أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - إكرام الميت تأجيل دفنه














المزيد.....

إكرام الميت تأجيل دفنه


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2131 - 2007 / 12 / 16 - 11:24
المحور: كتابات ساخرة
    


في الحديث النبوي عن محمد :إكرام الميت دفنه ..
ولكن تغير الحياة وأساليب الإنتاج أدى إلى تغير في العادات والتقاليد حتى الدين والمعتقدات تتغير على حسب تغير طرائق الحياة وتبدلها وحتى المتدينون أنفسهم ينجرون خلف تيار العلاقات والأخلاق والعادات الجديدة حتى وإن كانت مغايرة لطبيعة معتقداتهم الثابتة .
والمعتقدات الثابتة تتغير هي أيضا وبحركة إلتفاف واحدة على المعتقدات تتغير المعتقدات وتتغير طبيعة المؤمنين بها .
فإكرام الميت دفنه ...ولكن حادثة الموت الأخيرة والتي شاهدتها غيرت وبدلت من هذا الحديث على النحو التالي :
: تلقى أفراد إحدى العائلات نبأ وفات قريبهم وصديقهم بل إبن أخيهم في الساعات الأولى من الصياح الباكر , وقد إجتمع أفراد العائلة لكي يستعدوا لمراسيم الدفن فحضر زعيم العائلة وكان رجلا بخيلا جدا وبنفس الوقت مواضبا على الصلات في المساجد بل هو أول من يحمل مفاتيح المسجد لفتحه وإغلاقه ولكن أفراد العائلة كانوا قد قرروا عملية الدفن والمراسيم قبل حضوره فوصل هو متأخرا بعد أن قرروا كل شيء :

إتفقوا فيما بينهم أن أول عمل يجب أن يقوموا به هو الإلتزام بسنة الرسول الكريم محمد وهو إكرام الميت دفنه , فذهبوا على عادة أهل السنة وصاحوا على شقيقهم في المسجد ونادوا في الناس أن الدفن سيكون بعد صلاة الظهر من ذلك اليوم.

وحين حضر عمهم البخيل وهو أكبر رجل في العائلة البخيلة الموقرة سألهم ؟
- شو متى إلدفن ؟
-إلدفن إنشا ألله بعد صلاة إلظهر .
-ليش بعد إلظهر ؟
- عشان إكرام إلميت دفنه.
-طيب ماشي بس إلدفن إلظهر بده مصاريف كثيره والمتوفي بتعرفوا ما في عنده مصاري حتى أولاده طفرانين .
- طيب يا عمنا إحنا بنعمل بالسنه وشو دخل إلمصاري هو إلجامع بوخذ إشي؟
-لا لا يا أولاد أخويه ما بوخذ شي , بس في ناس رايحه تيجيكوا من قرة ومدن مختلفه من قرايبه وهذول إلناس إذا أجو إلظهر بدهم غدى وأكل وشرب ومصاريف إنتوا بتعرفوش في هذا إلإشي ؟
- لا يا عمي ما خطر ببالنا هيك !
-طيب بدكوا إتغيروا وتنادوا بالمسجد مره ثانيه : إلدفن بعد إلعصر , وهيك إلبيجي من خارج إلمدينه بروح بسرعه , وهيك ما بصير في غدى.
فتوقف أحد أفراد العائلة البخيلة وهو يقول :
أصلا عمنا كان بعز إبن أخوه جدا جدا , وإبن أخوه بده حتى يصل لمكان إلدفن أكثر من 10 ساعات تقريبا عشان هيك مفروض فينا نستناه عشان يحضر إلدفن .
وقال آخر من أفراد العائلة :
ما في مشكله بنأجل إلدفن للعصر عشان يحضر إبن أخوه , وطبيعة الطقس بارد واليوم الموتى يوضعون في ثلاجات باردة , فعشان هيك ما في مشكله لو إحنا أجلنا إلدفن للعصر .
وقال آخر من أفراد العائلة البخيلة :
إلمرحوم كان يمشي على السنه وكان يكره أن يقف منتصبا للعزاء ولم يرد عن الرسول أنه كان ينصب نفسه للعزاء , وهذا مكروه في قواعد وأصول ألدين فعشان هيك أنا بقترح إنه ما يكون في بيت عزى وصيوان كبير عشان هذا مش من إلسنه .
فقال العم وهو أكبر رجل في العائلة البخيلة وهو كبيرهم الذي علمهم السحر والبخل :ما شا ألله عليكوا والله إنكوا على إلسنه هيك إلشباب ولا بلاش , هذا هو الإسلام إلصحيح .
*****************************
إن العادات والتقاليد تتغير وفقا لطبيعة المصالح والإمكانيات ولكل مأزق إقتصادي مخرج فقهي , والمداخل قليلة والمخارج كثيرة , وتتغير الظروف والعادات بتغير أساليب الحياة , فلو كان المتوفي هو وأولاده أغنياء لدفنوه باكرا من الظهيرة ولأكل البخلاء من طعام الغداء ولجلسوا في بيت العزاء ينصبون أنفسهم للعزاء .
ما ذكرته في هذه العجالة عبارة عن قصة حقيقية شا هدتها قبل عامين , ويوجد مثلها في الأدب الألماني الساخر بعنوان : أقربائي الأعزاء






#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب : عام ألفين وأخضر ميلادي
- أسباب تكفيري في جامعة محمد بن سعود2
- الحوار المتمدن : مكسب معنوي ومربح ثقافي
- أسباب تكفيري من جهة جامعة محمد بن سعود(1)
- يا عمي يا طاغيه
- 20100م:خطيب يخطب بالناس
- غياب التنظيم الأسري بيئة مناسبة لإستبداد الحكام العرب بالعرب
- الكساد الإجتماعي العربي
- الإستعمار الغربي أفضل من الإستقلال الشرقي
- المثقف الناجح في الدول العربية
- حين ينزل فرسان التغيير عن خيولهم بخمسين دينار
- نداء إلى كل الأردنيين الشرفاء:من أجل إعمار البيت الأردني.
- مقترح سياسي جديد على الأرض الأردنية : الحزب بدل العشيرة .
- طغيان الكتاب الواحد
- الرقابة الإجتماعية على الكاتب والكتاب في الوطن العربي : كتاب ...
- الأردنييون لا يقرؤن
- إمرأة جديدة في حياتي 1
- الثورات السياسية تصنع من الأشياء الرخيصة أشياء ثمينة ...في ب ...
- العلمانية والثقافه
- العلمانية وتقدم العلوم


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - إكرام الميت تأجيل دفنه