ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 1897 - 2007 / 4 / 26 - 11:30
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
رُبَّ أخ لم تلده أمّك ، وكيف لا فقد كنا نلعبُ في الزقاق ونحن صغار ، نذهب إلى المدرسة سويّةً وعندما نرجع نقوم بإعداد واجباتنا البيتية سوية . هكذا قطعنا مرحلة الإبتدائية فالمتوسطة والثانوية . إنتقالات عائلتينا من مدينة إلى أخرى لم تفرّقنا ، وكانت تلك من صدف الحياة التي نادراً ما تحدث . عند بلوغنا سن الشباب كانت أخوّتنا تتعمّق ولكن حياتنا كانت على خطّين متوازيين من السياسة واللاسياسة ، فلم يكن يستسيغ العمل السياسي حتى وقد قارب السبعين من عمره . إنه أخي وصديقي وحبيبي شاكر خزعل الهاشمي لما يزيد على الستين عاماً وقد إمتدّت إليه أيادي الغادرين المجرمين في بغداد ، سيق من داره إلى سيارته في الأسبوع الماضي وتم حشره في صندوقها من قبل شلة مجرمة لا دين لها ولا عقيدة ، ثم وُجدَت جثته الطاهرة ملقاة على قارعة طريق .
لمن العزاء ، ومِن مَن العزاء فالشعبُ كلّه مفجوعٌ مغلوبٌ على أمره والغربان مستأسدةٌ والضمائرُ غائبةٌ والنخوَةُ ضائعةٌ . فإني في حيرة كيف أبكيك ، وهل البكاء سيخفّف من غلواء النار التي إلتهبت في قلبي عند سماعي النبأ الجلل ، وهل يكفيني بكائي يوماً أم سنة أم بقية العمر؟ فأنت أنت كنت الصديق الوحيد في حياتي الذي أخترته عندما كنا في سن البراءة ولم نكن نعرف من الدنيا دناءاتها . نم قرير العين يا أعزّ أخ ومقرّك جنات الخلد . وأنا لن أجد بعدك أخاً فيه من صفاتك ونُبلك مهما حييت .
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