أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - ثقافة شرقية أم إسلامية ؟















المزيد.....

ثقافة شرقية أم إسلامية ؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2155 - 2008 / 1 / 9 - 11:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما ألذي نريده حين نتحدث عن النهظة العربية الأصيلة ؟
هل نريد حضارة إسلامية ؟
أم حضارة مسيحية ؟
أم حضارة يهودية ؟
أم عربية !
في الواقع هنالك فرق بين الحديث عن أقدمية الحضارات تلك السابقة على بعضها البعض وبين الحديث والبحث عن جذور وأصالة تلك الثقافات فكل واحدة منهن خلفت الأخرى في المظهر والشكل ما عدى المسيحية البريئة التي خالفت في سلوكها قسوة المجتمع الأبوي المتسلط وأعادت للعالم الشرقي رومنسيته أيام حكم المرأة الأم وظلت المسيحية محافظة على برائتها حتى إنتقلت الناس للأنماط الأبوية المتسلطة وهجر المزارعون أراضيهم وتركوا الزراعة وتوجهوا للصناعة اليدوية وبالتالي فقدت المسيحية رومنسيتها بسبب وقوع المسيحية بين سيوف الرومانيين وتوجيهها لخدمة مصالح الدولة والسياسة ومن جهة أخرى فقدت المسيحية رومنسيتها بسبب هجرة الأراضي الزراعية وبالتالي فقد المجتمع الزراعي عبادة للأنثى والمرأة الخالقة وحلت مجتمعات جديدة حرفية بسيطة تؤمن بمجتمع جديد وتقاليد جديدة وفي النهاية تلقت المسيحية ضربتها القاضية من المجتمع الصناعي الحديث ألذي قضى على كل ألأشكال والشرائح الإجتماعية القديمة ومع تقدم العلوم أيضا ....إلخ.

وهنالك خلط كبير بين القارئين للفكر العربي وبين الدارسين له , وكان يعتقد في بداية النهظة العربية أن الفكر العربي هو نفسه الفكر الإسلامي غير أن هذا الكلام فيه كثير من اللغو والخلط بين مزايا الشرق الذي أنجب الديانات السماوية الكبرى الثلاثة اليهودية أولا والمسيحية العظيمة ثانيا والديانة الإسلامية ثالثا والتي كتب لها أن تترعرع بالشرق وتكبر به وتخدم مصالح العرب الأقحاف.

وهذا بخلاف المسيحية التي ولدت في الشرق ونمت وترعرعت في رحاب أوروبا أو الإمبراطورية الرومانية وإستطاعت أن تكسر شوكة الوثنية وأن تحتل مكان الفلسفة اليونانية بإصرار كبير من مشيئة الرب يسوع وأن تحول الفلاسفة المستقلين برأيهم إلى عبيد للرب يستمدون مزايا شخصيتهم من فوق الإرتماء بحضن يسوع المعلم ويسوع المخلص ويسوع الرب والمسيح أو عيسى إبن مريم .

وهذا يعني أنه قبل الإسلام كانت هنالك حضارات في الشرق الأدنى وآسيا بالذات وكذلك هنالك حضارة عظيمة كانت سائدة في الشمال الأفريقي في مصر الفراعنة أو مصر القبطية بعد مصر الفرعونية على أقل تقدير .

