أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - بيضة الديك تاتور !















المزيد.....

بيضة الديك تاتور !


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 695 - 2003 / 12 / 27 - 07:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


  ثمة مثل هولندي يقول ؛ (انك لا تستطيع ان تصنع كعكة جيدة ما لم تكسر البيضة)،وكم ترددنا عربيا، ونتردد، بكسر البيضة. وربما سيقول قائل عن هذا التردد ويمنحه بعدا فلسفيا، يبحث في الأصل والأسبقية مع الدجاجة!. والبيوض على أشكالها كما الطيور طبعا!،سيقول آخر. وندوخ، قبل بدء الحكاية، مثلما يدوخ العرب الآن في ما انتهى إليه الحال. او مثل ما حملتُ مرارة الأسئلة منه، وأنا اقرأ مقالة السيد السفير عبدالله بشارة(بكائيات .. عادل أمام)،عن دموع الضاحك / الباكي على رؤية العرب في مشهد القبض على الطاغية،حيث أجلت الحديث عنه، الى ما عالجه بالإجابات السيد السفير، و تداعى فيه ألما للسؤال؛الكاتب غسان ثويني.في خمسة استفهامات،وقف عندها الكاتب للبحث في الوضع العربي وقضية صدام حسين، ووجدتني كعراقي لا أحير جوابا شافيا، في كثير الأجوبة التي تعلنها حقائق الأخبار.
 و ربما احتاج هنا كي اصنع كعكة (المقال والإجابة) ان اكسر بهدوء ما احتاجه من بيض حرص العرب على مداراته، بين من لا يكسره حفاظا على روح الأخوة،وأخر طمعا بكتكوت جميل، يتدكتتر فينا،والى اخره من افتراضات بيضوية ومنحنية!.
وفي الحقيقة، المسألة نسبية أيضا،فلربما تكون البيضة المتهمة بالهشاشة،رمزا للقوة –عندهم- إذا وضعوها في جوانب ضغط دقيقة،وفق اللعبة التي كنا نلعبها صغارا.
والمسألة نسبية مرة أخرى  في ما نسعى إليه الآن، فثمة قارئ يرغب بطعم يسود فيه مثل هذا البيض أكثر،وربما يعترض آخر على عدد ما سيكسر، لان الكعكة لا تحتمل.
أي بيض؟، وأية مقادير؟، قلت في نفسي، فأنا أحاور وضعا حرجا؟!.
إذن،ماذا أردت بهذا مثلا؟.
ربتما أردت القول ان الحقيقة في البيضة!،ولا اقصد هنا في أصلها،بل اعني حالها مكسورة، لينعم الجميع بلذة الطعم.ولكن ما سيجعلنا نحتار الآن ونختلف قطعا،أمر مهم، هو في مصير بيوض قديمة كنا نتداولها ونخفيها وسط العجين،أيام كنا نمشي عليه في زمن لا ( يلخبط) العجين فيه غير ضحية طوى اسمه النسيان، وحلّ على أولاده عار أب خان العجين الوطني او القومي!.
مثل هذه البيوض القديمة لا تصلح لكعكة عربية حديثة لأنها فسدت،وفاحت حقيقتها بالتقادم لا الكسر،فلو غامرنا الآن وفيما يتعلق بموضوعة صدام حسين وسؤال السيد الثويني الذي دونه السفير وأجاب عن بعضه؛ هل ان عصر صدام حسين بمآسيه وتراجيدياته حصيلة التقصير من قبل هذه الشعوب ام انه قدر محتوم على شعب العراق والشعوب الأخرى؟.وهنا وتحديدا في هذا السؤال، أتألم كعراقي، حدا تثار في نفسي أسئلة كونية،فمجرد تحميل الشعب العراقي ولو بنسبة بسيطة مسؤولية التقصير بمواجهة صدام حسين،أو مسؤولية إيجاده وتسويقه،يجعلني أتسائل عن ملايين الأسئلة منذ بدء التكوين،وأولها؛ هل ان ادم في الجنة الآن ام في النار،وما مصير حواء؟.
هل اخطأ الشعب العراقي بعدم الموت الجماعي؟،تأخروا؟،وهو يرون صدام حسين يحكم بالإعدام أكثر من سبعين رفيقا نضاليا له في يوم واحد ، بعد استلامه الحكم بأيام،زمان تحول العراق الى ثكنة بوليسية مرعبة،كان الموت يأتي فيها الى بيت العائلة بأساطير وخرافات عن مجرم يحمل الفأس ليلا، يقتل بقصد القتل،فيعم الخوف،ولا يستطيع أي مثقف عراقي ان يقول ان هذه هي المؤامرة الذئبية ذاتها التي استخدمها لويس الخامس عشر،في خرافة الذئب المرعب الذي يجول في فرنسا،لأنه سيقتل بتهمة الخيانة في زمن الحرب،وسيهاجمه المثقف العربي المرتشي،والمغتشي!.
وهكذا...هجع الشعب العراقي الى خوفه المرّ، وواصل العرب خطأ الصمت،وسريعا،اعتقل العراق كله بين حدود إيران وبين بنادق أتباعه والطامعين بعطاياه،وكانت الحرب الدموية،دعم العرب زحفه المقدس.هذا بمقال، وملايين بفرص عمل في العراق تسد النقص والحاجة المدنية،وآخر بمرور السلاح،وملايين بالتصفيق والإنشاد للأمل الحامي لبوابة الشرق العربي التليد.... اعتقد أني كسرت عند هذا الحد بيضا غير صالح للنشر،ولكن كل شيء في سبيل الكعكة!،مثلما بقي العرب يرددون طويلا؛(كل شيء من اجل المعركة!)،حتى لو كان هذا الشيء هو الشعب العراقي المغلوب على أمره،وطلوع صدام حسين في مشهده السياسي بهذه الطارئية البوليسية المرعبة.
 و لم يكن خطأ ظهوره هذا وليد أيام بطبيعة الحال، بل هو تراكم هائل من الوهم العربي،واليأس الباحث عن مغامر،فكانت مقامرة دموية،طالت اقرب من وضع يده في اتونها وستطال اخر الصامتين وأبعدهم في الخارطة العربية.
و لا أجدني اذكر شيئا ان كتبت ملايين الصفحات،فتاريخ الجريمة بحق الشعب العراقي هو مجموعة من التواريخ الفردية لملايين المظلومين والشهداء،ولا يمكن في أي حال من الأحوال التعامل معها بالحس الجمعي والتجاوز العربي المرير، لها، والعابر على مشهد عظامها في مقابر شمّستها حقيقة زوال النظام.
والظلم الذي طال شعب العراق من الطاغية المجرم،سيحتاج الى تاريخ كامل بتعداد لحظات حكمه، ففي كل ثانية منها جريمة،ومشهد للدم.
ولسوف يقول عنه الكثير ممن طالتهم يد الفتك الدكتاتوري.وسيدفع الثمن كل العرب ما لم يعترفوا بالخطيئة و ينتبهوا الى النتيجة المفصلية التي انتهى اليها صدام.

