أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الثورات السياسية تصنع من الأشياء الرخيصة أشياء ثمينة ...في بعض الأحيان














المزيد.....

الثورات السياسية تصنع من الأشياء الرخيصة أشياء ثمينة ...في بعض الأحيان


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2103 - 2007 / 11 / 18 - 12:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تقوم الناس في أغلب الأحيان بتبديل ملابسها لأسباب تافهة جدا وتبقى أفكارهم القديمة تلون ملابسهم الجديدة ,ولكن أصعب شيء على الناس هو أن يتحولوا عن دينهم ومذاهبهم الإجتماعية التي تتحكم في طبيعة تصرفاتهم وسلوكياتهم اليومية .
وحتى تغير أي أمة مذهبها الديني والفكري تخسر كثيرا من الدماء في سبيل أظهار فكرة ومبدأ جديد.
ولكن الثورات السياسية تفعل أشياء عجيبة منها أشياء تافهة عظيمة وأبطال ليسوا أبطالا إلاّ بمحض الصدفة وعن غير قصد منهم .
وبذلك نقرأ سيرتهم الذاتية كأي سيرة عادية ولكن طبيعة مشهد موتهم وحياتهم تجعل منهم رمزا أجتماعية وسياسية ويصبح موتهم عن مبدأ وخروجهم من منازلهم عن مبدأ أيضا حتى ولو كانوا خارجين للتبول .

في خضم الثورات السياسية تتحول الأشياء البسيطة إلى أشياء معقدة وكذلك تتحول الأشياء المعقدة إلى أشياء بسيطة بعد أن كانت معقدة من الصعب حلها بالطرق السلمية .
وكذلك في ظل الثورات السياسية تتحول الرموز الوطنية والقومية إلى أشياء مضحكة وإلى أرجوازات للضحك والتسلية وتسقط معالم كبيرة وتصعد مكانها معالم كانت غير معروفة .
وفي خضم الثورات السياسية يتحول الملوك والحكام إلى مواضيع تراجيدية ومادة دسمة للتسلية والفرجة وتصبح البزات أو بزاتهم العسكرية ألبسة داخلية كالفانيلات والسراويل الداخلية .

وتسقط الرموز القديمة وتظهر رموز جديدة لم تكن معروفة من ذي قبل .
وفي خضم الثورات السياسية يتحول بعض الناس العاديين إلى رموز وطنية ودينية وإصلاحية ومادة جذابة للدراسات الفكرية والإجتماعية ويكتب الكتاب سيرتهم الذاتية ويفضحون ويعرون الأنظمة القديمة فتستحيل إلى أفلام كرتون للأطفال يضحك منها الكبار والصغار .

وفي خضم الثورات السياسية تتحول بعض الناس العاديين إلى رموز فكرية للفكر الجديد ويطعنون بها الرموز القديمة.

وبالمثال على ذلك :
خلق إنقلاب الضباط الأحرار في مصر سنة 1952م إقلابه العسكري ثورة عارمة لاحقت النظام القديم في الجامعات والدوائر الحكومية وطاردت المفسدين إجتماعيا وسلط الإعلام الجديد الضوء على حياة الفلاح البسيط وجعل منه شيئا عظيما أعظم من الإقطاعيين وتملك العامل أرض الإقطاعي ورئس أبناء العمال الصحف والمجلات الدورية , وبغظ النظر عن طبيعة وعقلية عبد الناصر إلا أن هذا هو الذي تصنعه الثورات السياسية .
وتحول القائد العسكري صدام حسين من قائد مفدى قبل إعدامه إلى رجل طاغية بعد إعدامه وتحول المجلود إلى جلاد والجلاد إلى مجلود وورث المبعدون عن العراق السلطة وأعدم أصحاب السلطات القدية .

وهنالك أشياء تحدث أثناء المظاهرات والإحتجاجات على السلطة والنظام في أي بلد في العالم تحكمه رغبة فئة متسلطة بحيث أن رصاصة طائشة تصيب رأس طفل ليس له علاقة بالسياسة فيتحول الطفل إلى رمز عفوي هو وأبيه للصمود والتحدي وحمل السلاح علما أن الطفل قد يكون قتل وهو يحاول العبور من شارع إلى شارع بسلام .

