أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - ليس كل ناج ٍ حكيماً















المزيد.....

ليس كل ناج ٍ حكيماً


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 279 - 2002 / 10 / 17 - 04:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                     

 رئيسان سابقان يدليان بصوتيهما في الأنتخابات الرئاسية في العراق... هكذا قالتها مذيعة قناة الجزيرة بغنج يليق بالمناسبة، لحظتها احسست بفيض من حلم يراود ني منذ ايام..حلم في الديموقراطية والتغيير المرتقب في العراق،روساء سابقين  احياء  ياالله.... وتحسست جسدي بلمسة من يريد التأكد من صحوته ، نعم كنت صاحياً وكانت الساعة تعلن السادسة مساء يوم الإستفتاء الرئاسي العراقي ولكن... من هما ؟؟... رئيسان سابقان في العراق؟؟ هل بُعث أهل القبور؟.... هل المقصود فعلاً رؤساء جمهورية ؟... أم رؤساء عرفاء من اًصحاب أنقلاب الدبابة الواحده؟.
وسرعان ماخاب ظنّي الذي ذهب بعيداً وتصورت على الأقل حضور المواطن عبد الرحمن عارف الانتخابات... خاب ظني بعد انتظاري  دوران عقارب الساعة حتى نشرة الأخبار التالية  لأرى احمد بن بيلا رئيس الجزائري المخلوع  ورئيس افريقي آخر مخلوع هو ايضاً يدليان ضمن من يدلون بأصواتهم تأيداً وانتخابا ًلصدام حسين... بن بيلا وبلغة التحرّر التي يؤلف فيها المجلدات.. وباليد التي ارضحت فرنسا .. بهذه اليد وهذه اللغة يوقع امام شاشات التلفزة العالمية لصدام ....(( نعم  نعم  ل صدام )) ...و بلغة العولمة التي يحاضر عنها وينتقدها في محاضراته في القاهرة، يضع صوته في صندوق الأنتخابات في صف الرئيس الذي تعلم منه دروس الغدر والخيانة بالرفاق، بن بيللا.. الذي سقط من قمة الرمز في ثورة المليون شهيد وأخذته السلطة في سلسلة من خيانة الماضي والرفاق؛ ففي حزيران 1963 خان  بن بيلا رفيقه "بوضياف" واعتقله ثم ابعده، وفي حزيران 1965 يجيء دور بن بيلا ليخونه رفيقه بومدين فينقلب عليه ويعتقله.... وبالأمس هبط في بغداد وأخذه صدام في الأحضان مستذكراً وأياه  دروس الغدر السياسي ، بن بيلا الذي ظهر اكثر من مرة في السنة الأخيرة على شاشة  فضائية  النظام يكيل لصدام المديح...يبدو انه ارسل أخيراً بوساطات عربية لإقناع صدام بالتخلي عن منصبه والإلتحاق بالمنفى الذي طاب ل بن بيلا بعد ان أمضى نصف قرن في السجن ، بن بيلا الذي تابع كل العرب أخباره يوم 22 أكتوبرمن عام 1956يوم أختطفت فرنسا طائرة مغربية كان على متنها القادة الخمسة لجبهة التحرير الجزائرية ، ومنهم الرئيس بن بيللا ... الأسرى في باريس. بن بيللا البطل... وقف ذليلاً أمام صلف صدام الذي يصدم كل من يقابلوه، بن بيللا... الذي حشد الشعب الجزائري يوم حصل مؤيدو الاستقلال على الأغلبية الساحقة في استفتاء تقرير المصير ليعلن رسمياً استقلال الجزائر... أينه الآن من ذلك الإستفتاء.. وأينه من حرية الشعوب في تقرير مصيرها ... يقف بين يدي صدام .... اين «مزيان مسعود» ذلك الاسم الذي شغل قلوب كل من ينشدون التحرر ذلك الشاب الذي وقف جمال عبد الناصر بإستقباله في أعظم استقبال شعبي ينظم على شرف رئيس دولة لم يتكرر حتى اليوم...يوم خرجت مصر كلها لرؤية «مزيان مسعود» بإسمه الحركي او بن خيدا الذي عرف فيما بعد ببن بيلا... يوم جلس جمال عبد الناصر الى جانب أحمد بن بيلا لتحية الجماهير الغفيرة... بن بيللا الذي ثارت لأجله الثورات الكلامية يوم كتب عنه محمد قطب من القاهرة بعد سنوات واصفاً اياه بعدو الإسلام؛ (( ان التجارب التالية علمتنا أن هذا المنطق الذي لا منطق. فيه، هو الطريقة المثلى لمحاربة الإسلام... إن الذي يقوم بعمل من أعمال التخريب والتحطيم ضد الإسلام ينبغي أن يكون (بطلا) لتتدارى في ظل  (البطولة) أعمال التخريب والتحطيم!...