أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شايع - مقترح لمتحف جديد














المزيد.....

مقترح لمتحف جديد


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 694 - 2003 / 12 / 26 - 05:56
المحور: الادب والفن
    


 امام رقم هائل من السنوات، يمتد الى أكثر من خمسة آلاف سنة ، تبدو أربعة عقود من الزمن لا تساوي الشيء الكثير في العدّ، غير انها في حالة الألم العراقي شكّلت منعطفا هائلا في حسابات الهدم يكاد بسلبيته الثقيلة يواجه تعداد عمر الحضارة العراقية، فنظام البعث وما تخلله من حكم صدام حسين عرّض التاريخ الحضاري لخسائر تفوق ما تعرضت له بلاد مابين النهرين عبر كل الغزوات والحروب التي مرّ بها تاريخها.

حرص صدام حسين ،إعلاميا،و كعادته،في الدعاية والتسويق لنفسه، على الظهور بمظهر المنتمي الى هذا التاريخ،واتخذ من رموزه أغراضا طارئة لطغيانه وصلفه ،وحاول تسجيل اسمه في مهرجانات وأماكن أثرية مهمة،وحفره في أحجار بعض الآثار. غير ان تقارير وإحصاءات المنظمات المعنية بالشأن الأثري العراقي سجلت خروقات وتجاوزات كفيلة بأن توجه لصدام حسين ونظامه  تهما  بالتدمير والإساءة للحضارة العراقية،والإنسانية جمعاء. فما تثبته الأدلة ايضا يجرّم النظام السابق وأقطابه في تهريب الآثار العراقية وعدم توفير ما يكفي من الحماية لها، الأمر الذي سبب تلف الكثير منها، او عبوره الحدود، مهربا، تحت أشراف السلطة السابقة.

تحرص دول المدنية الحديثة على ان تعتني بالآثار التاريخية،كأثر إنساني ووطني،إضافة الى كونها ثروة محلية وأداة جذب سياحي، في زمن صارت السياحة فيه من أهم مصادر الدخل الوطني لكثير من البلدان،ولكن ما جدوى الانفتاح السياحي في دولة بوليسية مغلقة، تعامل النظام السابق فيها بروح الطارئ السياسي،حيث الشعور بالنقص التاريخي ونقص المنجز أمام شموخ حضارة عريقة.
ولطالما حاول صدام حسين إقامة بعض المتاحف لتوثق بزيف كبير لتاريخه الشخصي،وكان من بين هذه المتاحف وأهمها، متحف قائد النصر!!.أسفل ساعة بغداد الشهيرة، التي رأيت نثار أشلائها(عندما كنت في بغداد) تلوح في الأفق المحتل،وما بقي من عقاربها يشير الى زمن متوقف في سماء العاصمة.
أسفل هذه الساعة، وضع الدكتاتور الكثير من زائف التاريخ،ومرتجله،وهو يوثق لمسيرة نضاله، السلبي!، الذي بقي سلبيا و(تسليبيا) طيلة أيام تسلطه على مصير العراق.
في متحف انتصاره المفترض،وضع عدّة الحلاقة التي استعملها في سجنه يوم 10تشرين الأول 1963،الى جانب عود الفنان عباس جميل!. في فنطازيات الزيف والخديعة،ووهم حيازة البطولة والوعي.

ذات صباح في بغداد ما بعد الدكتاتور،منعت على مسافة بعيدة من الدخول الى منطقة متحف قائد النصر!،لكني فكرت كثيرا بكل ما انتصر بجمعه القائد! في هذا المكان،وما طلاه بالذهب العراقي الخالص،ليصبح لاحقا من سقط متاع سوق (سقف السيل) و(المدرج الروماني) في عمان.ينادي عليه الباعة سرا وكأنهم ينادون على ما جاءت به الريح لتأخذه ريح أخرى،تنهدت في ليل عمان قرب شكوى صديق، قلت؛ إذن ذهبت مع الريح ثروات تاريخية هرّبت، وكنوز اشترى بأثمانها صدام وأتباعه غلاين الذهب وبنادقه،و خواتم ألماس كان عدي يطعمها لجواريه.
من سيجمع كلّ هذا؟.وكيف سيعوّض؟، قال الصديق،ولم أجد جوابا وقتها، وها انا أقول الآن:
ربما،بعد سنوات سيصبح العراق محطة سياحية آمنة لوفود السياح، ممن انتظروا لسنوات طويلة ملامسة المجد التاريخي العراقي،وسوف تكون أور كعبة للحجيج المتعطش الى مدينة إبراهيم،ولسوف تستعيد بابل زهوها بعد ان تنفض عن جنباتها ما أهاله صدام حسن من كتل ترابية لبناء الجبال لمجده الزائف.وتسترد المتاحف العراقية ما تعاهدت عليه الدول مع اليونيسكو؛ بتسليم العراق كل ما لديها من مسروقات وصلتها تهريبا.
ربما، سيشيد أيضا متحف آخر ليكون من أماكن الجذب السياحي المهمة، متحف سيكون ريعه لتعويض خسارة متاحف العراق، او لسجناء لاقوا ويلات النظام وعذاب سراديبه الموحشة. انه متحف الحفرة،هناك سيكون للمكان ثقل تاريخ اسود انتهى على شفى تلك الحفرة،وأسس لفجر عراقي جديد.
فكم من متلهف لرؤية مأوى الوحش الأخير،مكان توقف زمنه الى الأبد في بضعة أقدام تحت الأرض، لتلتحق ساعة بغداد بزمنها المشرق.
انها مناشدة لمجلس الحكم العراقي لاتخاذ الحماية لأثر جديد،سيقرر مصيره أبناء العراق لاحقا.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة الدكتاتور في احتفاله الأخير
- آلام المغني
- الإرهاب الحميري!
- حواس مخادعة
- قيامة أيوب
- بلاغة المثقف وبغلته
- العودة الى العراق بعد غياب 4536 يوم
- طوبى لمن يُمسك صغاركِ ويلقي بهم إلى الصخر!
- 11 نوفمبر و 11 سبتمبر !! وأعياد نستها الطفولة
- رسالة إلى بغداد
- لا ينقذ النخاس من نخاس
- جذور العنف..في الحديث عن الشخصية العراقية
- ايها العرب.. -تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم
- رسالة الى الكاتب بسّام درويش
- في ذكرى ميلادي/ النكسة
- 175872 ساعة من العزلة
- محطّ الأماني في معرفة الكبيسي الاول والثاني
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- حوارات المنفيين - 11


المزيد.....




- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شايع - مقترح لمتحف جديد