أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شايع - حوارات المنفيين















المزيد.....

حوارات المنفيين


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 427 - 2003 / 3 / 17 - 02:14
المحور: الادب والفن
    



                                             
                                                                       -8-                       
  
                                  هل يأتي الشاعر بالخلاص، ام  انها ثرثرة شعراء؟
      

إن تكُن كلماتُ الحسينْ..
وسُيوفُ الحُسينْ..
وجَلالُ الحُسينْ..
سَقَطَتْ دون أن تُنقذ الحقَّ من ذهبِ
الأمراءْ?
أفتقدرُ أن تنقذ الحقَّ ثرثرةُ الشُّعراء?
والفراتُ...
 لسانٌ من الدمِ لا يجدُ الشَّفتينْ?!
  

 ليتك، ليتني الان اجد مثل ما قاله  الشاعر أمل دنقل  في الورقة السابعة من  أوراق ابي نؤاس ،وهو ينادم ثرثرة الشعراء عن الحق، وعن فراتٍ وحسينٍ . وربتما عن بغداد وكربلاء، تتجدد دماً وعطشاً، هي الآن قاب مرميين للحرب ، مرمى القادم من وراء البحار ومرمى يزيد آخر، يتمناه الشعراء؛ اخير.
 أصغى أمل دنقل لحديث الشيخ ، أصغى لأبي نؤاس شيخ المطرودين من مجد الغنيمة ، نديم أمله وألمه السماوي : 
كنتُ في كربلاء
قال لي الشيخُ إنّ الحسين
مات من أجل جرعة ماء
وتساءلت: كيف السيوف استباحت بني الاكرمين
فأجاب الذي بصّرته السماء
إنه الذهب المتلألئ في كل عين.

   ذهب لامع لا يقرَبه الشعراء ، كما لو نبوءة تكشف المعدن قبيل التماع سرابه  في افق القرية الظالم اهلها، كما لو ان الشاعر يستنطق مثيله يقيناً لايتخذه إلا الشعر، يقيناً ينتصر فيه الشعر الخالص لوجه الأمنية، أنتصار الدم على السيف، يقيناً يريهم آياته، مغيباً عميقاً للشاعر، في ذاته، تقطّّعها المؤتمرات أرباً أربا،ً وتقصيها التحالفات الكوفية. أف لهم ما اشبههم، وطوبى لأبي نؤاس، للشيخ يوحي في مساء مدامعه، يوحي ان:  

... مات من أجل جرعة ماء
فاسقني يا غلام صباح مساء
اسقني يا غلام
علّني بالمدام
أتناسى الدماء.

وليس لك ايها الشاعر في ما تشتهي نفسك نسياناً للفزع الأكبر، فزع البارجات وحاملات الحروب ، فزع بلاغات الكتبة .
 لك بكاء الشعراء في كلّ آن،هؤلاء صحبك ،رغم ان لا أوان لهم، بعد ان انكَروا،فأنكرَتهم كلّ قبيلة، ولم تخلع عليهم مؤتمرات  الضباب اللندنية من سرابها الأحمر ؛ مُلك الري.
لك وللخارجين على عرف القطيع ،لأبي نؤاس، وللحسين.......لك الصمت وهو يدمع، ولك( الدمعة الخرساء) ، يَهزم بها بدر شاكر السياب؛يزيدهم،الذي لم يزدهم إلا هواناً:

                                                 ارم السماء بنظرة استهزاء                        واجعل شرابك من دم الأشلاء
                                                  واسحق بظلك كل عرض ناصع                     وأبح لنعلك أعظم الضعفاء
                                                 واملأ سراجك إن تقضى زيته                            مما تدرّ نواضب الأثداء
                                                 واخلع عليه كما تشاء ذبالة                        هُدب الرضيع وحلمة العذراء
                                                واسدد بغيّك يا يزيد فقد ثوى                     عنك (الحسين) ممزق الأحشاء
                                               والليل أظلم، والقطيع كما ترى                             يرنو إليك بأعين بلهاء
                                                أحنى لسوطك شاحبات ظهوره                ـ شأن الذليل ـ ودبّ في إسترخاء
                                                مثّلت غدرك.. فأقشعر لهوله                       قلبي وثار، وزلزلت أعضائي
                                               بأبي عطاشى لاغبين، ورُضّعاً                     صُفر الشفاه خمائص الأحشاء
                                                أيد تمد إلى السماء، وأعين                       ترنو إلى الماء القريب النائي
                                                 يطفو ويرسب في خيالي دونها                     ظل أدق من الجناح النائي
                                               واستقطرت عيني الدموع ودنقت                        فيها بقايا دمعة خرساء

