أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - كثرة القراءة تدخل صاحبها الجنة وقلة القراءة تدخل صاحبها النار














المزيد.....

كثرة القراءة تدخل صاحبها الجنة وقلة القراءة تدخل صاحبها النار


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2147 - 2008 / 1 / 1 - 08:19
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ صغر سني وأنا مغرم بالقراءة وكتابة العناوين , ومنذ عشرون عاما والناس تنظر لي نظرتها الأولى وأقوالهم ما زالت هي أقوالهم وأفعالهم ضدي ما زالت هي أفعالهم , وأذكر مرة أنني قرأت في الإذاعة اللمدرسية قصيدة لأبي البقاء الرندي , وحين ذهبت لأجلس في مقعدي الدراسي تبعني أستاذ التربية الإسلامية وهو يقول :
شو يا جهاد مش حرام عليك تقرأ شعرا منذ الصباح مش كان الإفضل لو إنك قرأت قرآن ...
وفي الحقيقة كنت أشعر أنني مذنب ولكن مع إحساسي هذا كنت أشعر بسعادة وأنا مذنب فذنوبي منذ صغر سني تسعدني وليس قراءة الشعر ذنبي الوحيد فذنوبي كثيرة وأنا موهوب جدا بإرتكاب الذنوب ومن بينها :
في منزلي مثلا لوحة جدارية للسيد المسيح وتلامذته أي للعشاء الأخير , وفي منزلي أيضا صور للفنانين الذين أحب الإستماع إليهم , وفي منزلي رسالة حب من إمرأة غير عربية , وفي منزلي عصافير ومقامات النهاوند , وفي منزلي أدوات موسيقية عربية وأجنبية وفي منزلي الإنجيل أو الأناجيل الأربعة وفي منزلي أيضا التوراة والإنجيل وفي منزلي قصة الفلسفة اليونانية وفي منزلي وقصة الحضارة ...إلخ
ولكن الغريب في الموضوع أن عشاق الموسيقا لا يتهمونني بالكفر إذا رأوا كتبا تحث على عدم الإستماع للموسيقى , ويحضر لمنزلي كثير من الأصدقاء غير المتدينين ولكنهم إذا رأوا قرآنا يفرحون به وإذا رأوا إنجيلا يبتسمون لشخصية السيد المسيح وإذا رأوا كتابا عن موسى أو التوراة طلبوا مني إستعارته , ولا يعتبرونني بحكم منطقهم أنني منافق أو كافر أو صابىء ولكنهم يتعبرونني صاحب معارف كثيرة ومواهب متعددة .

