أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - نحنُ نفرّقُ أنفسَنا














المزيد.....

نحنُ نفرّقُ أنفسَنا


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1756 - 2006 / 12 / 6 - 08:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل صحيحٌ أن الإدارة الأمريكية وخلفها كل قدرات الإستخبارات الذاتية والمتعاونة معها من إستخبارات الدول السائرة في ركابها ، أقول هل كانت هذه الإدارة غافلة عن كون الشعب العراقي بمرور القرون قد أصبح نسيجاً متجانساً يحوي جميع القوميات العرقية والطوائف الدينية في وحدة لا تقبل التجزئة ؟ هل صحيح أن الإدارة الأمريكية كانت بهذا المستوى من الغباء ؟

بالطبع أن الجواب على السؤال أعلاه هو بالنفي . إذن ، فكيف راهنت تلك الإدارة على محور التفرقة الطائفية والعرقية للوصول إلى أهدافها غير المعلنة ، وهي أهداف معروفة جيداً ومكشوفة لدى الشعوب ، ألا وهي الأهداف الإستعمارية في السيطرة على بلدان العالم وإستغلال ثرواتها وعلى الأخص مصادر الطاقة التي تتمثل بالبترول والمواد الأولية لصالح الشركات الرأسمالية العملاقة وتحويلها إلى أسواق تستهلك منتجاتها الصناعية المدنية والعسكرية ؟

ما كانت خطة التفرقة العنصرية والطائفية جديدة في سياسة الدول الإستعمارية ، بل أن مبدأ ( فرّق تسُد ) قديم مورست على هديه الكثير من الخطط من قبل كافة الدول الإستعمارية في مستعمراتها . ولم تكن هذه الخطة جديدة في الساحة العراقية . وإننا إن لم نشأ الخوض في عمق التأريخ فإننا نتذكر أنّ الطاغية قد مارسها عندما قام بتهجير آلاف العوائل من الشيعة والأكراد الفيليين ، وهم عراقيون عن أب وجد ، إلى إيران بحجّة كونهم من التبعية الإيرانية ومنع الزوجات السنيّات من اللحاق بأزواجهنّ ، وخصص منحة كبيرة للزوج الذي يطلّق زوجته المعتبرة من التبعية الإيرانية حتى يتمكن من الزواج ثانيةً .

إنتفض الشعب العراقي ، من شماله إلى جنوبه إنتفاضة رجل واحد في عام 1991 بعد إنكسار الجيش العراقي وإنسحابه من الكويت ، ولكن قيام تيار محدد بتسميتها بالثورة الإسلامية ، قد حفز القوى الإستعمارية على تبديل خطتها ، وعدم إسقاط نظام الطاغية بل فسحت المجال له للتحرّك وإستخدام قواته العسكرية المتبقية لمحاربة الإنتفاضة وإفشالها بإرتكاب المجازر المريعة التي بلغت ضحاياها الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من المهجّرين والمهاجرين إلى كافة دول العالم .

لقد وجدت الإدارة الأمريكية ، بين قيادات التيارات السياسية على الساحة العراقية التربة الخصبة لزرع فتنة العنصرية العرقية والطائفية الدينية ، وباشرت قبل بدء العمليات العسكرية ببث الإشاعة الزاعمة أن الشعب العراقي يتكوّن من عرب شيعة وعرب سنة وأكراد ، وبعد إتمام الإحتلال صار التركيز على هذه النغمة في تأسيس مجلس إدارة الدولة المؤقت على أساس المحاصصة المذهبية والعرقية . وكان تصريح السيد محمد باقر الحكيم عند دخوله العراق من إيران ( أن الشيعة يمثلون 70% من الشعب العراقي ) اللبنة الأولى التي وضعتها يدٌ عراقية للتمييز بعد الإحتلال . وقد سارت هذه البدعة في كيان الشعب سير النار في الهشيم ، ليس لكون الشعب مهيأ لذلك ، بل لأنّ القيادات السياسية الفاعلة على الساحة ، ولأسباب لا نريد الخوض في ماهيتها ، رأتها الوسيلة الضامنة لها في تحقيق المكاسب الذاتية المادية والمعنوية ، وبالتالي فإنّ تلك القيادات ، على إختلاف إنتساباتها وسياساتها ومواقفها المعلنة من الإحتلال والنظامين السابق واللاحق فإنها ساهمت بفعّالية في تأجيج أوار نار التفرقة ، وهي الغاية التي أرادتها القوى الإستعمارية لتثبيت سيطرتها على البلد .

عجبي ، والكلّ ، يعزف ظاهريّاً على نغمة مصلحة الشعب ، وبفعله ينفخ في نار تلتهم يوميا الكثير الكثير وتحرق الأخضر واليابس . أما آن الأوان أن نقف أمام أنفسنا ونسألها في أي صفّ يقف كل تيار ؟ وما الأهداف التي تخدمها هذه الإصطفافات الني ظاهرها متناقض ومحصلة ما يحدث من ورائها متناغمة مع مصالح الإستعمار؟ إن كافة الفئات والتيارات السياسية سواء المسيطرة منها على السلطة ، أو المتعاونة معها والمشاركة لها أو المعارضة لها سواءٌ كانت معارضة سلمية أو عنفية أو حتى إرهابية ، جميعها مسؤولة عن الوضع الذي آل إليه العراق وما يعانيه الشعب . إنهم بأفعالهم ينفذون المخطط الإستعماري المبني على مبدأ ( فرّق تسُد ) سيئ الصيت سواءً كانوا يعلمون أو لا يعلمون . الشعب الواعي لحقوقه والمطالب بها له الحق في تسمية المؤهل لتمثيله . فهنيئاً لمن نال رضى الشعب .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارٌ في القضيّة العراقيّة
- وجهتا نظر
- أمريكا والمزمار السحري
- ليس دفاعاً عن بوش
- الشّعب
- الظلمُ ليس أبيضاً في أيّ حال
- الظلمُ ليس أبيضاً بأيّ حال
- الديمقراطية
- الديمقراطية والفدرالية
- عارٌ جهلُكُم أيها السادة
- الديمقراطية في التربية والتعليم والثقافة العامة
- الطبقة العاملة في الصّراع
- النظرية وأورول
- الحرص على العرض
- في الظلام تلمعُ عيون القط
- المصالحة و المصالحة الوطنية
- فتقٌ جديد
- الصراع
- تقليعات آخر زمان
- الوطن للجميع


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - نحنُ نفرّقُ أنفسَنا