أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - حوارات المنفيين - 11















المزيد.....

حوارات المنفيين - 11


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 455 - 2003 / 4 / 14 - 05:44
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


حوارات المنفيين
                               - 11 -   
 
  

 48 ساعة.. هي المدة التي منحها السيد عبد الامير الركابي لإعلان الحرب على امريكا، وهي ذاتها المدة التي منحها جورج بوش لصدام حسين، للخروج من العراق قبل الحرب،الحرب التي اخرجته من السلطة في ثلاثة اسابيع.
 وعند الرقم ثلاثة في الجملة السابقة اتوقف قليلاً ، ومن اجل مسامرة معرفية في ظلّ هذه الفوضى الجأ الى كل الحسابات والرياضيات من اجل التأكد من مسيرة الحياة في رياضيات الاحداث المتلاحقة،ولعلي اجد فيها الاجابة عن سؤال وجه لي  يتعلق بالاستاذ عبد الامير الركابي زعيم ما كان يعرف بالحلّ الثالث *، حلّ الحوار والمشاركة مع النظام ،بعد ان ظهرت تهديدات الحرب التي طرحت حلّين؛ اما التنحي او الحرب.
وبدا هذا الحلّ وقتها غريباً ومنفرداً، لحظة طرح مبادرة الحوار مع نظام اسّس للقطيعة السياسية مع المعارضة بما لا يحصى من النزف،وجاء الحل الثالث حلاً طارئاً، قتل في المهد غريباً ومنفرداً ،و ما دمت بصدد الحديث عن الحل الثالث لا بأس ان اذكر ،ان اليونان اعتبروا العدد ثلاثة في فلسفة الاعداد؛ اول عدد منفرد وغريب،إذ لا يمكن قسمته الى عددين متساويين ، حيث اذا قسمته تحصل على عددين هما واحد واثنان. وهكذا جاء الحل الثالث ايضا، و لم يقبل وقتها قسمة الساحة العراقية واقعاً فعليّ المعارضة لأنه لم ينطلق من هدفها،لا لأن سيناريو فلم رعاة البقر الامريكي ينهي الحلول في حلّين لاثالث لهما ؛اما عدو او صديق،لكن منطق المعارضة العراقية وبالاجماع لا يحتمل مصافحة القاتل ، وهذه الحسنة التي لا يختلف في قرآنها اي معارض منهم.وهنا يبدو للعيان بسهولة جاهزية هذا الحل وطارئيته لإرتجال لحظة خاطفة ،يتم تكثيفها بعناية ومقامرة اللعب على الوتر الحساس(كما يقولون) ،فمجموعة هذا التيار بدت سلمية تحقن دماء الشعب بحلّ ثالث للحوار مع النظام القاتل، وحالما يفشل حلّها هذا تصبح دموية تدفع الشعب الى محرقة الكفاح المسلّح والتصادم مع الامريكان في تناقض عجيب،  ويحاول هذا التيار استثمار درس العنف الامريكي مع صدام والبدء بتقليده ، اولاً؛ من المهلة التي منحت لأمريكا( 48 ساعة)،وثانياً من وهم انهيار امريكا، مثل انهيار صدام الغير متوقع.وفي كلتا الحالتين يساند الفكر الثالث النظام الدكتاتوري ويحاول انقاذ مايمكن انقاذه منه.

يطرح السيد الركابي  فكرة التيئيس إلا بما يجده بديلاً يـُنظـّرله كما لو كان بديله كل شيء، ويثير له من الدعاية ما يوهم الاخر ان وراء هذا الحلّ قاعدة جماعية هائلة، وهذا ما يرجوه وهماً جماعة التيار الثالث،وما لم تحققه انتهازية فرصة المبادرة الاوربية قبل الاحتلال،يوم قفزوا مبشرين بالخلاص ،وتصاعد غموضهم، مقامرين  في لعبة لم يكن صدام حسين يفكر في قبولها ،وكان اللعب ضرباً من الاصطياد في عكر المصادفات التي أردته سريعاً في الثالوثية الاكيدة والمتسارعة؛ الولادة والحياة والموت.
وياله من اسم مخيف التيار الثالث!،وهو يلعب اللعبة الجديدة الان، مستفيداً من غموض الوضع ودمويته، ليطلّ السيد عبد الامير الركابي في قناة الجزيرة ، بعد خبر اغتيال السيد عبد المجيد الخوئي مباشرة ، معلناً حلاً ثالثاً يؤسّس له الكاتب والمفكر الركابي ،لعلـّه يبعث التيار الثالث مسلحاً هذه المرة ،انبعاثة الرايخ الثالث التي فجرها كاتب ومفكر ألماني قومي متعصب يدعى  مولرفان دربروك والذي اصدر كتابه الشهير ((الرايخ الثالث)) بعد سقوط الرايخ الثاني مباشرة في عام1918 وتبناه النازيون سريعاً . كتب هذا الكاتب كتابه مستثمراً السخط الكثير من الشعب الالماني لمرارة وإذلال الهزيمة التي شعر بها، التي تجلت قبيل توقيع وثيقة الاستسلام بدون قيود او شروط يوم جلس جنرالاتهم لساعات طويلة على مقاعد حديدية عارية في عربة قطار الاستسلام(يقابلها مقاعد وثيرة خصصت للحلفاء)،حتى قدوم وفد الحلفاء ونهوض جنرالات المانيا صامتين وجلين لدقائق حتى أمروا بالجلوس.
الآن وقبل ان يجلس جنرلات صدام من وقوفهم، يطلّ علينا تيار ثالث سيتحالف قطعاً مع فلول مجاهدي صدام وبقايا الفاشية العربية ،تحالف المانيا السريع مع النظام الفاشي في إيطاليا.