ولكن إذا دخل منزلي رجل أو إمرأة متدينة أقوم فورا بمحاولة ستر عورتي أمامهم فأسرع لأخذ بعض الشراشف لتغطية مكتبتي المنزلية الكبيرة وفي كثير من الأحيان أفشل بإخفائها لأنها كبيرة جدا وطويلة أطول من سفينة نوح .
ولكن لماذا أحاول ستر وتغطية مكتبتي ؟؟
والسبب لأنني أتعرض لكثير من الإنتهاكات الصارخة ويصفني الزائر المتدين بمواصفات الكفار والزناديق والمارقين عن الإسلام والخارجين على الإسلام .
علما أن غير المتدينين لا يتهمونني إتهامات غيرهم والسبب لأن غير المتدينين علمانييون والعمانيون يعتبرون الناس أحرارا بمعتقداتهم ولا يحق لأحد فرض رأيه أو توجيه إتهامات ضده .
ولكن المتدينين أشرار برأيهم ويعتبرون أنفسهم مركز الكون لذلك هم دوما على إتفاق مع الأنظمة العربية الحاكمة لأن كلاهم يحمي الواحد منهم الآخر بتعنته وعدم قبول الآخرين حتى يرتدعوا عن معتقداتهم .
ومنذ صغر سني وأنا أتعرض لنفس الإتهامات ومنذ صغر سني وأنا أستمع من الناس لنفس الإسطوانة :
لماذا تقرأ يا جهاد لطه حسين؟
لماذا تقرأ عن كلكامش ؟إقرأ عن الصحابة إقرأ عن التابعين ...إلخ
لماذا تضيع وقتك بحفظ الأشعار ؟ لماذا لا تحفظ القرآن ؟ إحفظ القرآن يا جهاد هو أفضل لك .
لماذ ولماذا وألف لماذا ..إلخ
وإن الأمة التي تعيش جامدة على رأي واحد أو رأيين هي أمة متخلفة وإن الأمة التي تنقصها المعارف يحق للأمة المتشعبة بالمعارف والأفكار أن تدوس بنعالها أعناق الذين يفتقرون للمعرفة .
فالعلم سلاح ولكن الجمود على علم واحد لن يأخذنا للتقدم والإزدهار لذلك فكل ذنوبي هي ذنوب بسبب إرتكابي لجريمة القراءة للمجتمع المدني ولإستماعي للموسيقا وبسبب حبي للشعر والشعراء ولقراءة السير الذاتية للعظاء والعباقرة .
فأنا أقرأ كثيرا في القرآن وأقرأ في الإنجيل والتوراة وأقرأ في علم النفس وعلم الإجتماع ولا أتخصص بمذهب معين لأدفن به نفسي .
عشرون عاما مضت على رحلتي في عالم الكتب وأنا أستمع من الناس لنفس الإسطوانة وعشرون عاما على قراءتي للأدب والشعر والقصة والمسرحية والرواية ومع ذلك أشعر في كل يوم أنني قليل المعارف والعلوم فكلما إزددت علما إزددت جهلا .
أما الذين لا يقرأون بتاتا فهم يتوهمون أنفسهم من أن كل العلوم قد وصلوا إليها وأن علم الأولين والآخرين قد إنتهى إليهم والسبب في إعتقاداتهم تلك هي بسبب إحساسهم أنهم يعلمون علما أنهم جهلاء لا يعلمون شيئا .
وفي كثير من الأحيان كنت أفضل الإنسحاب من أي نقاش ديني أما اليوم فإنني قد مللت النقاش والإنسحابات وأفضل منذ أكثر من 10 عشرة سنين عدم النقاش والتسليم برأي الأغلبية الجاهلة التي لا تقرأ .
إن المعتقد الديني عندنا كعرب كمسلمين هو أن القرآن الكريم فيه كل العلوم الأولى والآخرة وكلما ظهر إكتشاف في الغرب المتنور يقولون : هذا موجود عندنا ونعرفه منذ أكثر من 1400 سنة , وأقول لأولئك: لماذا إذن لم تكتشفوه مثلا طالما أنكم تعرفونه ؟.

وفي الحقيقة أن المسلمين لا يقرأون القرآن قراءة علمية رصينة فهم يقرأونه مر الكرام أو مثلما تهب العواصف والمنخفضات الجوية والمنحدرات الحادة , وهم يقرأون القرآن فقط لكي يدخلوا الجنة من غير أن يعملوا لها وهم يقرأون بلا روية لذلك ولهذه الأسباب لا يفكرون ولأنهم لا يفكرون سيعيشون في الحضيض ويفرضون علينا أن نكون بالحضيض معهم .
وهؤلاء الفئة من الناس جامدة وغير متطورة لأنها تعتقد نها تعرف كل شيء علما أنها لا تعرف شيئا وبسبب غيرتها من العارفين تعاديهم وتشعر أنهم متفوقون عليهم في كل شيء وهذه الغيرة تتحول إلى كراهية للمعارف والعلوم وتتحول الكراهية للمعارف والعلوم إلى كراهية للرأي والرأي الآخر .
وهكذا هي قصتنا مع القراءة فهي كفر وذنوب غير مغفورة من الذين يجهلون وإذا كان الله عارفا بهم وبنا فسوف يدخلنا جنته ويدخلهم النار خالدين فيها أبدا .
وكقول الشاعر العربي :
العلم يبني بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكثر الناس ضحكا هم أكثرهم آلاما
- الفقراء والأغنياء
- هكذا يعبدون الله
- أسرار عيد 25-12- في كل عام
- المجتمع المدني
- يجوز للمرأة تعدد الأزواج
- الزمن السعيد على حسب نظرية أنشتاين
- غيرة الرجل الشرقي
- بناء المساجد والعقارات الصحية والثقافية في الوطن العربي
- كل عام يا عرب ونحن هكذا
- قتل المواهب العربية
- إكرام الميت تأجيل دفنه
- الحب : عام ألفين وأخضر ميلادي
- أسباب تكفيري في جامعة محمد بن سعود2
- الحوار المتمدن : مكسب معنوي ومربح ثقافي
- أسباب تكفيري من جهة جامعة محمد بن سعود(1)
- يا عمي يا طاغيه
- 20100م:خطيب يخطب بالناس
- غياب التنظيم الأسري بيئة مناسبة لإستبداد الحكام العرب بالعرب
- الكساد الإجتماعي العربي


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - كثرة القراءة تدخل صاحبها الجنة وقلة القراءة تدخل صاحبها النار