أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - متابعات صحفية - 47















المزيد.....

متابعات صحفية - 47


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 379 - 2003 / 1 / 27 - 04:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


  


الخبر:
 الشاعر سامي مهدي يمجد ام المعارك في ذكراها، ويبارك قطعان الدروع "البشرية"

جريدة الثورة العراقية؛ الافتتاحية .. العدوان أمس واليوم
     
المبتدأ:

الهزيمة حين يكتبها الشاعر؛((في ساعة مبكرة من صباح السابع عشر من كانون الثاني 1991 بدأ العدوان الاميركي ـ الصهيوني على العراق، وراحت طائرات المعتدين وصواريخهم البعيدة المدى تقصف مدنه ومواقعه ومنشآته......... وكأن العدوان لن يقع ابدا. وهكذا صار عراقهم ورشة عمل نشيطة في جانب منه، وساحة تدريب كثيف في الجانب الآخر، فايمانهم بالنصر ليس ايمانا مجردا، او اتكاليا، بل هو ايمان المؤمن الذي حسب لكل احتمال حسابه وأعد له عدته. وهو ايمان جيش باسل عظيم مجرب ذي خبرة قتالية طويلة في كل البيئات وكل الظروف، وشعب واع ومنظم ومدرب ومسلح ومفعم بطاقة روحية جبارة يستمدها من ايمانه بالله ومن تاريخه العريق.)) مع هذه الاسطر الاولى لمقالة الشاعر سامي مهدي الافتتاحية لجريدة الثورة في ذكرى ام المعارك، تذكرت بعمق الشاعرالراحل خليل حاوي ،شاعر لبنان الذي احتج بإطلاقة واحدة على دخول جيش اسرائيل الى مدينته،اطلاقة من بندقية صيد انهت حياته،وهزت ضمير الثقافة العربية بعمق،يوم كان احتجاجاً ثقافياً وابداعياً واعياً، قال بعمق عن فداحة  احساسه الوطني بالمهانة امام العدو،واستحق ان يكون شهيداً كبيراً من شهداء الشعر العربي، شهيد بيروت وشاهدها.
 تذكرت بغداد وانا ارى صلف سامي مهدي وبؤس افتتاحياته، التي تنتظرها المدينة كل يوم. تذكرت المدينة( بغداد) التي رأيتها قبل ايام وتصفحت شوارعها في كتابة رائعة للناقد ياسين النصير ((ساحة التحرير بغداد الجديدة)) "الساحة التي توحي لمشاهدها بصورة مصغرة عن بغداد كلها" تذكرت بغداد في حديث الناقد النصيرعن قصيدة "سعادة عوليس" للشاعر سامي مهدي وهو يستحضر في اجوائها ساحة التحرير وبغداد، وتذكرت عوليس يخون مدينته في مبنى الجريدة وسجنها،كل صباح،يخونها من المفتتح والى اخر الألم.يخونها حين يجمل الهزيمة نصراً زائفاً، وتسائلت بفجيعة المنتمي: هل هو الشاعر حقاً؟، وكأن الشاعر الجميل محمد مظلوم ،يجيبني:
ولا تصدق،
الإنسان ليس هو ،
لكنُه…
بائع الساعات في القرية يخدعني.


ويالها من خديعة،الانسان،الشاعرالذي نظّر للشعر وأرّخ له في اصداره (الموجة الصاخبة ) يكتب بإنشاء حربي منتفخ بالتعبويات، يكتبها وينشرها في الصحف العراقية وبعض الصحف العربية. يكتب سامي مهدي عن ذكرى ام المعارك ، بالروح المتوثبة الى تخليق مجد« الاشاوس» و«القائد الضرورة» والانتصار المجيد، يكتب مستخفاً بعقل من يقرأ له.ولا حضور للهزيمة في كل ما يكتب. و في كل مرة احاول استقراء القليل من الهزيمة فيما يسطّره من نثر،وفيما ننتظره منه، شاعراً في مواجهة الهزيمة، واحاول مقارنته بموفور الامثلة، فلا اجده.
وقرأت مؤخراً ما نشره موقع اسلام اون لاين محتفياً بالشاعر حميد سعيد رئيس تحرير جريدة الجمهورية العرقية، وفي عدّ لمؤلفات الشاعر ، وجدت ان لديه كتاب مراسلات مع سامي مهدي نشر مؤخراً، وتسائلت في نفسي؛ ترى ماذا تكاتب سامي مهدي مع صديقه الشاعرحميد سعيد في مراسلاتهم التي نشرها الاخير في كتاب ((20 رسالة  ورسالة ))؟، واية مكاشفات، واية تجربة يمكن ان نستكشفها في مراسلات اركان ثقافة النظام؟، وتذكرت مراسلات سميح القاسم ومحمود درويش. وتسائلت عن الشكل الاخر للهزيمة التي يمكن ان يكتب عنها شاعر، بعد مرور اكثر من عقد من السنوات؛الهزيمة لتي قرأت جمرها في مراسلات الألماني غونتر غراس(نوبل للآداب سنة 1999) والياباني كينزابرو أوي (نوبل للآداب سنة 1994)، المرسلات التي كانت في ذكرى نصف قرن على هزيمة اليابان والمانيا،وكانت بصيغة شهادة ومساءلة تاريخية لكاتبين مهمين من بلدين عاشت الهزيمة فيهما طويلاً،وكانت مراسلاتهم من الاهمية والحضور حد الاحتفاء عالمياً بهذه التجربة، فالثقافة الالمانية بقيت تعاني من عقدة الحرب والهزيمة حد هذه اللحظة،وربما تكون امثلة الثقافة اليابانية واضحة الالم والملامح ، ليس في المنجز حسب بل في حياة الكتّاب والشعراء، فبعد حصوله على نوبل بأربعة اعوام انتحر ياسونري عام 1972احتجاجاً متأخرا على الحرب والهزيمة، والامثلة كثيرة. قلت مع نفسي ربما بعد زوال صدام سيتعاظم في نفس الشاعرسامي مهدي الاحساس بالمرارة ، مثل ما عاناه يوكو مشيما لاعادة مكانة امبراطور اليابان و رفضه محاولات الاستسلام للغرب وتحطيم مقومات الروح التقليدية اليابانية لصالح طريقة الحياة الغربية، الامر الذي قاده الى الانتحار. لكنه الان وفي حضور الهدم الهائل تطنب خيالاته بعيداً فيكتب: «شعار الجميع الان «نبني ونبني ونبني» ،وهنا اتذكّر ايضاً  شعار «اليابان التي تتقدم» الذي رفعوه طيلة الحرب.ويكتب سامي مهدي عن قائده وفضيلته الفطرية صدام حسين ،في انتصاراته ومجد عراقه الشخصي«تاريخه العريق وتراثه النضالي من توحد قيادته به وتوحده بقيادته»، فأبصر تلويحة هتلر وكلماته التي صارت واجباً بيتياً وتحية يقولها الزوج لزوجته كل صباح،واتذكّر ايضاً شعار اليابان «بلد الشمس المشرقة والثقافة الاعلى»، اتذكّر اله الشمس الإمبراطورالياباني هيراهيتو مضرجاً بالهزيمة وبدموع ضحاياه. قلت ؛سوف نقرأ مراسلاتهم لاحقاً، مثلما قرأنا ورأينا زوالهم في نبوءة سامي مهدي في مجموعته الخامسة (قصائد الزوال):
لأمر ما نكصنا
واعتللنا، حين عوتبنا، بأنا لم نكن في الدار
وعوقبنا
ولم نجزع اذ اشتد العقاب بنا،
ولم نتخل عن سر من الأسر ار
فقد كنا أبر بهم
وكنا حين نخرج نكتفي بالصمت.
لا ننفى
ولا نتبين الاخبار
ونبقى صامتين.