الان ليس في العراق او في خارجه  من شريف عراقي يقبل الاحتلال او يؤيد الفوضى .وليس في العراق سوى ابو طبر الجديد وجماعته من يفكر في فتنة دموية موجعة تكون حلاّ ثالثاً، بعد ان تبينت بقوة ملامح حلّ اوربي رافض للاحتلال.
لماذا تلقـّف التيار الثالث مبادرة اوربا في طرحها حلّ الحوار بين النظام والمعارضة قبيل احتلال العراق؟. حداً يـُبرّأ التيار فيه النظام المجرم  واعونه من دم يوسف بكل ما اوتي الكلام عن رعب الذئب الامريكي..ولماذا لا يتوجه الان صوب اوربا ويفعـّل من مبادرتها ؟.ربما لأن هذه المبادرة الان تعريه عن غموض الكثرة ، ووهم التحافه بالاعوان الغامضين (دائما) في الداخل ممن يشاركهم الحل،ويا له من ضحك على الذقون ان يكون طرف الحل في الداخل هوالنظام الدكتاتوري في المبادرة السابقة،والثوارالان!.
طرف غامض ومفتوح على الكثرة ،يدفعه السيد الركابي الى عمق المسرح ، ثم يبدأ ومن معه، بالاسطرة لإمكانية وفاعلية قنوات التواصل مع هذا الطرف ،صاحب التغيير الذي هو مصدر القوة دائما(النظام سابقا=الثوار الآن) في الداخل،ويعتبرهم ّ الحلّ الاخير.
 تنظيرات السيد الركابي الاخيرة فيها ركوب هائل لموجة الدم ،ومبادرته خطير جدا ولا تقل خطورة عن تنظيرت الاخ الاكبر مولرفان دربروك . وستكون مفضوحة كسابقتها - مبادرة الحوار مع النظام- مهما حاول السيد الركابي تلطيخها بالدموع الوطنية الثورية .
فلسوف يقرأ دمعها كل من عانى الموت الدكتاتوري من ابناء العراق في قول امرىء القيس:
 وما ذرفت عينـاك إلا لتـقدحي                            بسهميك في أعشار قلـب مقـتّل


 11-4-2003   

* المقال اجابة عن سؤال وجهه الزميل اياد خليفة من جريدة الحدث الاسبوعية  
http://al-hadath.arabia.com/
 السؤال:
اعلن عبدالامير الركابي من باريس اليوم ان الكفاح المسلح سينطلق في غضون 48 ساعة ضد (الاحتلال الاميركي) ما هو تعليقك على الموضوع؟


 



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متابعات صحفية
- حوارات المنفيين -10
- ليمهلنا الموت
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- حل ألكتروني لتجنب الحرب
- حوارات المنفيين
- متابعات صحفية
- حوارات المنفيين - 7
- متابعات صحفية
- متحف للزعيم
- حوارات المنفيين- 6
- حوارات المنفيين - 5
- متابعات صحفية - 47
- حوارات المنفيين
- حوارات المنفيين
- 2003 ايها العام .. الخاص
- حوارات المنفيين
- الحقيقة اعزّ من افلاطون


المزيد.....




- فيصل بن فرحان يعلن اقتراب السعودية وأمريكا من إبرام اتفاق أم ...
- إيرانيون يدعمون مظاهرات الجامعات الأمريكية: لم نتوقع حدوثها. ...
- المساندون لفلسطين في جامعة كولومبيا يدعون الطلاب إلى حماية ا ...
- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- كييف تعلن كشف 450 مجموعة لمساعدة الفارين من الخدمة العسكرية ...
- تغريدة أنور قرقاش عن -رؤية السعودية 2030- تثير تفاعلا كبيرا ...
- الحوثيون يوسعون دائرة هجماتهم ويستهدفون بالصواريخ سفينة شحن ...
- ستولتنبرغ: -الناتو لم يف بوعوده لأوكرانيا في الوقت المناسب.. ...
- مصر.. مقطع فيديو يوثق لحظة ضبط شاب لاتهامه بانتحال صفة طبيب ...
- استهداف سفينة قرب المخا والجيش الأميركي يشتبك مع 5 مسيرات فو ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - حوارات المنفيين - 11