أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - العلمانية والثقافه














المزيد.....

العلمانية والثقافه


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2102 - 2007 / 11 / 17 - 10:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حين أستمع لحديث الناس مع بعضهم البعض وكثرة جدالهم وطريقة حياتي التي أصبحت بفضل الكتب تختلف عن طبيعة حياته أتمنى وقتها لو أنني لم أقرأ في حياتي مآت الكتب, فالجهل أحيانا يجعلني أشعر أنني في العصر الحجري القديم بلا ثقافة أو مذهب من المذاهب فألئك الذين يقتلون بعضهم البعض ويشنون حرب العصابات في البلدان العربية غالبيتهم مثقفون ومسيسون أو بكلمة أخرى: الثقافة هي التي شوهت عقولهم وقلوبهم .
ولو كانوا بلا ثقافة لما إختلفوا أبدا فيما بينهم .
ومع ذلك أعبد أنا القراءة أكثر من الكتابة ولا أفضل على مكتبتي بدلا عنها بنك من الذهب بلا رفوف مكتبية .

وأحيانا تلحق كثرة القراءة ضررا بالمبدع القاص والروائي والأديب الشاعر .
وأن يبقى الأدباء يكتبون على سجيتهم أفضل بكثير من تثقيفهم لأنفسهم بواسطة الكتب والمصادر والمراجع والمذاهب الدينية والفلسفية .

ولكن الناقد والباحث والمفكر إن لم يطعم مؤلفاته بكثرة المراجع والمصادر , تبقى كتاباته هزيلة وغير ذات معنى .
وكذلك الإنسان العادي فكثرة الثقافة تجعلنا نحترمه كإنسان مثقف ولكن علينا أن نعلم جميعا أن القراءة والثقافة أيضا تشوه معالمه أي معالم الإنسان الداخلية وتحيله إلى مجموعة أيديولوجيات وأفكار, تنغص على حياته, وعلى حياة الذين من حوله , فأن يبقى الإنسان على سجيته أفضل بكثير من محاولة تثقيفه وإحالته إلى مجموعة أديان سماوية وأرضية تنغص عليه صفوى حياته , وإن شوارع العرات ليست شوارع من أجل أن نذهب إليها في أوروبا من أجل أن نشبع إنتصاباتنا الذكورية وشهوات النساء ولكنها حلم بإقامة جنة الرب على الأرض والعودة بالإنسان إلى أيام الماضي أيام التاريخ ما قبل الحجري الأدنى أيام لم يكن للإنسان ثقافة تتحكم بمشاعره ,حين كان الأخ يتزوج من الأخت بحيث تكون عملية ومسألة التابو غير موجودة وغير منتشرة .

وبهذا فإن الثقافة لوثت الإنسان من الداخل ومن الخارج وخلقت منه مجموعة أنظمة وقوانين تتعارض مع طبيعة الإنسان الحيوانية الخالية من الثقافة .
وبنفس الوقت نقول مع تقدم العلم ومظاهره السائدة أن القوانين والأنظمة واجبة الظهور وواجبة الإلتزام بها مع أنها تقف حجر عثرة بيننا وبين ما نشتهي من متع الحياة مثل الأطيبين .
إن الثقافة مع محبتنا لها تجبرنا في كثير من الأحيان على تقبل أمور لا نرغب بأن نلتزم بها , ومن هنا علينا أن نفسر خروج الإنسان المتدين عن قواعد الدين في أغلب الأحيان أنه هروب من الواقع الثقافي المؤلم إلى الواقع البيولوجي المخزي للإنسان .
ولقد فس ر الأنبياء والرسل بقولهم : أن النار حفت بالشهوات , فقد فسروا ذلك من أن الإنسان يعمل المغريات التي حرمها الله كي يذهب إلى النار , ولكنهم توقفوا عن معنى تفسير الشهوات فالشهوات هي شهوات لأن أجدادنا كانوا معتادين عليها ولم تكن محرمة على الإطلاق ولكن ظروف التغيرات هي التي غيرت وبدلت من طبيعة الإنسان الحيوانية وحولته من كومة حيوانية إلى كومة من إسطورة الإنسان المخلوق, والخلوق النبيل بتصرفاته علما أن آباءنا لم يكونوا نبلاء هم وأجدادنا بل كانوا حيوانات يعيشون حياة بهيمية يأكلون ما يشتهون ويضاجعون ما يضاجعون من نساء وكانت النساء تتزوج من الرجال بلا عدد تقف عنده ولم يكن هنالك تقنين وتكتيك جنسي وضبط أنساب .

ولكن حين غزت الثقافة والعلم عقولنا وقلوبنا وإستقرت المكتبات في بيوتنا تثقفنا بهذا جميعا وتحولنا من مموعة رغبات بيولوجية ملحة إلى مجموعة محرمات (تابو)ثقافية أكثر من 99% من رغباتنا أصبحت مشروخة وملذلتنا الجنسية مقموعة .
ولو أننا بدون تقدم ثقافي إجتماعي فستكون حالنا أفضل قبل أن يكون بيننا : سنة وشيعة ومسلمون ويهود ومسيحييون وكاثوليك جامعة وبروتستنت إصلاحي ....إلخ .

وهنالك قاعدة فقهية يعترف بها فقهاء الدين وهي : الإباحة أصل قواعد التحريم , وهذا يدل على أن الإنسان حين لم تكن لديه ثقافة كانت حياته أفضل بكثير مما هي عليه الآن .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية وتقدم العلوم
- التاريخ : حركة مادية وليست روحية
- المجلات والصحف العربية في بداية النهظة العربية الحديثة
- الانتخابات العشائرية الأردنية وليست البرلمانية
- صلاة الإستسقاء : ترفع الأسعار
- صحيفة الحوار المتمدن ليست صحيفة رزكار عقراوي
- رسالة إلى بغداد
- الكتاب العربي بين هموم المثقف وبطش الأميين
- أصل الإنسان حيوان مفترس
- أصابع كفها فقط خلف الباب !
- الهجوم على الإسلام3, أم الهجوم على أعداء الحرية ؟
- الهجوم على الإسلام 2
- أطيب من إلنسوان؟لا مال ولا خمره
- الخجل الثقافي
- الهجوم على الإسلام 1
- البطل التاريخي الذي لم يظهر على خشبة المسرح
- الدول العربية غير معنية بالتقدم لأنها أنظمة فاسدة
- خاطرة مثقف متعب
- المسلمون مصابون بإنفصام فكري
- يوم وفاة الدكتور علاء علاونه


المزيد.....




- هل دخل الشرق الأوسط في عصر جديد فعلًا؟.. ولي نصر وناداف إيال ...
- السفارة الأمريكية في قطر تنصح مواطنيها بالبقاء في أماكنهم.. ...
- مركز يٌحتجز فيه نشطاء وصحفيون.. فيديو متداول يظهر لحظة قصف إ ...
- لماذا حظرت بريطانيا حركة -فلسطين أكشن-؟
- إيران: من يحكمها فعليا؟
- أهداف إسرائيل تغيرت في إيران.. ماذا عن موقف المعارضة الإيران ...
- غزة.. مكان -دائم- للموت والدمار والانتظار
- ضربات إسرائيلية -مكثفة- على إيران.. ماذا استهدفت؟
- في سوريا -المجزأة- بعد سقوط الأسد.. مبادرات لتعزيز التماسك ا ...
- مسؤول إيراني: الحرب قد تستمر عامين ومستعدون لذلك


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - العلمانية والثقافه