أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - أسرار عيد 25-12- في كل عام














المزيد.....

أسرار عيد 25-12- في كل عام


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2140 - 2007 / 12 / 25 - 10:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


العيد الذي يحتفل به العالم المسيحي صباح هذا اليوم ليس عيدا لميلاد السيد المسيح وحسب وإنما هو عيد بعث وسقوط الأمطار, وهو ليس عيد الرب يسوع بل أيضا عيد بعث المخلص والمهدي المنتظر , وهو ليس عيد الحواريين من صحابة عيسى إبن مريم بل هو عيد المزارعين والمجتمعات الزراعية , وليس عيدا لتلامذة المسيح بل أيضا هو عيد المتعبين الذين ينتظرون المخلص وعيد الثكلى والجرحى طوال أيام حزن ويأس الإنسان طيلة أيام السنة , وهو ليس عيدا لعيسى إبن الرب أو إبن مريم بل هو أيضا عيد الإله دموزي وتموز وعشتار وإنانا وأرشكيجال.

وقصة هذا العيد يرويها لنا علم الإجتماع الحديث , فجميع المجتمعات الزراعية القديمة كانت تحتفل بيوم 25-12- كعيد لبعث المزروعات وإمتلاء الآبار الزراعية والآبار البيتية المنزلية بمياه الأمطار , وكان جهل الإنسان غير التقني يعتقد أن الإله يموت في فصل الصيف أيام الحصاد ويذهب للعالم الأسفل , وقصة إنانا والمعروفة لدينا بإسم عشتار هي بداية الخيط الرفيع لقصة موت الإله وبعثه من جديد, فعشتار تسافر للعالم الأسفل من أجل إستعادة الإله تموز ومعروف لدينا أن تموز هو أشد فصول الصيف حرارة وجدبا وحصادا بحيث يموت به اللون الأخضر وتحصد المزروعات وتموت النباتات من قلة الماء وشدة الحرارة في فصل الصيف .
وكانت الإلهة عشتار تسافر كل عام للعالم الأسفل من أجل إستعادة معشوقها تموزو وتتنازع عليه هي وشقيقتها (أرشكيجال) فيحكم أبو الآلهة بينهن بأن يتقاسما الإله فيما بينهن طيلة شهور السنة .
وبهذا يصعد الإله تموز في فصل الشتاء للعالم الأرضي في 25 -12- كانون الأول , وهو أقصر أيام النهار في الشرق الأوسط وأشده أمطارا ويبقى الإله تموز حتى بداية فصل بداية فصل الصيف حيث يغادر للعالم السفلي ويموت مع موت الزهور والربيع وإصفرار الربيع بعد إخضراره .
وهكذا تستمر رحلة البعث والموت طيلة أيام السنة والقصة الرمزية لموت الإله وبعثه لها تكثيف أدبي رمزي :
فالمزارعون ينتعشون في فصل الشتاء مع بداية الحرث والزرع وسقوط الأمطار وإمتلاء الآبار بالمياه وفي هذا الوقت ترتوي الحيوانات والماشية وتزداد صحتها قوة وبذلك يستفيد منها المزارع إستفادة تعود عليه بالصحة والعافية ولذلك كان يعتقد الإنسان البدائي من أن الإله يعود في فصل الشتاء وكان للإنسان البدائي معتقدات متعددة فلكل شيء إله : فللمطر إله وللرعد إله ...وللغيم إله وللشمس إله وللثلج إله ...وللموت إله ...وللحياة إله .
وبهذا أنشأت المجتمعات الزراعية بداية الإعتقادات بالبعث والحساب والعذاب والرزق الذي يأتي من الإله ...

