أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - الإستعمار بين الديمقراطي والجمهوري















المزيد.....

الإستعمار بين الديمقراطي والجمهوري


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1906 - 2007 / 5 / 5 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل كان الديمقراطيون يعملون غير الذي عمله بوش بإسم الجمهوريين ؟ تأريخ السياسة الخارجية للولايات المتحدة يجيبُ على هذا السؤال الكبير بالنفي . فمنذ خرجت الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب العالمية الثانية معافاة من آثار الحرب وخرجت الدول الإستعمارية الأوربية مدمّرة ومحتاجة إلى الأموال لإعادة إعمار بلدانها سنحت الفرصة الذهبية للولايات المتحدة الممثلة للرأسمالية المنتعشة أن تنحو نحو إستعمار العالم والحلول محل الدول المستعمرة الأوربية في مستعمراتها ومناطق نفوذها . فبدئاً تم إعلان مشروع مارشال لتمويل مشاريع الإعمار للبلدان الأوربية وجرت مساومات جدية لتحقيق أغراض الولايات المتحدة المذكورة ، فخارطة العالم قبل الحرب العالمية الثانية وخارطتها الآن من حيث مناطق نفوذ الدول الكبرى تشير بشكل واضح إلى نجاح الولايات المتحدة في سيرها الحثيث نحو تحقيق أغراضها .

ركّزت الولايات المتحدة بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية على تحجيم دور الإتحاد السوفييتي في رسم السياسة الدولية ، وأقامت الأحلاف العسكرية ، حلف شمال الأطلسي وحلف بغداد وحلف جنوب شرق آسيا تحت واجهة حماية هذه الدول من الخطر الشيوعي ، وبنت القواعد العسكرية على شكل حزام متصل حول الإتحاد السوفييتي وخزّنت فيها أنواع من الأسلحة التقليدية والذرية والنووية مع فرض مقاطعة إقتصادية شاملة على الإتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية والتي سمّيت بالحرب الباردة . بعد ذلك بدأت الولايات المتحدة بتدبير الإنقلابات العسكرية في البلدان التي لا تخضع لنفوذها ، ففترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي كانت حافلة بهذه الإنقلابات العسكرية والتي كانت نتائجها لصالح نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية .

لم تتغيّر سياسة الولايات المتحدة في تنفيذ خطتها للإستحواذ على العالم رغم تناوب الجمهوريين والديمقراطيين على السلطة ، لسبب واحد أنّ قادة الحزبين عندما يعتلون السلطة ليسوا أحراراً في تنفيذ برامجهم التي طبلوا لها ضمن حملة الدعاية الإنتخابية ، بل أنّهم مدينون إلى الشركات العملاقة والكارتيلات التي موّلت حملتهم الإعلامية والتي خدعت الشعب وجعلته ينتخبهم . فقرارات الدولة في الولايات المتحدة لا تتخذها الإدارة المرتبطة برئيس الولايات المتحدة بل تُتّخذ القرارت من قبل لجان المستشارين لتلك الشركات والكارتيلات وتُملى على الإدارة الحكومية للتنفيذ . ولمّا كانت مصالح الشركات العملاقة والكارتيلات متشابكة بين من هم منتمون إلى الحزب الديمقراطي أو الجمهوري فإنّ الدفاع عن هذه المصالح وتطمينها تجمعهم في تحقيق الهدف المشترك . فالنفط مثلاً هو مصدر الطاقة الشائع في عالم اليوم وتحتاجه الآلة الصناعية في الولايات المتحدة سواء كان أصحاب هذه الصناعة ميالين للحزب الجمهوري أو الديمقراطي فالمصلحة مشتركة في ضرورة تطمين مصدر الطاقة بأن تكون للولايات المتحدة سيطرة ونفوذ في البلدان المنتجة للنفط ( كالعراق ) ، ويمكن القول ذاته عن كافة مصادرالطاقة كاليورانيوم والفحم والمواد الأولية الأخرى التي تحتاجها الآلة الصناعية .

في مرحلة التطوّر الصناعي التي وصلت إليه الولايات المتحدة الأمريكية فإن الديمقراطية تتخذ صورة فريدة تتمثل في توفير الحرية الفردية بشكل واسع ولذلك فإن الفرد مع كونه يتمتع بتلك الإمتيازات فإنه عرضة للخداع من قبل أصحاب المصالح ، فوسائل الإعلام المسيطر عليها من قبل الرأسماليين توجّه الأذهان حسب ما تتطلبه مصالحهم ولذلك فإنّ عملية الإنتخابات رغم شفافيتها الظاهرية فإنّ تصارع المصالح وإستخدام وسائل الإعلام توجه ذهن الناخب تجاه خدمة تلك المصالح ، فالشعب الأمريكي كباقي الشعوب يتميّز بالبساطة ومستوى التعليم لدى عامة الناس ليس عالياً فنرى أنّ الحزبين يتصارعان لتمويه الرأي العام المحلّي بنفس الأسلوب الذي يتم تمويه المشاريع الإستعمارية وتصويرها لشعوب العالم أنّها منّةٌ وخدمة لتلك الشعوب بينما هي في الحقيقة مشاريع لإستغلال ثرواتها ونهب خيراتها .

