أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شايع - قيامة أيوب














المزيد.....

قيامة أيوب


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 671 - 2003 / 12 / 3 - 05:23
المحور: الادب والفن
    


ولكن أيوب ان صاح صاح..
 السياب
لرب أيوب ارفع يد الشاعر الآن، لرب رجل من ارض عوص، مستقيما كان، وواضحا كالألم،وموجعا حدّ السياب. هذه يده تـُرفع اللحظة، وتـَكتب قبل أربعين ألما، سنويا..عراقي الجهة، و سيابي التكرار، تـَكتب قبل هذه العقود الاربعة - كما الجهات-،تكتب؛ " ان المصيبات بعض الكرم"، تكتب .. ولا يمحو الدعاء،بل ضباب مشابه كان يلف لندن، وسرير مريض بصري،وجيكور بعيدة .. بعيدة والبصرة ابعد.. ابعد.. ابعد..مثلما هي الان عن نفسها، تنآى وينزف أحرفه الدامعات، حتى يولد في مليون أيوب عراقي.
ولدوا لكن السياب بقي وحيدا، وجهه الى بنك البصرة!، وظهره الى البحر. انه وهم الجهات عند من وضعوا في جوارك،نصبا لوزير الحرب، الحرب وهي تخترق جيوبك.. تدخل الى سفر ايوبك الخاسر كل شيء الا ذاته، تدخل فينا ولا تخرج.

                               ولكن أيوب ان صاح صاح
                                         ..........
                               شهور طوال وهذي الجراح
تمزق جنبي مثل المدى
ولا يهدأ الداء عند الصباح
ولا يمسح الليل أوجاعه بالردى

لأيوب آخر قام في بغداد، لقيامته انادي؛ هذا ردائي بوحشة تسرّها أنت وحدك، سأشقه الى أعمق الآه ، وهذا رأسي سأجز شعره حزنا، كصبايا جنوب مستذنب. وللسياب أوقدُ حروف الصوفي، حتى يجد كل كائن أيوبه...السمك في الاهوار، الماء في الجرار، والغروب في الشجر...يصرخ ؛ (لمن تحاور ومن يسمع منك)، لأيوب أنجز طريقه ابكي؛
أشد جراحي وأهتف
بالعائدين:
.....
جميل هو السّهدُ أرعى سماك
بعينيّ حتى تغيب النجوم
ويلمس شبّاك داري سناك.
جميل هو الليل: أصداء بوم
وأبواق سيارة من بعيد
وآهاتُ مرضى، وأم تُعيد
أساطير آبائها للوليد.
لقد عدتُ يا ايوب قبل حزنك،عدتُ،حزنا اليّ،ابصر ما تراكم من نقائض،عدتُ ولم اصرخ اناي في الرؤيا الفريدة، عدتُ الى انتظارك،ولم يكن غير الكلام، وغيري الذي هناك.. متلبسا أناك ،في بغداد كنت وحدي،و كانت الكلمات "وحدي"، وكنت وحدي في الكلام ، ولم آوِ  الى حزب ليعصمني من الدمع، عدت الى  لساني وفيه ندم اعمى، لا يبصر جهة للقول،سوى صورة طفل أعطبه الألم قبل الولادة،احمل عظامه في تقرير طبي واستغاثة اخت لا تعيد اساطير ابائها اليه، ولا مسرات أخ مضى قتيلا الى منفاه.
أيوب يا اقصاي في انتظاره..مفجع ندمك فيّ، ارني احزن إليك الآن.. في فواته،افتح يدك لأعيد إليك ما قلته في سـِفرك ؛
أنا مستذنب فلماذا اتعب عبثا
و لو اغتسلت في الثلج و نظفت يدي بالاشنان
فانك في النقع تغمسني حتى تكرهني ثيابي.
وجدت الكلمات لا تخبر، والبدء لم يكن كلمة،بل نخيل مضمر،يقف كحرف لا يخبر عن فاجع المشهد،فكيف سيخبر عني ،وكابرت.. كابرت مثلما يكابر أب للقتيل... سينهار مع أول صرخة أليفة النبض فيه،لأم أو أخت أو أخ ،ها أنت تشبهه مليا، ها أنا احمله بيدي كنبي ميت،ما أوجعه في أول عيد يلامس الأرض..
هل مات العراق؟
فانك في النقع تغمسني حتى تكرهني ثيابي
ولست أدرك هل تكرهني ثيابي أيها النبي، أم هو حزن المعدان، فقبل ان أبصر حضورك؛
(جانت ثيابي العلّي غربه ومستاحش من عيوني)
هكذا صرخت في بغداد؛
عريانا خرجت منكَ الى غربتي ،وعريانا اعود الى ماضي. الأمل أعطى والرب أخذ... فيا أيها الرب:
أرجع على أيوب ما كانا
جيكور والشمس والأطفال راكضة بين النخيلات
وزوجه تتمري وهي تبتسم
أو ترقب الباب تعدو كلما قرعا
لعله رجعا

هل في لساني ظلم؟،امزق ما لم يقرأ بعد، و أدعيه جزعا لأيوب.
 ايها الرب لم يعد الليث هالك لعدم الفريسة، انه يتناسل في عدمي هناك ،و ندمي اعمى، لا يبصر هنا جهة للقول.

..............................................
 

الكتابة اعلاه تضمّن وتستفيد من سفر ايوب- كتاب العهد القديم-. وسفر ايوب القصيدة التي كتبها السياب في لندن.

 



#علي_شايع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغة المثقف وبغلته
- العودة الى العراق بعد غياب 4536 يوم
- طوبى لمن يُمسك صغاركِ ويلقي بهم إلى الصخر!
- 11 نوفمبر و 11 سبتمبر !! وأعياد نستها الطفولة
- رسالة إلى بغداد
- لا ينقذ النخاس من نخاس
- جذور العنف..في الحديث عن الشخصية العراقية
- ايها العرب.. -تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم
- رسالة الى الكاتب بسّام درويش
- في ذكرى ميلادي/ النكسة
- 175872 ساعة من العزلة
- محطّ الأماني في معرفة الكبيسي الاول والثاني
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- حوارات المنفيين - 11
- متابعات صحفية
- حوارات المنفيين -10
- ليمهلنا الموت
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شايع - قيامة أيوب