كمال أتاتورك.. جمال عبد الناصر.. أحمد بن بيللا.. وعشرات غيرهم من (الأبطال)الذين حاربوا الإسلام بوسيلة من الوسائل.. كلهم ينبغي أن يكونوا (أبطالا) وقت قيامهم بمحاربة الإسلام، وإلا انكشفت اللعبة من ورائهم، وانكشفت عمالتهم لأعداء الإسلام من الصليبيين واليهود))... اين قطب ليرى بن بيللا يحاضر عن الإسلام ويؤلف الكتب... حيث ألّف اخيراً كتابه الشهير( الإسلام دعوة للتحرر ).
أنه الافلاس السياسي.. أو بداية النهاية الحقيقية.. او ربما هي الشماتات المبطّنة التي يدركها صدام اكثر من غيره... فلربما اقترح بن بيلا على صدام بالأمس حين استقبله في القصر الجمهوري.. اقترح عليه التنحي واللجوء الى بلد عربي ليضمن سلامته... لكن صدام دفع به من الصباح الى صندوق الاقتراع ليدلي بصوته... دفع به مثلما دفع بكل الكرامة العربية ورموزها الى مزبلة الوهم ... بن بيللا الذي ظنّ ان ثمة خطوط عودة في مخيلة صدام وظنّ انه سينضمّ الى قافلة من تـنحوا عن مناصبهم او رضوا بالهزيمة بروح رياضية ولم يستمروا بحمامات الدم... رضوا بهذالأجل التاريخ... وممن قابلهم في مصر وشاركهم النفي في القاهرة مثل " النميري "و" بورقيبة " و  " السنوسي " و " الملك سعود " و " القوتلي " و "شاه إيران رضا بهلوي "....بن بيللا ظنّ ان صدام حسين ينتمي ولو بالقليل الى سلسلة الدكتاتوريات هذه ليختار نهاية جميلة وإنسانية ... أيعقل ان يكون بن بيللا هو الآخر مرّت عليه حكاية صدام بسهولة..؟
أم هو زمن الهرم السياسي العربي والفكري ... اقول هذا بألم بعد ان قرأت من أيام ان الممثل نوري شريف ينشغل هذه الأيام ببطولة فلم بعنوان(( ذاكرة الجسد)) للمخرج خالد يوسف المأخوذ عن رواية الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي حيث  سيجسد نور الشريف  دور أحمد بن بيللا في الفيلم.
مثل هذه الأخبار لم تعد تسرّ العراقيين ممن ذاقوا ويلات الثورات وصار مجرد قراءة شيء عنها يثير رعب اربعة عقود دموية... رعب ثورة أعطى فيها الشعب العراقي شبابه وبراعمه.. الشعب العراقي الذي سيصرخ بوجه العرب فلتسقط كل رموزكم ... ولتحيا الحرية.. الشعب الذي سيصرخ بوجه بن بيللا بعيداً بعيداً... اتركوا لنا خيارنا بالقصاص... بعيداً بعيداً بن بيللا بفطنة القومية وافكارك المتنوّره وحكمك الخالده .. بعيداً بعيداً  بن بيللا .. اترك لنا خيار القصاص .. بعيداً  بعيداً... ان كنت انت نجوت من القصاص  فليس كل ناجٍ حكيماً.


* (( ليس كل ناج حكيماً ))   من كلام للشيخ النفّري- ت 345هـ -



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القلعة الحصينة.... صداميينغراد
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحافية


المزيد.....




- -لاس فيغاس آسيا-..كيف يبدو العيش في ماكاو؟
- شاهد ضباط شرطة لوس أنجلوس يزيلون مخيمًا مؤيدًا للفلسطينيين ف ...
- -خطوة مركزية في بناء دولة الاتحاد وتحصينها-.. أنور قرقاش يشي ...
- قيادي في -حماس-: سنُهدي -النصر المبي-ن للسيسي وكل الزعماء ال ...
- ثاني توهج قوي يحدث على الشمس في يوم واحد!
- الخارجية الروسية: الغرب نسي دروس الماضي ويمضي نحو سباق التسل ...
- بوتين يوجه ببدء الاستعدادات لإجراء تدريبات على استخدام الأسل ...
- سياسي بريطاني يحذر من تصريحات كاميرون -غير المنتخب- عن حق أو ...
- هل فقدت فرنسا صوابها؟
- أردوغان يلعب ورقةَ مناهضةِ إسرائيل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - ليس كل ناج ٍ حكيماً