الأسئلة الخمس التي وجهها الكاتب غسان ثويني وحاول السيد السفير ان يجيب عنها تحتاج مني كل هذا،وستحتاج مراجعة شعبية عربية لحصيلة مواقف اثبت حال صدام حسين ومنواله الانهزامي الاخير بطلانها.
يجيب السفير عبدالله بشارة عن سؤال الكاتب: لماذا لم تتم المساءلة عن التقصير؟،واجابته هنا في ما يخص دولة الكويت تحديدا،بعد الاحتلال، كخطأ صدامي تعامل الكثير من العرب معه ببرود فضيع، فيقول؛(هو سؤال مباشر وصريح, اتخذت الأمم المتحدة - عبر مجلس الامن - قرارات تأديبية ثم تحررية في معالجتها للغزو, وعجز القادة العرب عن مواجهة الجريمة, بعضهم غاب, وبعضهم بحث عن وسيلة هروب عبر الحل العربي, وآخرون لم يظهروا الاهتمام بمصير شعب الكويت).
إذن وقعت الحرب،وتحررت الكويت،وبقي فعل الأمم المتحدة فعل قرارات استمرت تأديبية لصدام،أيدها العرب بقوة اكثر، تبريرا لما صدر من بعضهم أول الأمر،ولم يتساءل أي عربي عن الضرر الذي أحدثته هذه القرارات التأديبية في صدام حسين.
ببساطة، لقد حولها الطاغية بقدراته الشيطانية الى قرارات تجويع وترويع للشعب العراقي،وعاقب مدن كاملة لأنها جربت الخروج على حكمه،وكانت سنوات مريرة استخدم فيها ملايين من الأطفال والعجزة كرهائن يجرب عليهم حقن أمراضه وأمصال أوبئة تنافس صيادلة وتجار عرب على تسويقها له،غير مكتفين بما تركته الحرب من علل ومصائب في الشعب العراقي،وكان النظام يخفي في أقبية سرية ما يستورده من أدوية في برنامج النفط مقابل الغذاء،حدا لا تستغرب ان ترى فيه اليوم أطباء عراقيين مجانيين، سالت أهل احد منهم وكان من معارفي،قالوا كان في مستشفى للأطفال، وكان يستلم حصة أدوية من الوزارة لا تكفي لربع عدد مرضاه وذات يوم كان عليه ان يختار من بينهم من يستمر معه بالعلاج ومن يتركه للموت،فجن الطبيب المسكين،الذي لم يجد مفرا للهرب، فكم من طبيب وحامل لشهادة اعدم على الحدود.
المشهد مرعب،والخسارة العربية لا توصف،لأنها بحجم التقصير، أليك مثالا..في مستشفيات بريطانيا وحدها الآن يعمل 2000 طبيب عراقي.كم في أوربا وكم و كم و كم...
خسائر الاقتصاد،البنى التحتية،خسارة الإنسان...و..و..و..
السؤال هل يعجز العرب عن الحساب الصحيح لكلّ هذا، وأسبابه؟.
صديق عربي يدرس الرياضيات في هولندا،قلت له أنت مع الأسف تخلط بين الرياضيات والمشاعر!، قال كيف قلت له أنت تزعل حين أقول لك ان شارون أفضل من صدام،قال وما دخل الرياضيات،قلت له احسبها معي صدام قتل وتسبب في مقتل أكثر من مليوني عربي،بينما لا يتهم شارون بدم إسرائيلي واحد!.
وأنا اكسر هذه البيضة سأتهم بالشارونية،ولكن كل شيء في سبيل الكعكة!.

