يا بعيد ...ما أبعدك!

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2063 - 2007 / 10 / 9 - 12:00
المحور: الادب والفن
    

إنك مني بعيد وعن عيني بعيد وعن صوتي بعيد .
وإنك يا بعيد ...بعيد جدا .
فلماذا تحتضنني كما تحتضن الأم طفلها ؟
ولماذا تحفر بذاكرتي ووجداني صورا شتى ؟رغم أنك مني بعيد ...يا بعيد !

يا بعيد...ما أبعدك !
يا بعيد ما أبعدك ؟
من طار بك إلى حجرة نومي, لتطل على جسدي من خلال أحلامي الكبيرة والصغيرة؟... ومن قبل جاء بك وعلّقك حول عنقي مثل حبل يخنقني ومثل جراد يأكل من حولي الأخضر واليابس !

لو أنك لم تكن جزءا من ذكرياتي لحطمتك تحت قدمي ثم بكيت عليك لأنك وقتها ستكون مني بعيد ...يا بعيد .

لونك مثل لون الماء لأن كل ألأشياء تتموه بك وتمتزج بك فالأخضر يبدو بك أخضر, والأحمر أحمر حتى السماء الزرقاء لونها بعينيك أزرق أزرق أزرق !
يا بعيد...
يا بعيد ...لم تكن مني يوما قريب .
خذ سكينا وإجرحني وانظر عند الجرح ...ستراني وسترى جرحي يقطر ذكريات مؤلمة.
خذ بندقيتك وسددها نحو صدري وانظر تحت الصدر ماذا سترى؟
ستفوح عليك من قلبي قصائد تترى وأسألة تترى متعبة مثل خيول العرب .
يا بعيد جدا عني من أبعدك؟
من جعلك في تاريخي الضال نبيا ...ورسولا يشفع لي تحت الكرسي ؟
من جعلك ملكا يأمر وينهى في رأسي وفي قلبي وفي مغارات قلبي الأجوف ؟

كيف تسللت إلى ذهني من مدينة بابل والموصل ووصلتني بجلجامش بعد أن مت في تاريخ جلجامش وبكى عليّ اول ملك لا ينطق بالعربية الفصحى ؟
عرفتك كما عرفت الأبيض والأسود والألوان التي تضيع أنت بها ومن ثم تضيعها معك.
وعرفتك تاريخا طويلا جدا للنضال والكفاح البطولي ضد القمع الصوفي...وضد رسالة الأوغاد والشرير الصوفي .
عرفتك شجرة ذكريات مؤلمة وجبالا شاهقة باكية ليلا ونهارا على فصل الشتاء .
ما أبعدك!!!!!!!!!!
ما أبعدك عني !...وعدت

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل