أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - المجتمع المتدين مجتمع متخلف













المزيد.....

المجتمع المتدين مجتمع متخلف


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2177 - 2008 / 1 / 31 - 11:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المجتمع المتدين بأي ديانة كانت هو مجتمع متخلف ,فالدين نشأ كضرورة بين ممارسة الإنسان في حقه في الحياة وبين مجاراة الطبيعة التي كانت تتحكم بإنتاجه للسلع والغذاء .
فالدين يحل محل الإبتكار بالتوكل على الله بدل التوكل على العقل وبدل أن تعمل الآلة تعمل بدلا عنها الأفكار الغيبية .

فمجتمعات جمع القوت لم تكن بحاجة لإبتكار طريقة رياضية محدثة للعد ,والعبيد كانوا يقومون فيما بعد بالأعمال الحقيرة ولذلك لم تتفرغ الأغنياء والبرجوازين للإبتكار وإنما تفرغوا للعلوم الفلسفية وبالمثال على ذلك اليونان , أبدعوا الفلسفة السقراطية (السفسطة) والأرسطية والإفلاطونية, ولم ينتبهوا لتطوير صناعة المعادن وإنما أغرقوا أنفسهم في علوم الكلام , ولا نستطيع أن نصف تلك المجتمعات بأنها مجتمعات كانت مهتمة بالإبتكار فديانة اليونان أصبحت هي ديانة الفلسفة وأنبياؤها أنبياء فلسفة وعلم كلام .
وآخر الإبتكارات كانت في الشرق الأدنى وإنتهت في سوريا وبلاد الشام حين توصلوا لنفخ الزجاج تقريبا سنة 300ق.م.
والدين مثله مثل الفلسفة فقط إختلفت المسميات فتفرغ العرب والشرق الأدنى فيما بعد للدين لكي يغيروا حياتهم فأقاموا الصلوات لكي تسقط الأمطار وبدل أن يطوروا أساليب الزراعة راحوا يركضون خلف تطويرها بطرق غيبية إستهتارية وبدل أن يخلصوا أنفسهم من ظلم الملوك والحكام راحوا يدعون لهم بالسلامة وبأن يهديهم خالقهم وبقيت فئة قليلة من الناس تستفيد من بطش الحكام بالناس بينما راحت الغالبية العظمى من الناس تنتظر المخلص والمهدي وبقيت مسحوقة سحقا تحت الأقدام وأرجل الخيول والعربات التي تجر خيول الحكام .
والإنسان المتدين يلتئم في مجتمع متماسك لا يستطيع بدونه الإستقلال برأيه أو بحياته وهو يظن أنه إذا خرج عن خط سير المجتمع الذي ينتسب إليه فإنه بخروجه هذا سوف يضيع ضياعا كبيرا وبدل أن يطور إسلوب كسبه للقوت يرجع إلى الإعتماد على المجتمع والحكومة والتي بدورها هذه الأخيرة تقوم بإستغلاله والثراء على حسابه دون أن يلحظ الفرد أنه لا يطرء عليه تغير ملحوظ .
فالتغيرات الملحوظة في المجتمعات المتخلفة تظهر عند القلة النادرة من الناس بينما الغالبية المسحوقة لا يطرء عليها أي تغير ملحوظ .
وكذلك أنماط التعليم في المجتمعات المتخلفة إقتصاديا وفكريا وسياسيا , فهذه المجتمعات تعتمد على تحفيظ الطالب وليس حثه على التفكير , فتقوم بتحفيظه للنصوص الدينية والأدبية بدل مناقشتها علميا .
أما في المجتمعات المتقدمة فكريا وإقتصاديا فإنها ليست بحاجة للدين كمظهر من مظاهر التغيير ويبقى الدين عندهم نزعة فردية مثل حب قراءة الأدب وغيره وغيره من الآداب العالمية , فالإنسان يغير حياته بفعل إستجابة الآلة والإبتكارات له وليس بفعل إستجابة الطبيعة له , والذين يرقدون على أسرة الشفاء في المستشفيات يستجيبون للعلاج بالأدوية بينما المجتمعات المتخلفة تحاول أن تتصدى للأمراض بالأدعية والرقي الديني والركض خلف تهافتات الجهال الذين يثرون بسبب جهل الناس بالحياة العصرية .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الرجل!
- البريق الثقافي والبريق السياسي
- قريش لا يهمزون
- قداسة البابا أدريان السادس( بورغو)1522م
- الحب والسياسة
- الإكتئاب الثقافي:قصة سلطان مع وزير مثقف
- هل تفقد الطيور حاسة السمع حين تفقد أجنحتها ؟
- السلفية مرحلة إصلاحية
- هل تعلموا أن المسيح كان يحيي الموتى!؟
- صاحب دار نشر لا يقرىء ولا يكتب
- إبنك يا حجه بدخن ؟
- معجزات عربيه وآسيويه وشمال أفريقيه
- رجل تقي ضيع زوجته
- الدول العربية لا تستحق الدعم الأمريكي
- الجنس والدين والسياسة
- قالوا: تأدب. قلت : مؤدب
- نوح لم يعش 990 سنه
- الليبرالية العربية ليبرالية قديمة
- ثقافة شرقية أم إسلامية ؟
- صفات الملوك


المزيد.....




- مفتي الأردن: الفتوى تتغير بتغيُّر الأشخاص والظروف ولا يمكن ل ...
- -لم يعد هناك وقت- - مادونا تحث بابا الفاتيكان على زيارة غزة ...
- حكومة إسبانيا تلغي حظر خوميا للاحتفالات الإسلامية في الأماكن ...
- وزير الشؤون الدينية بالجزائر: دمج الذكاء الاصطناعي في الفتوى ...
- -لا يمكن منعك-.. مادونا تناشد بابا الفاتيكان زيارة غزة ووقف ...
- مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة -قبل فوات الأوان-
- حرس الثورة الاسلامية يدين استهداف الصحفيين في غزة
- الاحتلال يعتقل شابًا من ذوي الاحتياجات الخاصة وشقيقين في كفر ...
- يهود في مواجهة الصهيونية
- مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة -قبل فوات الأوان-


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - المجتمع المتدين مجتمع متخلف