كل هذا يشير إلى أن الإسلام جاء متأخرا جدا في نهاية الربع الأول من القرن السابع الميلادي حيث كانت حضارة الشرق تعج بالديانات والفلسفات الغنوصية والإفلاطونية الحديثة وكذلك أنتج العراق القديم حضارات جد كبيرة مثل الآشورية والسومرية قبل مجيء اللغة العربية وقبل ولادة الأبجدية العربية في جبيل وكذلك سوريا أنتجت حضارة أوغاريت والمعروفة اليوم بإسم اللاذقية وكذلك كانت أقدم مدينة في العالم هي أريحا أو أريحو والتي يعني أسمها مدينة القمر علما أن البيضاء في جنوب الأردن أقدم من مدينة أريحا بألف عام حيث تعود مدينة أريحا إلى الألفية الثامنة قبل الميلاد والبيضاء إلى الألفية التاسعة قبل الميلاد ولكن أريحا ساهمت بموقعها الجغرافي وتجارتها للملح في البحر الميت بشهرة أكثر من مدينة البيضاء التي إنقرضت بسبب عدم وجود مزايا إستمرارية الحياة البشرية بها .
كل هذا يجعلنا نتصور حضارات عظيمة وثقافات عظيمة قبل ظهور نبي العرب في الحجاز العربي وكانت في بداية الأمر البراءة في حكم المرأة للعائلة الممتدة ومن ثم شهد الشرق الآسيوي الإنقلاب الذكوري والذي تظهره لنا ملاحم بابل مثل ملحمة (الإينوما إيليش)وأسمها في العربية : عندما في الأعالي.
وقد عادت المسيحية في بداية السنة الأولى للميلاد كتعبير عن عودة البراءة للمجتمع الأمومي السمح وأعادت المسيحية البريئة للشرق براءته بعد توغل العنصر الذكوري في حياة الناس والعائلة الممتدة ولكنها بعد ذلك تلوثت بأيد الملوك والخلفاء البيرزنطيين وتحولت من البراءة إلى التوغل الذكوري بإسم نشر المسيحية وديانة الرب فسالت حمامات الدم البارد وقتل الناس بعضهم البعض بأعصاب هادئة ومن أجل حب السلطة والتمركز وتحويل الناس من عبادة الرب إلى عبادة القيصر وبالتالي كانت هذه الظروف سانحة للعرب من أن يظهروا بملابسهم البدوية والتصدي للإمبراطورية الرومانية وبالتالي شاءت الظروف السياسية أن تظهر حضارة إسلامية وثقافة إسلامية .
والذي جعل الناس يتوهمون أن الإسلام هو الحضارة الوحيدة هو غياب وإندثار الحضارات القديمة وعدم تمكن العلماء من قراءة وفك الرموز الهيلوغروفية والسومرية والمسمارية وبالتالي توهم الناس أن اللغة العربية هي لغة كل شيء لغة أهل الجنة والنار ولغة الملائكة والجان والشياطين وبدأ التقعيد للغة العربية بعد مرحلة التدوين الشفوي ووضع أبو الأسود الدولي باية علامات التشكيل من نصب وجر أو خفض ومن ثم تم تعجيم أي تنقيط ووضع النقاط على الحروف وتوهم العالم الإسلامي من أن القرآن نزل منقطا ومرقما ومعجما .
وبعض الدارسين للحضارة العربية يعتقدون أن أقدم مفهوم لحضارة العربية هو ما كان سائدا قبل الإسلام بما يقرب من مئتين عام أو مائة وخمسون عاما قبل الإسلام وإعتمدوا على هذه الشواهد نظرا لسعة الذاكرة العربية للحفاظ والرواة الذين كانت ذاكرتهم تحفظ وتروي الأشعار بذاكرة قوتها مائة عام أو مائتين على أبلغ تقدير ولهذا إعتمدوا الحضارة العربية على هذا الأساس وروا أصولهم من ذلك التاريخ إعتمادا على سعة حفظهم .
إن هنالك خلط كبير بين الإسلام كإسلام وبين حضارة الشرق كحضارة مستقلة بذاتها :
فالعراق ليس عربيا وإنما غلإسلام عرّبه’ بفضل إنتشار الإسلام وكذلك مصر لم تكن عربية بل كانت فرعونية ثم قبطية ثم إسلامية عربية وإنتشرت اللغة العربية بمصر بسبب إنتشار الإسلام هنالك وأخذ العرب المسلمون تقاليد المصريين ونقلوا أيضا منارة الإسكندرية التي بناها الإسكندر المقدوني في الإسكندرية وأضافوها على مساجدهم وأصبح للمساجد الإسلامية مآذن ليست من الإسلام في شيء وإنما هي تقليد لمنارة الإسكندرية ومن ثم نقل العرب القبب البصلية الشكل وأضافوها لمساجدهم وأول من أكثر من نقلها هم العثمانييون.
فالإسلام ليس هو حضارة الشرق الوحيدة وليس هو معقل لغات العالم وإن الوهم المصاب به الناس اليوم عن حضارة الإسلام هو أن الإسلام كل شيء غير أن هنالك فروق بين العرب كعرب وبين الآشوريين والعرب وبين العراق القديم والعراق الحديث وسوريا تل شمرا وتل العمارنة وأوغاريت .

وأقدم أسطورة أو قصة لآدم وحواء موجودة على حجر وهي مرسومة على شكل رجل بقرن ثور وإمرأة تجلس أمامه وخلفها أفعى تنتصب لتهمس لها وشجرة نخل مقزّمة تعود إلى حوالي سنة 4500سنة قبل الميلاد تصور قصة آدم وحواء بإسلوب رومانسي قبل إختراع اللغات الشرقية كلها .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفات الملوك
- تذكرتك يا غالية
- القراءة بين السطور
- المرأة التي تكره الرجال والرجل الذي يكره النساء
- المجتمع المدني يصنع الحرية
- هكذا عشنا عام 2007م
- كثرة القراءة تدخل صاحبها الجنة وقلة القراءة تدخل صاحبها النا ...
- أكثر الناس ضحكا هم أكثرهم آلاما
- الفقراء والأغنياء
- هكذا يعبدون الله
- أسرار عيد 25-12- في كل عام
- المجتمع المدني
- يجوز للمرأة تعدد الأزواج
- الزمن السعيد على حسب نظرية أنشتاين
- غيرة الرجل الشرقي
- بناء المساجد والعقارات الصحية والثقافية في الوطن العربي
- كل عام يا عرب ونحن هكذا
- قتل المواهب العربية
- إكرام الميت تأجيل دفنه
- الحب : عام ألفين وأخضر ميلادي


المزيد.....




- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - ثقافة شرقية أم إسلامية ؟