أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - نمور ورقية














المزيد.....

نمور ورقية


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1835 - 2007 / 2 / 23 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لايُعد في إطار الجدل ، بل أصبح من المسلّمات أن ( صدّام )ً لم يكن يقبل من أي شخص مهما كانت مكانته أن يبدي رأياً مخالفاً لرأيه ، بل لا يسمح لأيّ شخص أن يأتي عملاً لا يرضيه . فمثال وزير الصحة الذي إقترح على الطاغية أثناء الحرب العراقية الإيرانية أن يقبل ظاهريّاً الشروط الإيرانية لوقف الحرب وأن يتنازل عن منصبه ( أي يقوم بتمثيل سيناريو تمويهي للإيرانيين ) حيث تمّ تلفيق تهمة له وإعدامه ، ومثال الوزير الذي نظر إلى ساعته عند إنعقاد جلسة لمجلس الوزراء ، حيث سأله الطاغية عمّا إذا كان لديه موعدٌ أهَم من إجتماع مجلس الوزراء ، فكان عقاب هذا الوزير أن أجبر على البقاء على كرسيّه بعد إنتهاء الإجتماع ليومين حيث إضطرّ أن يقضي حاجتيه وهو جالسٌ على الكرسي ، ومثال الوزير الذي تجرّأ وخاط بالملعقة قدح شايه ( الإستكان ) قبل أن يفعل الطاغية فكان عقابه إخراجه من الوزارة وتجريده من كافة مناصبه و إعادته إلى وظيفته التي كان عليها قبل بدئه صعود السُلّم الوظيفي والحزبي .

أمثلة الفقرة السابقة هي التوافه التي كان الطاغية يحاسب ويعاقب عليها بينما أمثلة أخرى كانت عقوبتها الإعدام ، كمثل الطبيبين الذين سرد أحدهما للثاني عبر الهاتف أنه عالج الطاغية في مرض الزهري فقد أعدم كلاهما . أمّا إذا كان شخصٌ في موقع يمكن في يوم من الأيام أن يكون خطراً على الطاغية فإن مجرد الشكّ كان كافياً لإعدامه والأمثلة على ذلك تملأ كتباً بكاملها ، فمن أحمد حسن البكر رئيس الجمهورية و عدنان خيرالله ( إبن خاله الذي ربّاه ) إلى صهريه وأولاد عمه حسين كامل وصدام كامل ، إلى قادة في حزب البعث العربي الإشتراكي عبد الخالق السامرائي ، مرتضى سعيد عبد الباقي ، وشفيق الكمالي ( الشاعروصاحب قصيدة النشيد الوطني العراقي ) وعدنان الحمداني ومحمد محجوب ومحمد عايش وحسين مشهدي وعبد الوهاب كريم وغيرهم كثير وعلى الخصوص قادة عسكريين برتب عالية نفّذ الطاغية حكم الإعدام بحقّ بعضهم شخصياً وبسلاحه الشخصي .

خمس وثلاثون عاما من سيطرة الطاغية على الحكم في العراق تميّزت بالتغييرات الدرامية في طواقم الكوادر التي إعتمدها لإدارة نظام حكمه ، فنادراً جداً نجد من دامت له ثقة الطاغية لفترة طويلة ، فمنهم من نال غضبه بسرعة ونال عقوبة الإفناء سواء بحادث سيارة أو إغتيال إو سقيه مادة الثاليوم القاتلة ومنهم من لُفّقت له قضيّة مخلة بشرفه ثمّ أعدم أو أنزلت درجته الوظيفية والحزبية إلى الدرك الأسفل .

الغريب في الأمر إثنان من أعضاء شُلة الطاغية هما عزة الدوري وطه ياسين رمضان اللذين واكبا المسيرة من أولها إلى إكتمالها ، وذلك بسبب بسيط أنهما لم يتجرءا يوما بلفظ كلمة أو الإتيان بحركة من أي جزء من أعضاء جسميهما يشير إلى عدم تطابقهما مع ما يقول أو يتصرف به سيدهما . حقاً إنها تدلّ على قابلية عظيمة في ضبط النفس ولكن بما أن مَرَدّها هو الخوف من العقاب فإنها تدرج ضمن صفة الجُبن ، فالشخص الذي يهاب غيره بحيث يسكت على جرائمه ، وعلى الخصوص إذا طالت الشعب والوطن ، فإنه جبانٌ . أما وأنّ طه يمثل البطولة في قاعة المحكمة ويدعي أنه لا يعيرُ أهميةً لحكم الإعدام إذا صدر بحقه فإنها تمثيليةُ يائس يعرف مصيره المحتوم ، ليس لإنحياز المحكمة وعدم عدالتها بل لكبر الجرائم التي إرتكبها بحق الشعب عندما كان القائد الأعلى للجيش الشعبي ، وضحايا الشعب من المشاركة في قواطع الجيش الشعبي في الحرب العراقية الإيرانية جراحٌ لدى أهليهم وهي أفواه تتكلم بالحق فاضحة تلك الجرائم .
أمّا عزة الدوري الذي أُعلن إستلامه لمنصب أمين سر القطر العراقي لحزب البعث العربي الإشتراكي والمفترض أن يقود حركة المقاومة لإعادة الحزب إلى الحكم في العراق فإنّ جباناً مثله لا يمكن أن يصلح قائداً حقيقياً ، ولكونه قد بلغ ما بلغ في عهد الطاغية فذلك لتميّزه بصفة عدم الحل والربط ، وبالفعل قد قيل عنه أنه كان يلبس الحذاء ( قبغلي ) لأنّه لا يحل ولا يربُط . فهل يصلح الجبان قائداً ؟



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ! ! . . . مبدأ التوافق
- مبادئُ الإنسانيةِ أوّلاً
- الكَذب .. والإفلاسُ السياسي
- الأسوَدُ والأبيضُ فَحَسب
- صدّامٌ ... أشهر شخصية في العالم
- البحثُ عن الشرعيّة
- عودةٌ لقراءة أورول
- عَودةٌ اقراءة أورول
- بطلٌ شهيدٌ
- نحنُ نفرّقُ أنفسَنا
- حوارٌ في القضيّة العراقيّة
- وجهتا نظر
- أمريكا والمزمار السحري
- ليس دفاعاً عن بوش
- الشّعب
- الظلمُ ليس أبيضاً في أيّ حال
- الظلمُ ليس أبيضاً بأيّ حال
- الديمقراطية
- الديمقراطية والفدرالية
- عارٌ جهلُكُم أيها السادة


المزيد.....




- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...
- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - نمور ورقية