أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - صورة الدكتاتور في احتفاله الأخير














المزيد.....

صورة الدكتاتور في احتفاله الأخير


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 684 - 2003 / 12 / 16 - 07:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كان خرفا، ومتعبا. على فراش موته، سمع دكتاتور أسبانيا  صخبا وضجة شديدة خارج القصر، فسأل زوجته على الفور وهو خائر القوى؛ ما الذي يحدث في الخارج؟!. قالت له؛ ياعزيزي خرجت أسبانيا كلها لوداعك.
فرد باستغراب ؛ ولكن الى أين سيسافر الشعب الأسباني؟!!.
مؤرخ أسباني يتوقف كثيرا عند  كلمات الدكتاتور الأخيرة  معبرا عن ثقة فرانكو بأفكاره وقناعاته بنفسه حتى النهاية.
مثلها ثقة دكتاتور آخر ابرق أليه فرانكو في لحظاته الأخيرة طالبا منه القدوم الى أسبانيا، لكنه رفض. رفض موسوليني وهو يقول للدكتاتور الأسباني انا اخجل من بعض أتباعي وممن هم حولي، ولكني سأحاول إقناعهم بالفرار وعليك أن تؤمن طريقا لما لا يقل عن ألفي شخص.
ربما لم يوفق موسوليني بإقناع احدهم، وظل يقاتل الى جواره حتى الرمق الأخير.
أما هتلر فجعل نهايته طقسا يتحدث عنه بعضهم بفخر،وطالما تكلم عنه مساعده جونشه(مات قبل شهرين) الذي احرق جثة هتلر وحبيبته بعد انتحارهما.كان طقسا تزينت فيه ايفا براون لهتلر وهو يعلنها زوجة له، قبل ان يدفع إليها  بكبسولة السم، وبعد أن أوصى مساعده بإحراق جثتيهما. فسكب جونشة مئات اللترات من الوقود عليهما، ليختفي هتلر الى الأبد.

ويروي الزعيم السوفيتي الضاحك خروشوف في وصف لليلة حمراء ودعهم بعدها ستالين الى باب منزله منتشيا،غير انه تلقى خبرا عن تدهور حالة ستالين، فوصل ليجده ممدا وعليه مظاهر الموت. كان معه "باريا" رئيس أستخباراته والأمن الداخلي، أشار ستالين المتهالك بيد متعبة الى غلاف مجلة ملقى الى جنب، وعليه صورة لخروف تطعمه طفلة وهي تمسك بقرنه بقوة، فأغتاظ "باريا" ليتقدم صارخا وهو يبصق بوجه ستالين الذي مات من فورها.
كل هذه النهايات لا تشبه ما انتهى اليه حال صدام حسين، ذليلا وطيعا. فلم يكن فيه عنفوان ستالين!، ولا ثقة فرانكو بنفسه!، او وفاء موسوليني لعسكريته!،ولا احتفاء هتلر بنازيته حتى اللحظة الأخيرة!.
صدام الذي تكلم طويلا وأثقل أسماع العرب  ببطولات زائفة،وبلاغة النابالم، وأسلحة المجد الكيميائية،وأحاديث عن أجداد وأبطال شجعان، تغنى الشعراء في حضرته بأيامهم. فليت احدهم اخبره ان بيت الشعر الذي  كثرما سمعه صدام حسين، ردّده عبدالله بن الزبير؛

لسنا على الأعقاب تدمي كُلومنا
                                  ولكن على أقدامنا نقطرُ الدما

يوم دخلت عليه أمه أسماء بنت أبي بكر لتخرجه من مخبأه ، فارا من الحجاج، وهي تعنفه بالقول؛ (( إن كنتَ أردت الدنيا فبئس العبد أنت، أهلكت نفسك ومن معك.. القتل أحسن)).
ودامعا قال لها: يا أمتِ.. إنما أخاف إن قتلوني أن يمثلوا بي. فقالت ما لم يسمع به صدام حسين بعد: إن الشاة لا يضرها سلخها بعد ذبحها.
خرج ليقطر على أقدامه الدم.الدم الغير قاطر على أطراف صدام في أي يوم من أيام مجده!!، حتى كانت نهايته التي ما أحسن فيها، لزيف هذا المجد،ولا  لمحبيه وأتباعه.فكان ما هو اصدق انباءً من الكذب.
ان نهاية صدام على حاله هذا لهي نهاية تعبر بصدق عنه، وتكشف للعرب خاصة زيف هذا الكائن،الذي قال بوضوح عن كثير ذلهم وخنوعهم وتشدقهم بزائفين يولون الأدبار سريعا.
وهي نهاية زادت العراقيين سرورا،ان يقبض على صدام حسين على ما هو عليه من واقع عاشه  ذليلا ومتواريا يحكم خلاله  بجبنه المعهود وعار نهايته المعلنة على شاشات التلفاز.
سوء أقداره منح  أهل العراق فرصتهم للقول الفصل بمصيره، كفاتحة لعهد قضائي جديد يثأر بالقانون والعدالة.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلام المغني
- الإرهاب الحميري!
- حواس مخادعة
- قيامة أيوب
- بلاغة المثقف وبغلته
- العودة الى العراق بعد غياب 4536 يوم
- طوبى لمن يُمسك صغاركِ ويلقي بهم إلى الصخر!
- 11 نوفمبر و 11 سبتمبر !! وأعياد نستها الطفولة
- رسالة إلى بغداد
- لا ينقذ النخاس من نخاس
- جذور العنف..في الحديث عن الشخصية العراقية
- ايها العرب.. -تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم
- رسالة الى الكاتب بسّام درويش
- في ذكرى ميلادي/ النكسة
- 175872 ساعة من العزلة
- محطّ الأماني في معرفة الكبيسي الاول والثاني
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- حوارات المنفيين - 11
- متابعات صحفية


المزيد.....




- حفل زفاف -أسطوري- لملياردير أمريكي في مصر وعمرو دياب في صدار ...
- بالفيديو.. ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستقبل وزير الخار ...
- مقتل 3 فلسطينيين على الأقل جراء غارة جوية إسرائيلية على مخيم ...
- لقاءات بالرياض لبحث وقف إطلاق النار بغزة
- الحرس الثوري: هدفنا تأمين مياه الخليج
- ضغوط في الداخل والخارج.. هل يتراجع نتنياهو عن عملية رفح؟
- الحراك الداعم لغزة يتمدد.. قمع في السوربون وطلاب جامعة كولوم ...
- حزب الله يقصف مواقع إسرائيلية والاحتلال يكثف غاراته على جنوب ...
- تعرض سفينة لأضرار قبالة اليمن وإيطاليا تعلن إسقاط مسيرة للحو ...
- فرنسا.. أكفّ مطلية بالدماء تضامنا مع غزة تثير غضب مؤيدين لإس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - صورة الدكتاتور في احتفاله الأخير