لقد اخرج الأمريكان صداما من مغارته،ليدخل مغارة الوعي العربي القديم،وحاجة أهله  الأزلية الى من يداعب في ثنايا هذا الوعي إدمانا راسخا وعوزا تاريخيا للقائد الضرورة،يعزز في أنفسهم مواجهة الخطر القادم من الخارج،ويحتشدون به للضغينة،وهذا الكلام ينطبق على كلّ من لا يرى في نهاية صدام بهذه الطريق، بداية للمستقبل عربي أفضل.
لكني رغم كلّ هذا أتفاءل بقول السيد السفير كثيرا، وهو يرى البداية المتوقعة لمستقبل ديموقراطي في العراق، يكون إشراقا على ركام الظلام، أتفاءل به، وادفع عني حشود التشاؤم البغيضة،في كل ما أطالعه من نواح على المجد الصدامي،غير منتبهين الى الاسم ايضا،وفحواه الدموية في الصدام والرعب،مثلما أتفاءل بالسفير بشارة، كبشارة تقول بسقوط الادلجة الضيقة،والتمحور الفج،وتوليتاريات الدولة،وعسكرتها،ونهوض المجتمع المدني العربي الى ثورة أخرى في التكنلوجيا،وخلق رأي عام نافذ النقد والإصلاح.
أتفاءل بك، فلا تبتئس لهم ،ولنفق جديد سيضعونه في نهاية الضوء!.
أتفاءل بك تشاركني فرح زوال الكابوس،والأمل بالأفضل القادم، وأنت تقول؛( بالتأكيد فإننا نعتبر سقوط صدام فصل نهاية العتمة والظلام وبداية الانفتاح, لا اعتقد بأن البيئة العربية التي تتعرض لضغوط خارجية, تستطيع ان تربي سفاحا مثل صدام، قد  تكون قادرة على تفريخ سفاحين لكنها لن تستطيع تربيتهم).
نعم فالكثير من البيض الذي لا يريدون تكسيره الآن لوجه الحقيقة،سيتفقس – تفريخا- عن قتلة جدد، لكنهم بعوز اليتم.
وسيتداول الكثير من النادبين،والمنتظرين، الأساطير عن بيضة الديك تاتور!. 
 



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقترح لمتحف جديد
- صورة الدكتاتور في احتفاله الأخير
- آلام المغني
- الإرهاب الحميري!
- حواس مخادعة
- قيامة أيوب
- بلاغة المثقف وبغلته
- العودة الى العراق بعد غياب 4536 يوم
- طوبى لمن يُمسك صغاركِ ويلقي بهم إلى الصخر!
- 11 نوفمبر و 11 سبتمبر !! وأعياد نستها الطفولة
- رسالة إلى بغداد
- لا ينقذ النخاس من نخاس
- جذور العنف..في الحديث عن الشخصية العراقية
- ايها العرب.. -تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم
- رسالة الى الكاتب بسّام درويش
- في ذكرى ميلادي/ النكسة
- 175872 ساعة من العزلة
- محطّ الأماني في معرفة الكبيسي الاول والثاني
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية


المزيد.....




- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعتقل 4 مواطنين و9 إثيوب ...
- اجتياح إسرائيل لرفح قد يكون -خدعة- أو مقدمة لحرب مدمرة
- بسبب استدعاء الشرطة.. مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للت ...
- روسيا تستهدف منشآت للطاقة في أوكرانيا
- الفصائل العراقية تستهدف موقعا في حيفا
- زاخاروفا: تصريحات المندوبة الأمريكية بأن روسيا والصين تعارضا ...
- سوناك: لندن ستواصل دعمها العسكري لكييف حتى عام 2030
- -حزب الله-: مسيّراتنا الانقضاضية تصل إلى -حيث تريد المقاومة- ...
- الخارجية الروسية: موسكو تراقب عن كثب كل مناورات الناتو وتعتب ...
- -مقتل العشرات- .. القسام تنشر فيديو لأسرى إسرائيليين يطالبون ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - بيضة الديك تاتور !