أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - دورُ الحركات الدينية بعد الحركات القومية














المزيد.....

دورُ الحركات الدينية بعد الحركات القومية


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1913 - 2007 / 5 / 12 - 04:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نُصحٌ لأولي الأمربمناسبة طرح مسودّة قانون النفط على مجلس النواب العراقي بعد المصادقة عليه من قبل مجلس الوزراء .
قامت ثورة الرابع عشر من تموز 1958 بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم في مرحلة تاريخية مواتية لقيام الثورة . فقد كانت ظروف الثورة الموضوعية والذاتية ناضجة فتوازن القوى الدولي كان يميل إلى جانب الإتـحاد السوفييتي وذلك بفعل التفكك الذي حصل في المعسكر الغربي بعد فشل العدوان الثلاثي على مصرمن قبل دولتين عظميين إلى جانب إسرائيل وعدم تجرّؤ الولايات المتحدة الوقوف مع دول العدوان ، ومن جهة ثانية فإن الظرف الإقليمي كان هو الآخر مهيئاً بسبب المدّ الثوري الذي عمّ على الشعوب العربية بسبب فشل العدوان الثلاثي على مصر من جهة والنجاحات الثورية التي حققتها مصر سواءً بتأميم القناة أو كسر طوق إحتكار بيع الأسلحة بالقيام بتسليح الجيش المصري بالسلاح المستورد من الإتحاد السوفييتي بالإضافة إلى المباشرة ببناء السد العالي بالإستعانة بالخبرة السوفييتية . وكان الظرف المحلي لقيام الثورة في العراق مؤاتياً أيضاً حيث كانت الأحزاب السياسية منضوية في جبهة إتحاد وطني ببرنامج واضح يلبي حاجات الشعب الملحّة ، وكانت النقمة الشعبية عارمة على النظام الملكي العميل للإستعمار البريطاني . وهكذا كانت منظمة الضباط الأحرار الأداة التي نفذت الإنقلاب العسكري الذي سُمّيَ فيما بعد بثورة الرابع عشر من تموز .

ولو أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا قد تفاجأتا بقيام الثورة ولكنهما بادرتا مباشرة بالعمل على تقويضها بأن أنزلت الولايات المتحدة قوات عسكرية في لبنان وأنزلت بريطانيا قواتها في الأردن لإستغلال أية فرصة تسنح للتدخّل العسكري والقضاء على الثورة وإعادة النظام السابق ثانية إلى السلطة . ولكنّ حكمة الرئيس جمال عبد الناصر بقطعه زيارته إلى يوغوسلافيا وسفره إلى الإتحاد السوفييتي للحصول على إعتراف الإتحاد السوفييتي بالوضع الجديد ودعمه له قد قوّض آمال الدولتين الإستعماريتين في إمكانية تدخلهما عسكرياً في العراق .

لم يهدأ بال الولايات المتحدة وكذا بريطانيا ولم يرضخا للأمر الواقع بل بالعكس فقد بدأ كلٌ منهما بالعمل بطريقته الخاصة لتقويض النظام الجديد فبينما إستغلّت بريطانيا عملاءها في كافة المرافق الإدارية وفي شركات النفط لخلق ظروف يمكن تدبير إنقلاب عسكري مضاد للثورة فإن الولايات المتحدة قد إستغلت طموحات بعض القادة العسكريين من الضباط الأحرار ودفعت بإتجاه تفرقة صفوفهم ، وقد حصل لها ذلك في الأيام الأولى من قيام الثورة حيث إنشقّ الضباط الأحرار إلى تيارين تيارٌ يدعو للوحدة الفورية والإنضمام إلى الجمهورية العربية المتحدة المتكوّنة من مصر وسورية . وتيارٌ لا يؤيد هذه الوحدة الإندماجية الفورية . ولم تمضِ أسابيع على قيام الثورة حتى إنفرط عقد الضباط الأحرار وإنعكس على الأحزاب السياسية فإنفرطت جبهة الإتحاد الوطني وإنعكس ذلك على الشارع العراقي و بدأت سلسلة الصراعات الدموية .