وكذلك تحول محمد الدرة من طفل عادي إلى طفل يرمز لقهر السلطة الإسرائلية للشعب الفلسطيني علما أن الدرة ليس له علاقة بالإنتفاظة أو الصمود والتحدي , ومع ذلك تحولت بعض عواصم الدول العربية إلى مهرجانات للخطابات المناهظة للسلام مع إسرائيل والعرب .
ومسحت بعض الدول العربية بعض أسماء الشوارع لتكتب عليها إسم محمد الدرة وكتب أبطال الشعر قصائد عن الشهيد محمد الدرة مآت القصائد وأقيمت مسابقات ادبية لأفضل قصيدة تقال عنه .
وحين نقرأ تاريخ الثورات والإصلاحات نقرأ ونصادف أشخاص طيبين تحولوا بعد مماتهم إلى رموز دينية كالطفل الذي عثر عليه مقتولا في هولندا وأتهم به اليهود وقامت من أجله المجازر والتصفيات والملاحقات العرقية .

وكذلك نقرأ عن حادثة دنشواي أو كما يسمونها دنجواي وعن المجزرة التي أرتكبت بحق ابطالها علما أنهم لم يكونوا أبطالا بالمعنى الثوري السياسي للكلمة ولكنهم كانوا أصحاب نخوة وشهامة ولم يكونوا معارضين للإستعمار الفرنسي لمصر في وقتها في بداية القرن العشرين .
وكذلك تحول الجندي الأردني (الدقامسة) إلى رمز كثيف للمعارضة السياسية وحمل البندقية ومعارضة السلام ,علما أن الدقامسة لم يكن متدينا ولا معارضا سياسيا ولكنه كان مأزوما إجتماعيا ففرغ أزمته من خلال إطلاق عيارات نارية على الأطفال اليهود الأبرياء والذين لا يعرفون شيئا عن حمل السلاح ولا حملوا بندقية في وجه الدقامسة ولكنهم كانوا يحملون حقائب سفر للنزهة في غور الأردن .

وقد حاولت الحكومة الإسرائلية تحويل مكان قتل تلك الفتيات إلى مركز ورمز كثيف للسلام وإظهار وحشية العرب مع إسرائيل , وخرجت في وقتها تصاريح سياسية من كبار رؤساء دول العالم تتحدث عن الدقامسة وأقيمت ندوات فكرية من أجل مناقشة فكر الدقامسة الثوري وعاد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية من رحلته للبيت الأبيض , وإختلف الناس في بينهم عن طبيعة مقصد الدقامسة وحلل ضباط كبار في أجهزة المخابرات في العالم العربي والغربي طبيعة وشخصية الدقامسة وهل كان متعدد الوجوه ومزدوج الأفكار , وفي النهاية تبين أنه مصاب بأزمة نفسية حادة جراء ظروف الحياة العصيبة .

ولكن الدقامسة علم الحكومة الأردنية والجيش درسا قاسيا وإنتبهوا إلى العساكر المظغوطين نفسيا وفقد ضباط كبار مناصبهم وإعتلى مكانهم ضباط صغار وإستفاد القليل من الناس والخاسرون في هذه المعركة أكثر .





#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية والثقافه
- العلمانية وتقدم العلوم
- التاريخ : حركة مادية وليست روحية
- المجلات والصحف العربية في بداية النهظة العربية الحديثة
- الانتخابات العشائرية الأردنية وليست البرلمانية
- صلاة الإستسقاء : ترفع الأسعار
- صحيفة الحوار المتمدن ليست صحيفة رزكار عقراوي
- رسالة إلى بغداد
- الكتاب العربي بين هموم المثقف وبطش الأميين
- أصل الإنسان حيوان مفترس
- أصابع كفها فقط خلف الباب !
- الهجوم على الإسلام3, أم الهجوم على أعداء الحرية ؟
- الهجوم على الإسلام 2
- أطيب من إلنسوان؟لا مال ولا خمره
- الخجل الثقافي
- الهجوم على الإسلام 1
- البطل التاريخي الذي لم يظهر على خشبة المسرح
- الدول العربية غير معنية بالتقدم لأنها أنظمة فاسدة
- خاطرة مثقف متعب
- المسلمون مصابون بإنفصام فكري


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الثورات السياسية تصنع من الأشياء الرخيصة أشياء ثمينة ...في بعض الأحيان