أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - الجنس والدين والسياسة














المزيد.....

الجنس والدين والسياسة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2157 - 2008 / 1 / 11 - 11:08
المحور: المجتمع المدني
    


حين كنت أشعر أني بحاجة لكتابة مقال صحفي عن حول ما أقرىء من مواضيع في الفكر العربي والأديان السماوية كنت أواجه صعوبة في إيجاد مؤسسة صحفية أردنية تحترم رأيي الفكري والثقافي وكل الصحف الأردنية كانت تقول لي : أكتب يا أستاذ في كل شيء يخطر ببالك فأنت حر في التعبير عن وجهة نظرك بحرية بالغة فنحن لسنا ضد حرية الرأي ولا نقمع كاتبا ولكن عليك أن تتجنب الحديث عن ثلاثة أشياء وهما :
-الجنس.
-الدين.
-السياسة.
وهذا ثالوث ملعون ما زال يلاحقني أينما ذهبت ما عدى أنه غير متوفر في الصحف التي لا تشع من مدن عربية .

وكنت حين أخلوا بنفسي لكي أكتب مقالا كنت أتوقف لأكثر من ساعة وأنا أفكر كيف أتجنب هذه المحرمات الثلاثة في الصحف الأردنية الغراء؟ وكنت حين أنجح بيني وبين نفسي بتجنبها أنظر في مقالتي أو قصيدتي فإذا بها خاوية على عروشها ومدينة محروقة وقرية فاقدة للسكان ودولة بلاشعب وشعب بلا تاريخ وتاريخ بلا مؤرخين وعظام لا يكسوها اللحم ولحم ليس به بروتين وعروق ليس فيها دماء ...إلخ.

لذلك كنت أمزق كتاباتي .
فحين لا نكتب عن الأديان فماذا نكتب ؟
في الحقيقة كنت ألاحظ أن هنالك كتابات عن الأديان السماوية ولكنها في محتواها ليست غير نقل ونسخ لكتاب رياض الصالحين .
وحين لا أكتب في الجنس فماذا أكتب أو عن ماذا أكتب ؟ علما أنني كنت أشاهد كتابات عن الجنس ولكنها ليست غير أحاديث نبوية وكلام لإبن تيمية .
وحين لا أكتب في السياسة فماذا أكتب ...وكنت أشاهد مقالات في السياسة لا تتجاوز كلمات وآراء الجالسين في سيارات الأجرة وعلى المقاهي وأمام أبواب الدكاكين .
وبهذا فالحديث في السياسة هو حديث الدكاكين والمقاهي وسيارات الأجرة .
وبهذا أيضا كتاباتنا كلها فارغة وخالية من المحتوى وكتابنا وإن كانوا متخرجين من أكبر الجامعات فحديثهم لا يتجاوز حديث أرباب الدكاكين والمقاهي والحوانيت الصغيرة .
وكنت إبان حرب الخليج الأولى أسمع أراءا لنساء في السياسة سنة 1990-1991م أكثر دقة من أراء الخبراء في الصحف الأردنية وهذا يعني أن الصحف الأردنية والعربية تتجنب الحديث في الفكر السياسي والإجتماعي وبذلك ضعفت قوة التحليل السياسي عندهم .
وعلى رأي أرسطو : العضو الذي لا يستخدم يضعف ثم يموت , وفي الحقيقة عندما تتوقف العقول عن التفكير تضعف عندها قوة التحليل لذلك لا يوجد مفكرين صحفيين وإعلاميين لدينا مؤثرين على العالم الغربي وعلى الناس وعلى الجماهير العريضة .
حين لا نكتب في الجنس والدين والسياسة فماذا نكتب؟
هل نكتب حكايات ألف ليله وليله ؟
ماذا تنفع الكتابة إن لم تكن في الجنس والسياسة والدين ؟
كيف سنغير حياتنا إذا لم نطور بآرائنا حياتنا الجنسية والسياسية والدينية والفكرية , عن طريق الحوار وإستنباط الأفكار والدمج الثقافي والتفاعل الثقافي بين الأمم والناس .
إننا لا يمكن أن نتطور طالما أننا غير متحاورين مع الأطراف الأخرى وغير متفاعلين مع باقي الثقافات .
إن القسوة والطغيان لا يمكن أن يساهما بتطورنا وإن التطور البناء يعود إلى الليونة التي يبديها المجتمع والدولة والمؤسسات .

من ذكرياتي



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قالوا: تأدب. قلت : مؤدب
- نوح لم يعش 990 سنه
- الليبرالية العربية ليبرالية قديمة
- ثقافة شرقية أم إسلامية ؟
- صفات الملوك
- تذكرتك يا غالية
- القراءة بين السطور
- المرأة التي تكره الرجال والرجل الذي يكره النساء
- المجتمع المدني يصنع الحرية
- هكذا عشنا عام 2007م
- كثرة القراءة تدخل صاحبها الجنة وقلة القراءة تدخل صاحبها النا ...
- أكثر الناس ضحكا هم أكثرهم آلاما
- الفقراء والأغنياء
- هكذا يعبدون الله
- أسرار عيد 25-12- في كل عام
- المجتمع المدني
- يجوز للمرأة تعدد الأزواج
- الزمن السعيد على حسب نظرية أنشتاين
- غيرة الرجل الشرقي
- بناء المساجد والعقارات الصحية والثقافية في الوطن العربي


المزيد.....




- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - الجنس والدين والسياسة