أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الحب والسياسة














المزيد.....

الحب والسياسة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2169 - 2008 / 1 / 23 - 05:44
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


سأل عبد الملك بن مروان سوآلا لبثينة صاحبة جميل وعاشقها هذا السوآل :
ما الذي وجده بك جميل حتى أحبك كل هذا الحب ؟
فقالت :وما الذي وجده بك الناس حتى جعلوك خليفتهم وأميرا للمؤمنين ؟
ومن الممكن أن يكون جواب بثينة ساخرا ومن الممكن أن يكون دبلوماسيا وهو برهان ذو حدين .
فضحك منها عبد الملك بن مروان ولم يغضب منها .

وفي الحقيقة العشاق لا يرون في معشوقاتهم ما تراه الناس , حتى أننا نعتقد أن كافة المعشوقات ملكات جمال غير أنهن كن بجمالهن شيء عادي وأقل من عادي , وكذلك الناس يرون بحكامهم ما يراه العشاق بمعشوقاتهم , فلا يوجد مبر للشعب كي يعشق حاكمه غير الهوى الأعمى والإنصياع خلفهم في كل جحر ضب يدخلونه يدخل الشعب وراءهم.

وجواب بثينة لعبد الملك بن مروان هو جواب منطقي فالذي رآه بها جميل هو نفس الشيء الذي رآه الشعب الذي بايع عبد الملك بن مروان خليفة عليهم .
غير أن للحب صولجان وسلطان يأمر وينهى على قلب العاشق , وكذلك للحكام العرب صولجان يأمر وينهى .
غير أن صولجان الحب ليس بالسيف والبندقية بينما صولجان السلاطين بالسيف والبندقية .

ولكن ما الذي قصدته بثينة من سوآلها لعبد الملك بن مروان ؟
لا بد أنها أرادت أن تقول له أن الناس أحبوه كما يحب العاشق معشوقته وذلك تجنبا لبطش الخليفة بها , فالدلائل التاريخية تشير إلى أن الوقت الذي سألها به عبد الملك كان فيه فلتان أمني وثوراة في خرسان وعصيان مدني في مكة والمدينة ولم يستتب الوضع الأمني إلا بعد دخول الحجاج بن يوسف الثقفي صفوف جيش الخليفة المرواني .
والحب والسياسة لا يلتقيان فواحد منها لا بد له من أن يطغى على الآخر .
فالإنسان السياسي والعاشق لا بد أن يضحي , إما بالسياسة وإما بالحب والعشق .
فالعشق يضعف العقول والضمائر ويجعلها هشة تستجيب لأتفه دعاوى الأشياء وهو عاطفة تضعف الإرادة فالعشاق إرادتهم ضعيفة جدا أضعف من إرادة الإقلاع عن التدخين والعادات السيئة .
أما السياسة فهي تخلص الإنسان من وخز الضمير ولا يشعر بأي ألم حين يرى المدن تحترق والأطفال تتيتم والنساء تترمل , وكلما إقتربنا من السياسة كلما إبتعدنا عن الموازنة بين أنفسنا وتصرفاتنا وسلوكياتنا وعواطفنا فنعيش في جانب السياسة بعيدون عن جوانب التسامح والرحمة .
والمحبون قليلوا التحمل والسياسيون كثيروا التحمل , والمحب ليس دبلوماسيا فلا توجد في الحب علاقة دبلوماسية فالمحب لا ينافق في حبه وهو يتصرف كما يملي عليه قلبه ويقول المتنبي :
يحب العاقلون على التصافي وحب الجاهلين على الوئام .

والحب عالم مفتوح للمحبين والسياسة عالم مغلق في وجه السياسين ولا يمكن الجمع بينهما .
والحب يجمع كافة الفنون في قالب واحد وهو الحب , فالعاشق يصبح فنان أو رسام أو شاعر موهوب ...إلخ
ولكن السياسي يجمع بسياسته مواهب القسوة : القتل والتصفيات الجسدية والخداع وغش الناس وبلاوي -كما يقولون متلتله -.
وفي كافة الحضارات من ناحية الكم يغلب شعر الحب والعاطفة على شعر السياسة والحرب , ولو قمنا بإحصائية تعددية في كل زمن لشعر الحب والحرب لنجد أن أدب الحب يفوق من ناحية الكم أدب الحرب .
وليس من الغريب أن يستعجب (ديغول ) في فرنسا من أم كلثوم وهي تغني للحب بعد هزيمة العرب في حرب 67مع إسرائيل , لأن الناس تقبل على الحب والعاطفة أكثر من إقبالها على السياسة .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإكتئاب الثقافي:قصة سلطان مع وزير مثقف
- هل تفقد الطيور حاسة السمع حين تفقد أجنحتها ؟
- السلفية مرحلة إصلاحية
- هل تعلموا أن المسيح كان يحيي الموتى!؟
- صاحب دار نشر لا يقرىء ولا يكتب
- إبنك يا حجه بدخن ؟
- معجزات عربيه وآسيويه وشمال أفريقيه
- رجل تقي ضيع زوجته
- الدول العربية لا تستحق الدعم الأمريكي
- الجنس والدين والسياسة
- قالوا: تأدب. قلت : مؤدب
- نوح لم يعش 990 سنه
- الليبرالية العربية ليبرالية قديمة
- ثقافة شرقية أم إسلامية ؟
- صفات الملوك
- تذكرتك يا غالية
- القراءة بين السطور
- المرأة التي تكره الرجال والرجل الذي يكره النساء
- المجتمع المدني يصنع الحرية
- هكذا عشنا عام 2007م


المزيد.....




- مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام ...
- مسؤول إيراني لـCNN: طهران لم تتلق أي مقترح لوقف إطلاق النار. ...
- ترامب يعلن عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. ما التفاص ...
- سوريا: تفجير انتحاري يودي بحياة 23 شخصًا على الأقل في كنيسة ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على -وقف تام لإطلاق النار-
- لماذا يعارض مهندس -أميركا أولا- الحرب على إيران؟
- ترامب يعلن وقفا تاما وشاملا للحرب بين إسرائيل وإيران
- ترامب يشيد بأمير قطر ويعلق على الهجوم الإيراني
- الدوحة تؤكد استقرار الأوضاع وواشنطن تعلن إعادة فتح سفارتها ف ...
- ماذا نعرف عن قاعدة -العديد- الأميركية في قطر؟


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الحب والسياسة