أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - من ذكريات عاشق1















المزيد.....

من ذكريات عاشق1


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2071 - 2007 / 10 / 17 - 11:27
المحور: الادب والفن
    


يصحو هذا الرجل مبكرا هو وزوجته وهم يسبحون الله من أول الفجر ويحافظون على صلاتهم بإستمرار دائم , وهم بمثابة واعظين للناس وهم يدربونهم على تحمل المكاره والكوارث ,ويحثون ا لناس على الصبر والجلد وعلى تحمل الأمراض والفقر الفاحش لأن الفقر والمرض إبتلاء من الله وإمتحان من الله ليختبر به قياس و صبر المؤمن الحقيقي من غير المؤمن الحقيقي , وهكذا هي حياتهم صلاة وصوم ونسك ووعظ وإرشاد .
وقد رصدت مرة معدل وعظهم في اليوم الواحد وإذا بها تتجاوز وعظ وإرشاد دائرة قاضي القضاة بعام كامل وتتجاوز أيضا وعظ وإرشاد وزارة الأوقاف نفسها وتتجاوز معدلات إرشادهم أكثر من إرشاد عاصمة عربية بما بها من مساجد وكنائس.
وكوني إنسان يخالطه الشك في كل المعتقدات فإنني كنت أحسد هذه المرأة وزوجها على إيمانهم وثباتهم وعلى عدم حيرتهم , حتى دارت بي الأيام والسنين وجاء اليوم الذي أعمل به عندهم وبمعيتهم بيتا من حجر وإسمنت مسلح وكنت أنا طبعا المسؤول عن بناء منزلهم الكبير , وكانت الزوجة متفرغة للإشراف معي على المنزل في الوقت الذي يسافر به زوجها لتوقيع صفقات تجارية في الكويت والصين .
والزوجة متدثرة من قمة رأسها حتى أخمص قدميها وكذلك عواطفها متدثرة أيضا ومختفية خلف قفصها الصدري , وقد حضرت يوما إلى موقع العمل وسمعتني أتحدث مع العمال والشغيلة عن نزار قباني وقد طلبت مني أن أقرأ لها قصيدة من قصائد نزار فقرأت لها قصيدة :
لم أعد أدري إلى أين أذهب كل يوم أحس أنك أقرب ....
وكنت في أغلب الأحيان أقرىء لها من شعري وهي لا تدري وكانت تستمع لي بخجل وهي تقول :الله الله ! يا نزار .
وكنت أشعر وأنا أقرأ في القصيدة أنها تخلع حجابها وتكشف لي عن شعر رأسها وخلتها بقميص نوم أبيض وجسم أبيض وبعد أن فرغت من قراءة القصيدة بقيت هي صامتة وأنا محتار وخائف من هذا الصمت العجيب وتلبكت شخصيا وخفت كثيرا من الصمت الطويل وشعرت وكأنني على خشبة مسرح كأنني ممثل نسي ما سيقول وأنتم تعرفون ان لحظات الصمت على خشبة المسرح قاتلة فعلا وإذا بها تقاطع الصمت وتسالني عن قصائد ودواوين شعرية أخرى فأعرتها عدة دواوين شعرية وأشرطة وسيديهات صوتية أيضا .
وإزدادت العلاقة بيننا لدرجة أنني أصبحت أشعر أن هذه المرأة جزء من حياتي وبدأت هي أيضا تسألني أسألة عائلية وأنا طبعا جريء جدا مع النساء وخجول جدا من إطراء ذكرياتي النسوية لأنه أصلا ليس لي ذكريات نسويه فذكرياتي مجرد أوهام يصاب بها من يستمع لي وأنا أتحدث عن المرأة علميا ونظريا فقط لا غير ...وأنا أتحدث اليوم مع إمرأة متدثرة مثل سيارة نقل تحمل الخضروات .
وإستمرت العلاقة بيننا حتى عندما يحضر زوجها لمنزله للإشراف على العمل كانت تخابرني عبر الموبايل وكانت تتحدث معي في كل مكالمة أكثر من 45 دقيقة وكنت أستمتع جدا في الحديث معها .
ولمست هذه المرأة من كل أطرافها العاطفية غير أنني لم أقترب من الجسد ولم أمسك بيدي خصلة شعر لها , وتطورت العلاقة بيننا حتى بلغت مستوى العلاقات العاطفية بين إمرأة متزوجة ورجل متزوج علما أن عواطفنا كانت مراهقة فعلا .
وبالنسبة للمراهقة كانت تتوق المرأة للمراهقة لأنها لم تراهق في صباها , وتزوجت وهي في سن السادسة عشرة من عمرها , وأنجبت أربع ذكور وهي لم تتجاوز سن الخامسة والعشرين من عمرها وكنت أنا في سن الثالثة والثلاثين من العمر , وقد عشت هذه الأعوام في ترف ثقافي وتعب إقتصادي .
وكانت تشرح لي على الهاتف طريقة نومها مع زوجها الشيخ المنتفخ الكرش التقي جدا والعابد لله جدا والكاره للجمال جدا .
وكانت كلما سمعت مني كلمت حب أقفلت الهاتف في وجهي وكنت أعبس طوال النهار بسبب فغلتها وكانت كلما أرسلت لها كلمة حب أو قبله على الهواء كانت تعاقبني بعدم الإتصال وقطع العلاقات معي ليوم أو يومين وأحيانا لإسبوع كامل .
وكنت أشعر أن هذه العقوبات مجحفة بحقي ولكن لمن أشتكي ؟ إنني لا أستطيع أن أشكو لزوجها ...وأضحك من هذا الإحتمال بيني وبين نفسي ..هههههههههه
وأحببت فيها كل شيء عشقها للكلمة الشاعرية وميلها للضحك بصوت هادىء...
وذات ليلة ذهبت لمنزلها ولم أجد زوجها فخرجت تحدثني من خلف الباب وأصابع يديها تنبعث من خلف الباب وكأنهن رماح ومساطر هندسية وبعد الحديث معها لأكثر من ربع ساعة طلبت منها أن أنظر لوجهها الكريم فخرجت من خلف الباب وهي تلبس تيشيرت لونه زهري وبنطال فيزون لونه أسود وعيون خضراء مثل أعشاب غور الأردن وشفاه محمّرة مثل النار التي أتعذب بها ...فأحسست بنوبة عصبية وإختناق في اللوزتين...وببلغم يسيل من حلقي إلى أجوف بكني وأنا أٌول لها :إذا منت مؤمنة بالله فإنني مؤمن بكي !
وكانت هذه أول مرة أراها بها بعد أن مر على علاقتنا أكثر من سبعة أشهر .
ونحن في بلاد العرب نحتال على لقمة الخبز وعلى علاقاتنا العاطفية والثقافة تطمسنا بكثرة المحرمات وكلنا سواء أكنا رجالا أم نساءا نلبس خمارات نغطي بها وجهنا الحقيقي ...وهذه المرأة بحديثها معي كل ليلة على الموبايل تتعرى أمامي من الثقافة التي تدنسها وتدنسنا جميعا وفي أضعف اللحظات تنكشف عوراتنا بسرعة مذهلة , وفي هذه المرة التي رأيتها فيها كانت رائحة العطر تنبعث من خلف الباب وما زلت حتى اليوم كلما مررت من باب دارها في عمان أشتم رائحة العطر رغم أنها تركت المنزل وسافرت مع زوجها منذ أكثر من 4أعوام .
وكانت تقول لي أنها لا تحترم الرجال لأنهم قساة القلوب وإنها تكره كلمة الحب ولا تحب غير أولادها الأربعة ذكور , وفهمت منها كل شيء غير أنها لم تفهم مني كل ما أريد وكنت على إستعداد لأتنازل عن أشياء كثيرة إرضاءا لها غير أنها تحب أولادها لذلك كانت وما زالت متمسكة بزوجها ليس حبا له ولكن حبا لأولادها.
أما زوجها التقي السعيد فقد كان أيضا تقيا جدا وليس له نشاطات نسوية لذلك لم يكن وجهه الحقيقي ينكشف دائما إلا في مناسبة واحدة وهي عندما يطالبه العمال والشغيلة بأجرتهم فكان سرعان ما يذهب حلمه ووقاره وتقواه وينكشف وجهه الحقيقي المحب لظلم العمال والشغيلة وكان شعاره دائما :إطلبوا أجركم بحق الله ولا تزيدوا عليه .....أطلبوا أجركم بما يرضي الله .
وطبيعي جدا أن هذا الشعار ليس شعار الله بل شعاره هو :فحين يرضى هو يشعر بينه وبين نفسه أن الله قد رضيّ...وهذا كله وهم وخرافة و...
ولا يوجد فرق بينه وبين زوجته الكل سواء وكلهم يعود لطبيعته بعد زوال المؤثر عنه والكل ينكشف وجهه فوجه الزوج الحقيقي هو حبه للمال وكنزه بما يرضي الله وأما زوجته فقد كانت تحب الجمال لذلك أحبتني من غير أن تقول كلمة حب واحدة وكذلك زوجها أحبني لأنني لم أكن أطلب منه مالا كثيرا غير القليل منه والذي لا يكفيني أنا وعيالي ...