وبالتالي أنشأت المجتمعات الزراعية ديانة الخصب والنماء فكل شيء ينمو مع قصة بعث الإله إله المطر والإخصاب والمعجزات .
ومن المعروف أن هذا اليوم كان عيدا للنيروز أيضا في بلاد فارس إيران , وقد خلط أهل فارس هذا اليوم والمعروف ببعث الإله (مترى الفارسي ) بالمعتقدات الإسلامية حين دخلوا الإسلام وحين تعددت الفرق الإسلامية أدخل الفرس معتقداتهم بمعتقدات المذاهب الشيعية التعددية على إثنى وسبعين شعبة , وأهم تلك ال‘تقادات إسطورة إنتظار الإله المخلص , فمن شدة ولع المزارعين بإنتظار الأمطار أيام إنحباسها عنهم خلقت لديهم هذه المعضلة عقدة إنتظار المخلص والمهدي المنتظر , وبذلك أصبحت عقيدة إنتظار المخلص مذهبا متفرعا عن هذهب عودة الإله في فصل الشتاء وبعثه .

وفي نهاية عصر النهظة الأوروبي أصبح موضوع بعث الإله والمسيح والمخلص موضوعا بارزا على صفحات الصحف التهكمية والساخرة ولهذا السبب إنتشرت مسرحية (صموئيل بيكت )والمعروفة بإسم : (بإنتظار غودو ) وغودو شخصية وهمية تنوب محل الفاعل الوهمي وهو المسيح فمسرحية بإنتظار غودو وهم وخرافة من الذين ينتظرون المسيح بأن يأتي ليخلصهم من عذابهم , عذاب الذين ينتظرون الإفراجات في السجون من مظاليم وغير مظاليم.
وشخصية تسخر أيضا من الذين ينتظرون الرزق من معجزات المسيح رغم أن المسيح أو المشيح مات منذ زمن ولم يبعث مع بداية الشتاء أو الربيع .
أنا ..هنا أتحدث عن معضلة إجتماعية ..زلا أهدف للمساس بشخصية السيد المسيح أو اليسوع إبن الرب أو عيسى إبن مريم .




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني
- يجوز للمرأة تعدد الأزواج
- الزمن السعيد على حسب نظرية أنشتاين
- غيرة الرجل الشرقي
- بناء المساجد والعقارات الصحية والثقافية في الوطن العربي
- كل عام يا عرب ونحن هكذا
- قتل المواهب العربية
- إكرام الميت تأجيل دفنه
- الحب : عام ألفين وأخضر ميلادي
- أسباب تكفيري في جامعة محمد بن سعود2
- الحوار المتمدن : مكسب معنوي ومربح ثقافي
- أسباب تكفيري من جهة جامعة محمد بن سعود(1)
- يا عمي يا طاغيه
- 20100م:خطيب يخطب بالناس
- غياب التنظيم الأسري بيئة مناسبة لإستبداد الحكام العرب بالعرب
- الكساد الإجتماعي العربي
- الإستعمار الغربي أفضل من الإستقلال الشرقي
- المثقف الناجح في الدول العربية
- حين ينزل فرسان التغيير عن خيولهم بخمسين دينار
- نداء إلى كل الأردنيين الشرفاء:من أجل إعمار البيت الأردني.


المزيد.....




- إيران تطلق صواريخ على القواعد الأمريكية في قطر والعراق
- لقطات تظهر لحظة اعتراض وابل من الصواريخ الإيرانية في سماء ال ...
- -نحتفظ بحق الرد المباشر-.. قطر تعلن عدم وقوع خسائر بشرية إثر ...
- اليونان: تواصل جهود إطفاء حريق بجزيرة خيوس مع استمرار عمليات ...
- زواج جيف بيزوس في البندقية يثير الغضب ولافتة تقول: -استأجرت ...
- الحرب تتوسع... إيران تستهدف قواعد أمريكية في قطر والعراق
- الحرب بين إسرائيل وإيران: ماكرون يعتبر الضربات الأمريكية على ...
- القصف الإيراني على إسرائيل.. -استنزاف جديد- أم مجرد رسائل رد ...
- -الدم السوري واحد-.. مغردون يتفاعلون مع الهجوم على كنيسة دمش ...
- هل قضت الضربة الأميركية على مشروع إيران النووي؟ مغردون يعلقو ...


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - أسرار عيد 25-12- في كل عام