اما نحن فلسوف ندرك ان هذا التداعي اللغوي للافعال الماضية ليس تدعيا بعيدا عن مضارع الواقع والقادم،انه الزول الاخير والنكوص المؤبد،نعم ايها الشاعر، وما كنتم في الدار لإنكم خنتموها بإتخاذكم الهدم ،انه الزوال ،جزعكم ، واسراركم الدموية سيعلنها الضحايا للبوح،انه الزوال وهزيمة الهوان والصمت،وسنمسح دمعة السياب، دمعة الرحيل الليلي التي رأها الشاعر زاهر الجيزاني في المقطع الاول من نصك اعلاه يا سامي مهدي: 
مطر
مطر
مطر
وكم ذرفنا ليلة الرحيل من دموع
ثم اعتللنا - خوف أن نلام – بالمطر

سننتظر ان تعود الدموع الى براءة المطر، يعود العراق الى العراق ،والمطر السيابي الى سمائنا،وقصائدنا، وبدل من ان ترعب السماء شاعراً مثل سليمان جوني ليصرخ في انشودته:
 
مطر
مطر
مطر
وفي اغلب الاحيان قذائف
بل ربما في كل الاحيان

وسيحين حينكم، ليكون آخر الاحيان لانه الزوال ياسامي مهدي ، زوالكم بالعار الذي صافحتموه طويلاً،وستعود الاعين الجميلة الى غابة نخيل السحر السيابي، سيعود القمر الى شرفات عاشقيه،وسينبض في النهر، القمر ،بريقاً جديداً  تورق له الكروم من جنبات التلال، من الفصاحة في حمرة الدم وانين السبايا،وستنثر وهناً عطرها الازهار دون لعنة الكيمياء, ستعود الى السوق بريئة رائحة التفاح،التي جندتموها لكيمياء موحشة ،وسيهطل المطر،المطر الجديد ، و ليس ككل عام - حين يعشب الثرى- نجوع ، ويمر عام والعراق ليس فيه جوع.
انه زوالكم ،وهذا عالم الغد الفتي ، واهب الحياة.
انه الغد
 غداً
و غداً
كل شيء،مثلما يتمنى شكسبير،وهذا ما ننتظره من الغد، اما انتظارنا لشعراء المسدس فلن يكون بالمثال الياباني ، ولكن بالمثل الياباني: «انتظر جثة عدوك علي ضفة النهر».  

 



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارات المنفيين
- حوارات المنفيين
- 2003 ايها العام .. الخاص
- حوارات المنفيين
- الحقيقة اعزّ من افلاطون
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- الاجيال الشعرية تحتفي ب كمال سبتي في مدينة لاهاي
- متابعات صحفية -37
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- ليس كل ناج ٍ حكيماً
- القلعة الحصينة.... صداميينغراد
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية


المزيد.....




- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم
- نتنياهو يعيد نشر كلمة له ردا على بايدن (فيديو)
- ترامب: انحياز بايدن إلى حماس يقود العالم مباشرة إلى حرب عالم ...
- إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت ...
- المبادرة المصرية تدين الحكم بحبس المحامي محمد أبو الديار مدي ...
- مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النف ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف آثار تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إ ...
- -حماس- تعلن مغادرة وفدها القاهرة إلى الدوحة
- الملوثات الكيميائية.. القاتل الصامت في سوريا والعراق


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - متابعات صحفية - 47