أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الخجل الثقافي














المزيد.....

الخجل الثقافي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2088 - 2007 / 11 / 3 - 13:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تكاد أن تكون غالبية الناس في حالة خجل وقلق من الكتب التي يرغبون بقراءتها أو أنهم يخجلون أمام الناس بأن يتحدثوا عن مشاعرهم الدفينة والتي يرغبون دوما في أن يترجمونها على أرض الواقع وأن يكون سلوكهم مطابقا لمشاعرهم الدفينة .
ولقد شاهدت قبل 2 سنتين تقريبا فلما سينمائيا مصريا بعنوان : فلم ثقافي : وقصة الفلم هي عبارة عن الحبكة نفسها للفلم وهي أن هنالك مجموعة شباب يرغبون بأن يشاهدوا فلما جنسيا , وفي كل موقع يذهبون إليه يقولون : إحنا معانا فلم ثقافي وعاوزين نحضره , وهذه هي مشكلة الشباب وهي أنهم يستحون من مشاعرهم ويستحون أيضا من إظهارها أمام الناس .
ولقد كتبت إحدى السيدات الغربيات يوما شعرا قالت فيه بما معناه:
الكتب التي نرغب بقراءتها نستحي من شراءها....
وهذه فعلا حقيقة ألاحظها ليس في الثقافة العربية ولكن في عموم الحضارات ولكنها عندنا كعرب نجدها أكثر تباينا منها في أي ثقافة أو حضارة أخرى .
وقد شاهدت مرة مقابلة مع الممثل المصري الشهير هشام سليم وكانت بصحبته المخرجة المصرية الجريئة : إناس الدغيدي , وعلى ما أظن كانت المقابلة على روتانا سينما وأذكر يومها ما قاله هشام سليم : إلناس بتحكي على إل بروح إلبحر بالمايوه وبيحكوا عنهم كلام وحش وأنا بسأل : طيب همه دول إل بيحكوا عن إل بيروحوا إلبحر همه بيروحوا إلبحر ليه مادام همه مش عاقبهم إلمايوه .

وأقول لماذا إن أولئك الذين يذهبون البحر يذهبون أصلا من أجل الإستمتاع بمنظر النساء وهن على البحر ولكنهم بنفس الوقت يخجلون من مشاعرهم ويخجلون أصلا من إظهارها أمام الناس وبالتالي فهم مصابون بخجل ثقافي يشتهون ألأشياء ويستحون من مزاولتها أمام أنفسهم وأمام الناس .
وقد قابلت مرة إحدى السيدات في إحدى أمسياتي الشعرية وقد تحدثت معها عن أشعار نزار قباني ووصفت لها قصيدة لنزار قباني فقالت أعرفها وأخرجت القصيدة من حقيبتها وهي مطوية أكثر من عشر طويات حتى أصبحت بحجم علبة الكبريت فسألتها لماذا تطويها بهذا الشكل فقالت :أستحي أن يراها معي أخي أو أمي ...إلخ

