إعادتها إلى الوراء هي خارجة عن الشعب . فالشعب دائما مرتبط بآماله وطموحاته ولذلك يجب أن يتّصف بالتقدّميّة.

إنّ القيادات السياسية التقدمية في بنائها خططها في مسيرة النضال تطرح الشعارات التي تراها تستجمع القوى والطاقات الأوسع للتوجّه نحوالمحطّة التالية ، وهذا ما يحقق إصطفافاً سياسياً مرحليّاً ( تكتيكياً ) ، وقد يتضمّن هذا التجمع شرائح إجتماعية متناقضة ولكن السياسي لا يضيره ذلك مادام السير متوجه إلى الهدف المرسوم . وبعد الوصول إلى المحطة هذه تُطرح شعاراتٌ جديدة ويتكوّنُ إصطفافٌ جديد قد تخرج منه فئاتٌ كانت منضوية في الإصطفاف الأوّل . وبذا فإنّ المسيرة التقدّمية المتصاعدة تبني إصطفافات متوالية من الناس الذين يناضلون من أجل التقدّم إلى الأمام وهي وحدها التي تمثل الشعب .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظلمُ ليس أبيضاً في أيّ حال
- الظلمُ ليس أبيضاً بأيّ حال
- الديمقراطية
- الديمقراطية والفدرالية
- عارٌ جهلُكُم أيها السادة
- الديمقراطية في التربية والتعليم والثقافة العامة
- الطبقة العاملة في الصّراع
- النظرية وأورول
- الحرص على العرض
- في الظلام تلمعُ عيون القط
- المصالحة و المصالحة الوطنية
- فتقٌ جديد
- الصراع
- تقليعات آخر زمان
- الوطن للجميع
- وا حكومتاه
- وأخيراً حكومة
- بين نوري ونوري
- التاسع من نيسان
- نداء إلى المراجع الدينية


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ييلماز جاويد - الشّعب