إن الصراع الظاهري بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري ليس إلاّ صراعاً من أجل المناصب وهذا الصراعُ له حدود لا يجوزتجاوزها بل بالعكس يكون هناك تواطؤ واضح بين الحزبين لإظهار بعض الأحداث على غير حقيقتها والأمثلة على ذلك كثيرة نورد بعضاً منها على سبيل المثال لا الحصر :

1. يقيم قادة الديمقراطيين الدنيا ولا يقعدونها بالإلحاح على سحب قوات المسلحة الأمريكية من العراق وجدولة الإنسحاب بدعوى أن الحرب في العراق قد كلّف دافع الضريبة الأمريكي الكثير ، بينما لا يردّ قادة الحزب الجمهوري على أن هذه التكاليف قابلة للإسترجاع من العراق بصورة مباشرة على أساس تعويضات الحرب أو بصورة غير مباشرة بإعتبارالعراق دولة منتجة للبترول وغنية فإن تواجد النفوذ الأمريكي في مثل هذه الدولة سيعوّض الولايات المتحدة أضعاف ما كلفته الحرب . *
2. يلح قادة الحزب الديمقراطي على عدم شرعية قيام الولايات المتحدة بإحتلال العراق بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل التي ( ثبت عدم وجودها )، بينما لا يردّ الجمهوريون بتوضيح أن أسلحة الدمار الشامل لا تقتصر على السلاح النووي بل أن الأسلحة الكيمياوية والجرثومية جزءٌ مهم من هذه الأسلحة وقد ثبت إمتلاك العراق لها وإستعماله سواءً في الحرب مع إيران أو ضد الحركة الكردية .
3. ركزت وسائل الإعلام بتوجيه من الديمقراطيين على عمليات التعذيب التي تكشفت في سجن أبو غريب وتم نشر الصور البذيئة لتلك العمليات ومحاكمة القائمين بها ، إلاّ أننا لم نسمع إجراء أي تحقيق في موضوع مِن الذي قام بتصوير تلك العمليات في منطقة عسكرية ونشرها مما يُشكّل خرقاً فاضحاً للضبط العسكري .
4. قصف بيل كلنتون الديمقراطي بغداد بالصواريخ ، عندما كان رئيساً للولايات المتحدة لسبب تافه بالقياس إلى الحجة التي إستند عليها بوش في إحتلال العراق . قصف بغداد بدعوى أنّ أفراداً من العراقيين حاولوا إغتيال بوش الأب في الكويت . تُرى ما العمل الذي كان سيقوم به هذا الديمقراطي لو كانت وكالة المخابرات المركزية ( CIA ) قدّمت له نفس المعلومات التي قُدّمت إلى بوش . نرى الآن أن الجمهوريين يغفلون هذه ولا يثيرونها في صراعهم السياسي مع الديمقراطيين .
5. يصل التواطؤ بين الحزبين أنّ أحدهما يُسرّب معلومات إلى الطرف الآخر حتى يعطيه الدليل على مهاجمته سياسياً ، وبغرض إظهار عملية التنافس السياسي شفافة أمام الرأي العام المحلّي ، مثال ذلك تسريب المعلومات عن عمليات التعذيب والحجز في قاعدة غوانتانامو ، فبدعوى حرية وسائل الإعلام ، من جهة وحقّ الشعب في معرفة كلّ شيء تمّ تسريب تلك المعلومات حتى تُتّخذ مادة للهجوم على سياسة الجمهوريين .


هذه الأمثلة غيضٌ من فيض تُدلّل على أن السلطة الحقيقية في الولايات المتحدة الأمريكية ليست بيد الرئيس الأمريكي وجهازه الإداري بل أن السلطة الحقيقية هي بيد لجان الإستشاريين للشركات العملاقة الرأسمالية وهي التي تخطط وتبرمج لتحقيق أغراض تلك الشركات دون الأخذ بالإعتبار إلى ما تتضمنه البرامج المعلنة للحزبين ، ولذلك نرى الإستمرارية والتناسق في السياسة الخارجية الأمريكية سواءً كان الرئيس والكونكرس من الديمقراطيين أم الجمهوريين . إنها المصالح العليا الإستعمارية فحسب .
___________________________________
* الولايات المتحدة الأمريكية تتزوّد بالنفط العراقي منذ الإحتلال بسعر 30 دولار للبرميل بينما إرتفع سعر البرميل من النفط عالميا إلى 80 دولار .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقوبةُ الإعدام
- رثاءٌ وعزاءٌ
- كُحلة لعيونكم
- الذكرى الرابعة
- اليوم والبارحة
- نداءان
- لتعش ذكرى الحادي عشر من آذار
- نمور ورقية
- ! ! . . . مبدأ التوافق
- مبادئُ الإنسانيةِ أوّلاً
- الكَذب .. والإفلاسُ السياسي
- الأسوَدُ والأبيضُ فَحَسب
- صدّامٌ ... أشهر شخصية في العالم
- البحثُ عن الشرعيّة
- عودةٌ لقراءة أورول
- عَودةٌ اقراءة أورول
- بطلٌ شهيدٌ
- نحنُ نفرّقُ أنفسَنا
- حوارٌ في القضيّة العراقيّة
- وجهتا نظر


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - الإستعمار بين الديمقراطي والجمهوري