أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - المجتمع المدني














المزيد.....

المجتمع المدني


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2139 - 2007 / 12 / 24 - 11:49
المحور: المجتمع المدني
    


المجتمع المدني يختلف عن المجتمعات غير المدنية بوصفه متعدد الإطروحات والشرائح الإجتماعية نتيجة دعمه وتأييده للحريات العامة , وللحريات السياسية والمذهبية والفنية والفكرية وبالتالي فهو على حسب تقديرات مؤسساته المنبثقة عنه, فهو مجتمع مبعثر وغير متوحد .

ولكن بعثرته تلك هي بسبب إعترافه بالجميع بينما لا يعترف المجتمع الإستبدادي إلاّ بفئة قليلة يرفعها فوق مستوى الجميع وليس لأحد حق التغيير أو التفكير أو التعبير وهذا النمط هو النمط السائد في المجتمعات العربية لذلك فنحن نعيش في مجتمعات إستبدادية مسالمة للآخرين وتعتبر نفسها غير جديرة بالتفكير لذلك المجتمعات العربية مجتمعات غير مدنية متخلفة .

والمجتمع المدني الحديث مجتمع غير متجاوب مع المجتمعات الإستبدادية لأنه يحترم الإنسان والرأي والرأي الآخر والحريات العامة حتى الشاذون في المجتمع المدني لهم به مؤسسات رعاية وإهتمام صحية وغير صحية , فالشاذون جنسيا مثلا لا يعتبرون شاذون في المجتمع المدني بل لشذوذهم دوافع وغرائز بيولوجية لهم الحق بتلقي العلاج ولهم الحق في الحياة الكريمة التي يسعى إليها كل إنسان ولا يعتبر سلوكهم سلوكا شاذا , بل سلوك طبيعي طالما أنهم يستمتعون بشذوذهم .

والمجتمع المدني مجتمع تعددي في الطوائف الدينية والفكرية والسياسية والإجتماعية وليس لفئة على فئة حق ممارسة الضغط السياسي والطائفي والديني على فئة أخرى .
والإنسان في المجتمع الكتلي الصناعي متعدد في مصادر كسبه للقمة خبزه , وهذا التعدد في مصادره الإقتصادية هو الذي يعمل على تزويده بمشارب فكرية غير التي إعتاد عليها في المجتمعات القديمة الزراعية والرعوية الإقطاعيتان , فالنمط الزراعي والرعوي كانا ينتجان مجتمعات رعوية وزراعية لا جديد على إسلوب حياة الناس فيهما طوال مآت السنين التي خلت, أما المجتمعات الكتلية الصناعية فقد أدت بسبب تعدد الصناعات إلى تعدد المواهب وأحرزت الصناعات الحديثة تقدما هائلا على الصناعات القديمة وبالتالي تحول هذا التقدم ليس إلى تقدم صناعي وحسب بل تحول إلى إنتصار تكتلات إجتماعية جديدة ومعسكرات إجتماعية حديثة .

وبسبب هذه التكتلات الحديثة ظهرت المواهب الإجتماعية وأصبحت مهن فنية لها محترفون , فقد تقدمت الصحافة والإعلام بسبب غمر الأسواق بالمطابع وإزدياد الصناعات الورقية بتكلفة بسيطة جدا وهذا أدى إلى ظهور الكتاب والفلاسفة والمفكرين الإجتماعيين والشعراء والأدباء , وعبر كل واحد منهم عن وجهة نظره وبهذا أصبحت حرية التعبير مباحة , وظهرت نتيجة لحرية التعبير تكتلات ثقافية تجتمع هلى رأي واحد والرأي الواحد أدى لولادة الأحزاب السياسية والثقافية .

كل هذه الأمور تخبرنا وتفيدنا بأن المجتمع المدني المعاصر والحديث متعدد الإتجاهات ومبعثر وغير ملتئم كما كان سابقا , فالمجتمعات القديمة الإستبدادية مجتمعات متكاملة ومتكافلة ومترابطة ومتراصة( كالبنيان المرصوص إذا إشتكى منه عضو تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمه ) على حسب تعبير الحديث النبوي :
ولكن هل لمثل تلك المجتمعات أن تعيش في أجواء الحريات العامة , بالطبع ,لأ, فالمجتمعات المتكاملة والمتعاضدة تضر بصحة المتنافسين فكريا وإقتصاديا وسياسيا لأنها مجتمعات قمعية إستبدادية تقمع حرية :
-حرية الرأي .
حرية المرأة .
حرية التعبير الفني والأدبي والسياسي والثقافي .