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب أللصوص ألكرماء
- عانقتها في ...
- فلسفة الفقراء
- إندروفين الحب
- قراءة في ملحمة الخلق البابلي (الإينوما إيليش)
- يا بعيد ...ما أبعدك!
- مزرعة الحيوان (جورج أوريل1903-1950)
- العامل والمجتمع الصناعي
- من باع فلسطين ؟
- اليهود أقربائي وألمسيح إبن الله: قراءة في الثقافه الزراعية و ...
- الثقافه العبرية هي :أصل الثقافة العربية
- بداية الحضاره كانت في الشرق بسبب المناخ المعتدل: قراءه في تا ...
- قراءه في ملحمة الخلق البابلي
- قراءة في قصة اليهود خارج الموروث الديني
- النظام العشائري الأردني نظام ثقافي وليس بيولوجي
- الرزق ليس على ألله والفقيه المسلم لا يعرف ماذا يريد!
- الزكاة لا تكفر عن خطيئة المسلم والله ليس شيوعيا
- أحبك..
- البقاء للشعب وشرب القهوة
- الثقافة ترفع من مستوى الشعب


المزيد.....




- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...
- “عيد الرّعاة” بجبل سمامة: الثقافة آليّة فعّالة في مواجهة الإ ...
- مراكش.. المدينة الحمراء تجمع شعراء العالم وتعبر بهم إلى عالم ...
- حرمان مغني الراب الإيراني المحكوم عليه بالإعدام من الهاتف
- فيلم -العار- يفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان موسكو السينمائي ...
- محكمة استئناف تؤيد أمرا للكشف عن نفقات مشاهدة الأفلام وتناول ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - من ذكريات عاشق1