كان مخطط الولايات المتحدة آنذاك القضاء على الروح الثورية التي عمّت على الشعوب العربية قاطبة ، وركزت جهودها على تفريغ القوى والحركات القومية الداعية إلى الوحدة العربية من فكرها الثوري ، وللوصول إلى ذلك الغرض تم التخطيط إلى تأجيج النعرة القومية وفي خضمّ الصراع خلق كوادر جديدة في التيار القومي لإستخدامهم في الوقت المناسب لإسقاط الفكر الثوري القومي لدى الشعوب العربية . ففي الوقت الذي بدأت التيارات القومية توصم عبد الكريم قاسم بالخيانة للقومية العربية لعدم إندفاعه لإقامة الوحدة الفورية نرى أن قادة الأحزاب القومية سواء عبد السلام عارف أو حزب البعث العربي الإشتراكي لم يفعلوا شيئاً من أجل الوحدة العربية عندما إعتلوا السلطة . لقد خانت القوى القومية القضية العربية ووحدتها وبهذا فقد أسقطوا النظرية القومية كنظرية حية يمكن أن تحقق آمال الشعوب العربية .

بدأت الولايات المتحدة بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية للتهيئة للحرب الباردة ضد الإتحاد السوفييتي ، ومن ضمن خططها محاربة الأفكار الشيوعية بالأفكار القومية والأفكار الدينية ولذلك نرى الكثير من الأحزاب القومية والدينية التي تكوّنت بعد الحرب مستغلّةً إنتشار الأفكار الديمقراطية ، ونلاحظ أيضاً أن معظم الأحزاب القومية كانت منقسمة على نفسها فتيارٌ يساري وتيارٌ آخر يميني ، وكانت الأحزاب الدينية بصورة عامة يمينية مدفوعة بأفكار معاداة الشيوعية والإلحاد . لقد زاد نشاط أجهزة مخابرات الولايات المتحدة في ستينات القرن الماضي في دعم الأحزاب والتيارات الدينية حتى أصبحت تمثلُ ثقلاً سياسياً في كيان النظام السياسي لكثير من البلدان في الشرق الأوسط .

فبعد أن نجحت سياسة الولايات المتحدة في تفريغ الحركات القومية من فكرها الثوري التقدمي وكشفتها للرأي العام ، فقد جاء دور الحركات الدينية لسلخها من قاعدتها الشعبية وكشفها أنها إن لم تكن تعمل ضدّ مصلحة الشعب فإنها ليست ذات دور في ضمان حقوق الشعب ، فالتيارات الدينية إبتداءً من السيد قطب ثم الترابي وحركة الأخوان المسلمين في البلدان العربية وإنتهاءً بأسامة بن لادن كانت لهم حظوة كبيرة من دعم المخابرات الأمريكية ثمّ تطلّبت السياسة الأمريكية دفع كل تيار بإتجاه معيّن خدمة للسياسة الأمريكية ، فتيارات إشتركت في محاولات إنقلابية لإستلام السلطة من أنظمة وطنية ، وتيارات دعمت سلطات دكتاتورية معادية للشعب وتيارات دفعت لممارسة الإرهاب والقتل والذبح غير المبرر لأبناء الشعب الأبرياء . وتيارات دفعت لخدمة المصالح الأمريكية بصورة مباشرة أو غير مباشرة . إنّ هذا المخطط الموجّه بصورة خاصة لعزل التيارات الدينية من قاعدتها الشعبية يجب أن يحفّزقادة تلك التيارات بالتبصّر ودراسة خطواتهم قبل الوقوع في التهلكة ودقّ البسمار في نعش التيارات والأحزاب الدينية .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستعمار بين الديمقراطي والجمهوري
- عقوبةُ الإعدام
- رثاءٌ وعزاءٌ
- كُحلة لعيونكم
- الذكرى الرابعة
- اليوم والبارحة
- نداءان
- لتعش ذكرى الحادي عشر من آذار
- نمور ورقية
- ! ! . . . مبدأ التوافق
- مبادئُ الإنسانيةِ أوّلاً
- الكَذب .. والإفلاسُ السياسي
- الأسوَدُ والأبيضُ فَحَسب
- صدّامٌ ... أشهر شخصية في العالم
- البحثُ عن الشرعيّة
- عودةٌ لقراءة أورول
- عَودةٌ اقراءة أورول
- بطلٌ شهيدٌ
- نحنُ نفرّقُ أنفسَنا
- حوارٌ في القضيّة العراقيّة


المزيد.....




- كوريا الشمالية تدين تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS الأمريكية ...
- عالم آثار شهير يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة المصر ...
- البرلمان الليبي يكشف عن جاهزيته لإجراء انتخابات رئاسية قبل ن ...
- -القيادة المركزية- تعلن إسقاط 5 مسيرات فوق البحر الأحمر
- البهاق يحول كلبة من اللون الأسود إلى الأبيض
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /29.04.2024/ ...
- هل تنجح جامعات الضفة في تعويض طلاب غزة عن بُعد؟
- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - دورُ الحركات الدينية بعد الحركات القومية