فعلا هنالك آلاف السيدات اللواتي يشتهين التحر بمطالب برجوازي ة أو غير برجوازية والمهم أنهن يشتهين التحرر ولكنهن بنفس الوقت يخجلن من ثقافة الأدب المكشوف أو غير المكشوف .
وألاحظ وأنا أقف أمام المكتبات أن بعضا من الناس وخصوصا المثقفين يسألون عن بعض الكتب والروايات وهم يخجلون من إطرائها , فمثلا شاهدت مرة سيدة تسأل عن رواية : ذاكرة الجسد , للروائية : أحلام مستغانمي وتسأل عنها وهي خجولة من إطرائها .
صدقت السيدة الأجنبية التي قالت : الكتب التي نشتهي قراءتها نستحي من شرائها .
إن الخجل الثقافي يمارس بيننا وكأنه دعارة نستحي من مزاولتها فمثلا السيدة العربية التي تقرأ لنزار قباني تستحي من شراء دواوينه الشعرية والكتب العلمانية يستحي مثقفونا من إقتنائها في مكتباتهم المنزلية .
إن الخجل الثقافي اليوم عندنا كعرب يمارس بشكل تحفظي جدا وأحيانا يطلب المشتري من البائع عدم ذكر إسمه ويشتري المثقفون الكتب التي يرغبون بقراءتها من مكتبات ليس بينهم وبين أصحابها صلة تذكر .
وكذلك مواقع الإنترنت لا يرغب الآباء بأن يطلع أبناؤهم على بعض المواقع و بعض الصحف الجريئة لمستوى الوقاحة الزائدة عن حدها .
ويستطيع مجتمع الإنسان أن يعيد بناء حضارته في غضون عام واحد إذا تعرضت للدمار الشامل على يد الحروب النووية شريطة أن تبقى الكتب والمكتبات على قيد الحياة دون إتلاف .
وأريد هنا أن أسأل العرب جميعا سوآلا واحدا وهو :
لماذا لا يخجل العرب من شراء البخور وأعواد الند بملايين الدولارات والجينيهات الإسترلينية ؟؟؟؟
لا يخجلون من شراء الشعوذات ويخجلون من قراءة كتاب علماني.
ومن هذا المنطلفق يصرف العرب على إستيراد أعواد ند وبخور أكثر مما تدعمه إسرائيل للبحوث العلمية , ولا يستحون من تصرفاتهم ولا يستحون من التاريخ .
إن حضارة اليونان التي نعرفها وندين لها بكثير ما هي إلا كتب ومسرحيات وكذلك حضارة الرومان ما هي إلا كتب ومسرحيات وكذلك الأديان السماوية والوضعية ما هي إلا ثلاثة كتب : التوراه والإنجيل والقرآن.
وإن حضارة الغرب هي حضارة كتب وإن نهظة أوروبا لم تكن نهظة قنابل نووية بل كانت وما زالت كتب وأشعار ومسرحيات وروايات .
وحين نسأل عن حضارة مصر فإننا متأكدون أننا نسأل عن مبدعيها الأدبيين ولا نسأل عن قادتها العسكريين .
وإننا ونحن نقرأ نهظة أوروبا فإننا نقرأ بالتأكيد تاريخ الروائيين والشعراء والفلاسفة ونتجاهل التجار والمرابين والقادة العسكريين .
إن أي حضار في تاريخ الحضارات ما هي إلاّ حضارة كتب وأدباء .
وحين نصادف أي شخص لبناني فإنه سرعان ما يخطر ببالنا الشعراء اللبنانييون والمغنيون والروائييون ولا يخطر ببالنا الوزراء والساسة .
وحين نصادف شخص مصري سرعان ما يخطر ببالنا العقاد وطه حسين وأم كلثوم .....إلخ ...ولا يخطر ببالنا وزراء الصحة لا ولا حتى وزراء الثقافة بل صناع الفن والثقافة والسينما .
فلماذا نخجل من الثقافة التي نحبها



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجوم على الإسلام 1
- البطل التاريخي الذي لم يظهر على خشبة المسرح
- الدول العربية غير معنية بالتقدم لأنها أنظمة فاسدة
- خاطرة مثقف متعب
- المسلمون مصابون بإنفصام فكري
- يوم وفاة الدكتور علاء علاونه
- من ذكريات عاشق1
- العرب أللصوص ألكرماء
- عانقتها في ...
- فلسفة الفقراء
- إندروفين الحب
- قراءة في ملحمة الخلق البابلي (الإينوما إيليش)
- يا بعيد ...ما أبعدك!
- مزرعة الحيوان (جورج أوريل1903-1950)
- العامل والمجتمع الصناعي
- من باع فلسطين ؟
- اليهود أقربائي وألمسيح إبن الله: قراءة في الثقافه الزراعية و ...
- الثقافه العبرية هي :أصل الثقافة العربية
- بداية الحضاره كانت في الشرق بسبب المناخ المعتدل: قراءه في تا ...
- قراءه في ملحمة الخلق البابلي


المزيد.....




- كاميرا ترصد لحظة الضربات التي شنتها الهند في باكستان
- السعودية والإمارات من بين دول أطلعتها الهند على الخطوات المت ...
- رد باكستان على الهند -لا مفر منه-.. محللون يحذرون مما يقع عل ...
- إعلام لبناني: مقتل عنصر من حماس بغارة إسرائيلية على سيارة جن ...
- ما هي خطة مارشال؟ وكيف حاولت إيران محاكاتها في سوريا؟
- سوريا: سكان جرمانا يرفضون تسليم الأسلحة الخفيفة وسط مخاوف من ...
- قطر ومصر تؤكدان أن جهود الوساطة الخاصة بغزة مستمرة
- الإمارات تدعو إلى ضبط النفس بين الهند وباكستان
- واشنطن تعلن تهريب خمسة معارضين فنزويليين من داخل كاراكاس
- تفجير تحت الأرض.. لحظة حسمت مصير جيش كان -لا يُقهر-


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الخجل الثقافي