أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - القرآن واللهجة العامية














المزيد.....

القرآن واللهجة العامية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2195 - 2008 / 2 / 18 - 08:31
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اللغة التي نزل بها القرآن هي نفس اللغة التي كانت مستعملة إبان نزوله بين الناس , ولو تأخر ظهور محمد إلى اليوم لتحدث لهم بلهجتهم العامية ولقرأنا القرآن باللهجة العامية , أنا لا أتهكم ولكن يجب الإحاطة والعلم من أن القرآن نزل باللهجة العامية التي كانت سائدة في عصره وهو لم يخرج عن نطاق المألوف فالناس كانت تتحدث بنفس اللغة التي كتب ودون بها القرآن .
وهذا بعكسنا كعرب اليوم إذ أننا نستعمل لغة ونكتب بلغة أخرى والأطفال الذين يذهبون للمدرسة يتعلمون اليوم في المدرسة لغة تختلف عن اللغة التي يحكونها مع (باباهم ومامتهم ) وإخوانهم وهذا يعني أن لغة السوق المحكية تختلف عن اللغة الكتابية وهذا يعمل في المدراس اليوم على إرباك عقلية الطالب في المدرسة إذ أن الطالب يتفاجأ من اللغة التي يتعلمها في المدرسة ومن اللغة التي تعلمها وتعلم النطق بها في المنزل والشارع والأسواق العامة والأندية .
حتى أن أستاذ المدرسة يشرح للطالب الدرس بإسلوب لهجة عامية ويكتب على السبورة بلغة أخرى غير اللغة التي يحكيها مع الطالب وهو حين يكتب على اللوح أي السبورة يكتب لغة إكلاسيكية وبنفس الوقت يشرح بشفتيه بلغة عامية مبسطة .
ويدعي أساتذة المدارس أن الشرح باللهجة العامية فيه تبسيط للمعاني وتسهيل على المتلقي لكي يفهم الدرس دونما إعياء فكري.

والقرآن نزل بكافة اللهجات المحكية بين القبائل العربية من لهجة (عنعنة وكشكشة وكلكلة وقلقلة ...إلخ)وبالتالي كانت الناس تفهم القرآن لأنه نفس اللهجة العامية المحكية بينهم ولا يوجد أي فصل بين ما يمارسه الإنسان المتلقي للقرآن وبين ما يحكيه في الأسواق العامة .
بعكسنا نحن اليوم إذ أننا نفصل بين لغة المنزل والشارع والبيت والسوق والأندية وبين ما نكتبه على الورق .
وفي المدرسة كنت ألاحظ أن الأستاذ يقول لي (ألف) ويأمرني بنطق ألف وفي نفس الوقت يكون الحرف المكتوب أمامي هو (أ) أو (ا) أو (آ) وهنا كانت الأمور تلتبس على ذهني وذهن الطلاب وكان أستاذ المدرسة يسخر من الطالب الذي يكتب موضوعا إنشائيا إذا تلفظ في صلب الموضوع بكلمة عامية وكانت ترتفع أصوات الضحك للطلاب عالية لهذا السبب .

إن اللغة كائن حي تتطور كما تتطور العادات والتقاليد , فالعادات والتقاليد تفرض علينا رموزا جديدة وكذلك اللغة تتطور وتفرض علينا رموزا جديدة نتداولها وتؤثر بنا ونؤثر بها ونصنعها من عاداتنا وتقاليدنا وتتغير اللغة بمجرد أن تتغير العادات والتقاليد ونبدأ بذلك مرحلة جديدة حية تتلاش ى بها الصور القديمة للنطق وتظهر لدينا سمات جديدة للنطق نتعلمها من خلال المنزل والبيت والشارع .

يجب على نشرات الأخبار التلفزيونية أن تقدم وتذاع باللهجة العامية تماما مثلما نستمع للمسلسلات التلفزيونية فلماذا نستمع للأخبار السياسية والإقتصادية بلغة إكلاسيكية وبنفس الوقت نشاهد برنامج تلفزيونيا أيضا باللغة الكلاسيكية وبعد دقائق نشاهد مسلسلا أو فلما تلفزيونيا أو سينمائيا باللهجة العامية يجب أن نعمل على تقريب الإثنين من بعضهما ونتحدث باللهجة العامية في الأخبار والبرامج الوثائقية .

إن المجتمعات المدنية اليوم تكتب على السبورة أي اللوح نفس الكلمات المستعملة في الشارع العام والكل يفهم النحو (جرمر) بنفس الطريقة التي يفهمون بها لهجتهم العامية ذلك أن اللغة حس شعوري وليست قاعدة فزيائية .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقمة الجنس قبل لقمة الخبز
- عيد الحب والقمع الصوفي
- فقدان الجنس يؤدي إلى عمليات إرهابية
- فقدان البكارة للأنثى وممارستها للجنس قبل الزواج يحل المشكلة ...
- الثقافة بلغة الإقتصاد1
- رائحة الدولار والدينار أشهى من رائحة السلمون(السردين)
- دمعة في إبتسامة وفيلسوف في دمعه
- لذة التعب الثقافي والتخريب على المثقفين
- الإيدز لا يعرف الزواج الشرعي أو غير الشرعي
- كلنا أمام القانون سواء ولكننا أمام الآلهة لسنا سواء
- صحافة عربية أم دوائر إستخبارية ؟
- العشق وأيام المراهقة
- الشعراء في صفحة الأموات
- معجز أحمد,قصيده جنسية للمتنبي فاحشة
- الرجل بثدي؟
- المرأة بلا ثدي
- أرزاق يا دنيا حكمتك يا رب
- المجتمع المتدين مجتمع متخلف
- المرأة الرجل!
- البريق الثقافي والبريق السياسي


المزيد.....




- حفتر يعين نجله صدام نائبا له
- ترامب عن خطة إسرائيل بشأن غزة: تذكروا السابع من أكتوبر
- ثلاثة خيارات صعبة أمام حزب الله
- اغتيال صحفيي الجزيرة.. هل تنجح إسرائيل في إسكات الحقيقة؟
- ترامب عن قمته مع بوتين: ربما خلال دقيقتين سأعرف ما إذا كان س ...
- بقيمة 7.7 مليار دولار.. -باراماونت- تبرم عقداً لبث -يو إف س ...
- جورجينا تستعرض خاتما.. هل تتزوج رونالدو أخيرا؟
- ليبيا: خليفة حفتر يعين نجله نائبا له - فما هي مهامه؟
- دوجاريك: إسرائيل تقتل الصحفيين لمنعهم من نقل ما يحدث بغزة
- كيف حاولت إسرائيل تبرير جريمة استهداف صحفيي غزة؟


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - القرآن واللهجة العامية