وأن لم تكتف مايعكس واقعاً بالصمت ، فَلَكَ من البوح ما تقوله المرايا في قصائد ادونيس (مرايا وأحلام حول الزمن المكسور). خذ منها (ثلاثة مرايا للحسين) وألمح في انكسارك زمنها،كي تكون شاهداً وشهيداً، فلربما سترى الفرات ذات يوم ولا يدعوك تصل ،انها كربلائك تتكرّر، هذا عاشر الحزن، وأولك الفجيع، فزم من الوجد بهاء الشهيد كلّه، زم وصاياك عطشاً، وخوفاً على من سيمسك بندقية الصيد ليتذكر خليل حاوي، وقدم لحياتك ما يجعلك تحلم بالارتواء، لك ان تستعين بأوراق الآخر دليلاً الى نبضك ، استعانة أمل الشاعر بنؤاسية النسيان، وتذكر قول حسب الشيخ جعفر لأحد الندامى : ( انت سكران وانا مجنون فمن يدلنا على الطريق ) ، وتذكّر ( نخلة الله) في جنوب حزنك، وقبل ان تفكر في ارتفاعها، تذكّر ارتفاع الرمح بموازتها في قصيدة الشاعر عن الحسين:
أيتها الشمس
طاف على الرمح، وها عاد إلى منبته الرأس
حياً، مكرّاً، بيرقاً مغير.


ولسوف تعود ، فقل ما تفعل كما لو انك الشاعر وقد جاء بالخلاص، واترك كل وادٍ لهيام غيرك ،وان سرتَ، فبالذي سار اليه النهر في جنازة الحسين، وتيقّن ان كلّ سرابهم  مرايا،اكسرها، و ردّدها مع ادونيس في :
 

                                                                                مرآة الشاهد

وحينما استقرت الرماح في حشاشة الحسين
وإزّيّنت بجسد الحسين
وداست الخيول كل نقطة
في جسد الحسين
وأُستلبت وقسمت ملابس الحسين
رأيت كل زهرة تنام عند كتف الحسين
رأيت كل نهر
يسير في جنازة الحسين...


  مرآة لمسجد الحسين

ألا ترى الأشجار وهي تمشي حدباء
في سكر وفي أناة
كي تشهد الصلاة؟
ألا ترى سيفاً بغير غمد يبكي
وسيّافاً بلا يدين
يطوف حول مسجد الحسين؟


  مرآة الرأس.

سايرتُه.. رصدته
غلغلتُ في جنوني
أيقظت كل شهوتي.. هجمت
واحتززته
وجئتُ..
وكانت زوجتي نوّار
تفتح باب الدار
اوحشتني.. أطلت. كيف؟
أبشري..
جئتك بالدهر.. بمال الدهر
من أين.. كيف.. أين؟..
- برأسه..
- الحسين؟..
ويلك يوم الحشر
ويلك لن يجمعني طريق
أو حلم أو نوم
إليك بعد اليوم..
وهاجرت نوّار..


 



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متابعات صحفية
- حوارات المنفيين - 7
- متابعات صحفية
- متحف للزعيم
- حوارات المنفيين- 6
- حوارات المنفيين - 5
- متابعات صحفية - 47
- حوارات المنفيين
- حوارات المنفيين
- 2003 ايها العام .. الخاص
- حوارات المنفيين
- الحقيقة اعزّ من افلاطون
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- الاجيال الشعرية تحتفي ب كمال سبتي في مدينة لاهاي
- متابعات صحفية -37
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شايع - حوارات المنفيين