أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - إلى أينَ ؟














المزيد.....

إلى أينَ ؟


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1982 - 2007 / 7 / 20 - 05:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بنشرهذه المقالة يكون قد إنقضى ألفٌ وخمسمائة وخمسة وستون يوماً على إحتلال العراق ، حيث بدأ زحفُ جيوش الإحتلال على بغداد دون أية مقاومة جدية من الجيش والشعب العراقي بسسب عزلة نظام الطاغية ، وعند إسقاط الصنم في ساحة الفردوس ( ساحة الجندي المجهول ) كانت الفرحة الشعبية عارمة وتمّ سحل رأس الصنم في الشارع مثلما سحلت قبلاً جثة عبد الإله ونوري السعيد .

نصّب المحتلّون بدايةً حاكماً عسكريّاً ثمّ إستبدلوه بحاكم مدني تجتمع عنده جميع صلاحيات إدارة الدولة ، إذ قام بإصدار قراراته بحلّ الجيش العراقي وكافة القوات المسلحة وشمل قراره وزارة الإعلام التي كانت تدير وسائل الإعلام في عهد الطاغية .

مهما أسند إلى الحاكم المدني من أخطاء في إتخاذ قراراته في حل الجيش والقوات المسلحة ومهما قيل عن إختلاسه لمليارات من الدولارات من أموال العراق إلاّ أن الذي خلفه من العراقيين قد أثبتت الأربعة سنوات الماضية أنّهم كانوا ولا زالوا ألعن منه آلاف المرات .

في فترة وجود الحاكم ( بريمر ) صدر الميثاق الذي توحدت بموجبه أوسع قاعدة من الأحزاب والفئات السياسية الناشطة في الساحة العراقية وتم توقيع الميثاق في وضح النهار وأمام كاميرات التلفزيون المنقول مباشرة إلى جميع المشاهدين في العالم ، وتم إصدار قانون إدارة الدولة المؤقت بعد صياغته من قبل لجنة من العراقيين وكانت نصيحته للجنة أن يتضمن القانون ضمانات أن لا تسيطر على الدولة فئاتٌ قومية عنصرية أو فئاتٌ دينية متطرفة وأن يتضمن مساواة المرأة بالرجل وتكون المواطنة هي الأساس في مساواة العراقيين فيما بينهم . وتمّ تشكيل مجلس الحكم المؤقت بأسلوب يعتمد المحاصصة الطائفية إلاّ أنه في نفس الوقت تميّز بعدم إقصاء أطراف سياسية مهمة والتي لها وزنها السياسي في المجتمع ، فقد كان هناك ممثلون للوطنيين الديمقراطيين والقوميين والشيوعيين بالإضافة إلى العشائر والرأسماليين الوطنيين سواءً الصناعيين أو العقاريين . تشكّلت أول وزارة في تلك الفترة التي لم تتجاوز السنة الواحدة بنفس أسلوب التوازن في مجلس الحكم .

لقد بدأت الخربطة ( فلنقل اللواص ) من أول ما سُلّمت بعض الصلاحيات إلى رجالنا النجباء ، فأول تغيير في القوانين مخالف إلى روح قانون إدارة الدولة المؤقت كان إلغاء قانون مساواة المرأة بالرجل الذي كان قد صدر في عهد عبد الكريم قاسم ، ثمّ تزوير الإنتخابات والحصول على إستحقاقات إنتخابية غير متوازنة مع توازن القوى الشعبية ، ثمّ تشكيل الوزارة على أسس الطائفية والإقصاء والتوافقات غير الدستورية ، وبعدها إعداد دستور مشوّه للبلاد ، وتمّ التفريط بالوحدة الوطنية بإبتعاد أصحاب الإستحقاقات الإنتخابية عن رفاقهم بالأمس والجري وراء الكسب الفئوي والفردي فنرى إستشراء حالة الإختلاسات التي جعلت الناس تترحم ليس على صدام وجماعته بل حتى على بريمر نفسه . وقد أدت السياسة الطائفية المقيتة إلى تغذية التيار المضاد وأوجدت التربة الخصبة لتنامي ما سُميت زوراً بالمقاومة الوطنية وإنتهت بالإرهاب الذي طالت جرائمه الناس الأبرياء أكثر من المحتلين . صحيحٌ إن قيل ( من يجهل إستعمال الملعقة في الأكل يضعها في أذنه بدل فمه ) فرجالنا الميامين من هذا النوع .

تجاوزت مقالاتنا العشرات خلال الأربعة سنوات الماضية ، فبدأً كنا ننصح أن إعتصموا بوحدة الصف ولا تتفرقوا ، ثم دعونا إلى نبذ الطائفية والإبتعاد عنها ، ثمّ صرنا ندعو إلى جمع شتات الفرقة بطرح شعارالحدّ الأدنى من حاجات الشعب التي تجمع الأحزاب والفئات السياسية على برنامج موحّد ، ثمّ إنتقدنا طريقة صياغة الدستور المشوّه الذي تمّ تمرير الإستفتاء عليه بطرق ملتوية ، وإنتقدنا التنازلات لمطالب الإرهابيين والمجرمين وإنتقدنا طرح شروط الحكومة في دعوتها لإقامة ( الوحدة الوطنية ) بالشكل الذي تلبي مقاصدها هي ، وتنبأنا بفشل حكومة الوحدة الوطنية ، والخطة الأمنية .

لم نلق أذناً صاغية لكافة النداءات التي تعالت من أحرار العراق المثقفين والمناضلين الشرفاء وكنا جزءاً متواضعا في هذا المجال ، وكانت جميع مقالاتنا محصورة في إطار الأمل في إمكانية إصلاح ما فسد ، ولكن خيبة الأمل قد غلبت إرادتنا ، وفشلنا في طريقة تناولنا للموضوع يدفعنا إلى تغيير أسلوبنا وطريقتنا في الإصطفاف السياسي . ومخافة إعتبار تحوّلنا هذا من جانب النظام الجديد إلى المعارضين له فإننا لن نكون أبداً بجانب الإرهاب والقتل والتدمير بل سنكون ضمن معارضة شريفة حضارية هدفها بناء عراق متحرر ديمقراطي إتحادي تعددي علماني وأسلوبنا سلمي يعتمد الجماهير الواسعة لتحقيق ذلك . فإلى أيّ هاوية يقود العراق هؤلاء الرجال ؟



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألغازُ نِفطِ العراق
- خَبَرٌ وتَعليق
- إلى قادة حزب الدعوة
- رسالةٌ على المكشوف
- آخرُ الدواءِ الكيّ
- دورُ الحركات الدينية بعد الحركات القومية
- الإستعمار بين الديمقراطي والجمهوري
- عقوبةُ الإعدام
- رثاءٌ وعزاءٌ
- كُحلة لعيونكم
- الذكرى الرابعة
- اليوم والبارحة
- نداءان
- لتعش ذكرى الحادي عشر من آذار
- نمور ورقية
- ! ! . . . مبدأ التوافق
- مبادئُ الإنسانيةِ أوّلاً
- الكَذب .. والإفلاسُ السياسي
- الأسوَدُ والأبيضُ فَحَسب
- صدّامٌ ... أشهر شخصية في العالم


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - إلى أينَ ؟