وليس هذا القمع وحسب وإنما إضافة على ذلك تتدخل بعملية الإنتخاب الطبيعي للأقوياء وتدعم صغار الشعراء المتسولين الذين يمدحون الملوك والحكام فيزدادون قوة , بنفس الوقت الذي تطارد به المتمردون من الشعراء الأقوياء وتحاصرهم في لقمة الخبز والعيش وتحاصر أجهزتهم الأمنية حتى أقرباء المثقفين من أجل إبادة العائلة كاملة على مبدأ الموت الطبيعي -كما يحدث لي ولعائلتنا في الأردن -.
المجتمع المدني مجتمع مبعثر لأنه نظام سياسي يحترم الجميع ودينه دين علماني ولا ينظر لأصحاب المواهب نظرات طائفية , فالناس في المجتمع المدني الحديث أحرار في معتقداتهم وليس للدولة عليهم من سلطان , فكل إنسان عقله في رأسه مدينة بكاملها له رغباته الخاصة وحياته الخاصة وهو حر بإنتقاء مذهبه فلا تلده أمه مسلما أو يهوديا أو مسيحيا أو ...إلخ , ولكنه يولد علماني حر له أن يختار عقيدته ,ومذهبه الفكري , وله الحق في أن يعيش بلا دين أو عقيدة وهذا لا يؤثر على إسلوب حياته وعمله , لأن الإنسان في المجتمع المدني يعمل وفق أنظمة مدنية وتشريعية خاصة ووفق لوائح وقوانين متعددة , على حسب المصنع أو الشركة التي يعمل بها .

والإنسان في المجتمع المدني الحديث لا يقبل صدقات الأديان السماوية ولا إسلوب الزكاة لإنه يتلقى أجره وتقاعده وضمانه الصحي والإجتماعي والإقتصادي من مؤسسات مجتمعه المدنية وهذا حقه وحقه أيضا أن يتلقى راتبا شهريا حتى وإن كان بلا عمل ريثما يجد عملا مناسبا له .

أما في المجتمعات الإستبدادية القهرية : فإن الإنسان يعيش بها متخلفا على حساب الصدقات والمهتات وبالتالي يبقى يشعر أنه تافه ورديء وعديم الفائدة .
وهذا هو الذي يجعل المجتمعات العربية مجتمعات ناقصة وتافهة لأن الإنسان بها يعيش على الصدقات والزكاة وبالتالي عليه أن يبقى مؤمنا بديانة دولته ورب دولته



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجوز للمرأة تعدد الأزواج
- الزمن السعيد على حسب نظرية أنشتاين
- غيرة الرجل الشرقي
- بناء المساجد والعقارات الصحية والثقافية في الوطن العربي
- كل عام يا عرب ونحن هكذا
- قتل المواهب العربية
- إكرام الميت تأجيل دفنه
- الحب : عام ألفين وأخضر ميلادي
- أسباب تكفيري في جامعة محمد بن سعود2
- الحوار المتمدن : مكسب معنوي ومربح ثقافي
- أسباب تكفيري من جهة جامعة محمد بن سعود(1)
- يا عمي يا طاغيه
- 20100م:خطيب يخطب بالناس
- غياب التنظيم الأسري بيئة مناسبة لإستبداد الحكام العرب بالعرب
- الكساد الإجتماعي العربي
- الإستعمار الغربي أفضل من الإستقلال الشرقي
- المثقف الناجح في الدول العربية
- حين ينزل فرسان التغيير عن خيولهم بخمسين دينار
- نداء إلى كل الأردنيين الشرفاء:من أجل إعمار البيت الأردني.
- مقترح سياسي جديد على الأرض الأردنية : الحزب بدل العشيرة .


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - المجتمع المدني